صحيفة أمريكية: انضمام السويد إلى حلف “الناتو” ينهي قرنين من الحياد
قالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، /الثلاثاء/، إن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” الشهر الماضي يجعلها تنهي قرنين من الحياد بين موسكو وبروكسل، كما يأتي انضمامها بالقرب من الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس حلف الناتو.
وأضافت الصحيفة – في تقريرٍ لها – أنه بينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يأمل في تفكيك الحلف وخلق فجوة بين الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن ما حدث هو العكس تماما، لم يكن الناتو متحدًا إلى هذا الحد منذ الحرب الباردة، ولم يسبق له أن وصل إلى هذا العدد من الدول من قبل، ومع ذلك، فإن انضمام السويد لا يمثل سوى نصف القصة.
وأشار التقرير إلى أنه بالنسبة لبوتين، لا تكمن المشكلة في مكاسب حلف شمال الأطلسي فقط، بل في خسارة منظمة معاهدة الأمن الجماعي أيضًا، والذي تأسست في عام 2002، حيث رأى بوتين أن تأسيس منظمة حلف الأمن بمثابة ترياق للحلف وآلية لتأكيد السيطرة الروسية على العديد من الجمهوريات السوفيتية السابقة، إذ كان الأعضاء الأوائل هم أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان، كما انضمت أوزبكستان في عام 2006، لكنها غادرت بعد ست سنوات.
ورأى التقرير أنه حان الوقت لأرمينيا للخروج من سيطرة روسيا، بعد يومين فقط من إزالة التصديق المجري للعقبة الأخيرة أمام عضوية السويد في حلف “الناتو”، كما أبدت أرمينيا استعدادها لمغادرة منظمة معاهدة الأمن الجماعي، إذ أوقف رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الذي وصل إلى السلطة في عام 2018 نتيجة لثورة الشعب، المشاركة واصفا مشاركة أرمينيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي بأنها “مجمدة”.
وفي نفس السياق يُذكر أن الكرملين قد أعلن في 23 فبراير الماضي عن سعيه للحصول على توضيحات من أرمينيا، كما أوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أنه لم تكن هناك اتصالات بين البلدين، وأن المسؤولين الأرمن لم يبلغوا روسيا رسميًا بقرار تعليق عضويتهم.
وأوضح التقرير السبب وراء هذه الخطوة الأرمينية، والتي تأتي بعد حصار أذربيجاني دام أشهرًا لممر لاتشين، بعد فشل قوات حفظ السلام الروسية في التدخل لوقف سيطرة أذربيجان على منطقة “ناجورنو كاراباخ” المتنازع عليها، مما جعل ما يقرب من 100 ألف من الأرمن إلى الفرار.
وبحسب ما أورده التقرير أوضح باشينيان رئيس الوزراء الأرمن أن تغيير موقف أرمينيا كان ضروريا، وعلى الرغم من التزام روسيا الصارم بالدفاع عن الدول الأعضاء الأخرى ضد العدوان المذكور في المادة 4 من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والذي يشبه المادة 5 من منظمة حلف شمال الأطلسي، ومع ذلك فإن الدعم الروسي لم يأت، فبحسب الصحيفة إن استمرار انضمام أرمينيا إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي والذي فشل في تقديم الدعم العسكري المطلوب بل وأيضا منع أرمينيا من شراء الأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها من الغرب.
وأشار التقرير إلى أن وجهة نظر بوتين هي أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تُعتبر أداة لفرض السيطرة على منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي وتعزيز مصالح الكرملين بدلاً من العلاقة التكافلية، كما تعتبر روسيا التزاماتها تجاه الأعضاء الآخرين في منظمة معاهدة الأمن الجماعي غير ضرورية، وذلك بسبب استنزاف الموارد الروسية في أوكرانيا.
وبجانبه، فإن الدول التي كانت سابقا تحت تأثير بوتين تعيد النظر الآن في موقفها الاستراتيجي.
وفي سياق متصل، أوقف الناتو خطة بوتين لضعضعة الحلف كما أوضح التقرير إن الاحتفال بانضمام السويد هي ليست النهاية كما يُقال فهناك استمرارية في النضال من أجل الحرية، وهذا هو الوقت المناسب لكي يكشف حلف الناتو منظمة معاهدة الأمن الجماعي باعتبارها تدعي القوة.