د. عبدالرزاق محمد الدليمي: رسالة الى الحسين (ع)
في رسالة لسيدة عراقية إلى ( الحسين ) ، بدأتها بهذا العنوان (رسالتي إلى الحسين لمناسبة مقتلنا لامقتله) .. ماذا سيقول ( الحسين عليه السلام ) إذا قرأ رسالة هذه السيده العراقيه .. ؟
ثم مضت تقول :
السلام عليك ، ياسيدي ، ورحمة الله وبركاته .
السلام عليك ، يا سيد شباب أهل الجنة وخيار أهل الأرض ..
السلام عليك ، يا ريحانة رسول الله .
هذه رسالتي لك أخطها بقلمي الذي ما لبث أن يصمت ، إلا وصاحت قريحتي الفطريه : اكتبي !
أما بعد ، يا سيدي ، ها أنا قد قرأت قصة مقتلك ، وﻻ أخفيك سرا فقد حزنت كثيرا .
لكن لم أبدي حزني ، وسررته في قلبي وكظمت غيظي فلم أتمالك نفسي ..ففاض دمع العين والقلب .!
يا سيدي ، أنا لست ممن يجددون الحزن في مقتلك ..
فقد بلغني عن جدك وسيدي رسول الله ﷺأن ﻻ حزن بعد ثلاث ..
وأنا لست ممن يلطم وينوح على موتك .. فقد بلغني أيضا عن جدك وسيدي رسول الله ﷺ ، أن ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ..وأن النياحة من عمل الجاهليه ..
وٲنا لن أرفع راية سوداء ، بل أرفع يدي بالدعاء ب أن يحشرني الله معك ..
يا سيدي لن أطيل عليك ..
فهل تعلم أن معركة الطف لم تنته رغم مرور مايقارب 1444 سنة … ؟
وهل تعلم ، ياسيدي ، أنك منذ قتلت على يد نفس من يقتلوننا كل يوم حتى اليوم ، وكل شبر في أرض العراق صار كربلاء ؟
وهل تعلم ، ياسيدي ، أن شمر بن ذي الجوشن الذي جز رأسك في كربلاء ، هو نفسه من يجز بـرؤوسنا كل يوم في العراق ولبنان وسورية والأحواز واليمن ؟
يا سيدي نحن نعلم يقينا انك قُتلت مظلوما .. مثلما نعلم يقينا أنك لا تعلم أننا ندفع ثمن ذلك .. فمقتلك يكلفنا كل يوم أنهارا من الدم !
يا سيدي ، إن قتلوك عَطشاً ، فقد قتلونا جوعا وعطشا بعد ان فت انهارنا العظيمة بسببهم.. وإن قتلوك عمدا لم يقتلونا سهوا .. وإن حملوا رأسك الشريف شامخا على السيف ، نحن لم نُحمل أصلا بل نُرمى أرضاً ، حتى تبلى عظامنا في الطرقات ، لنصبح أثراً بعد عين !
يا سيدي ، وأنا أقرأ ، علمت أن ثمة ترابطا بين قصتنا وقصتك .. وها هو التاريخ يعيد نفسه .. فمثلما حرقوا الخيام على أهلك في كربلاء ، أعادوا الكَرَّة اليوم وأحرقوها على أهلي في الحويجة والأنبار وديالى والموصل والبصره ووووو .. السبب هو لأن هذه الثورة القائمة هي مثل تلك ..
ومثلما إجتمعوا عليك في دار هانئ بن عروة ، إجتمعوا علينا اليوم في دار كسرى بقم وطهران، ولك أن تتخيل حجم ما نحن فيه من كارثه ! يا سيدي ، لا أريد أن أحدثك عن العرب ، فمن باب أولى أن أحدث العرب عنك .. لكنهم يا سيدي ، هم اليوم عبيد ، بعدما كانوا ساده .. وغثاء بعدما كانوا جيوشا وقادة ..
فقد قّتَلوا خيارهم ، ونَصّبوا فينا لا علينا شِرارَهم ، وباعوا الدينَ بثمنٍ بخس ، فتداعت علينا الأمم من كل حدب وصوب !؟لكن نعدك ، يا ابن خير نساء الأرض ، أننا سنبقى خير أمة أخرجت للناس ، وسنلتحق بركبكم المبارك و سنكمل المسير .. فثورتكم ضد الظلم ، ثورة قائمة ﻻ رجعةَ فيها أبدا ..
و ختاما ، يا سيدي ، نسيت أن أخبرك ٲمراً : ٲن كل هذا حصل وقد قتلت في كربلاء
فهل تعلم ما الذي سيحصل لنا لو ٲنك قتلت فـي الفلوجه ؟بهذا القدر اكتفي ولأحداث العراق الجسام بقيـه ، إن كان في العمر بقية ! سلامي لروحك الطاهره))
على من تضحكون؟
من الامور المثيرة للسخرية ان المطالبين بخروج الاحتلال ،هم من نصبهم الاحتلال على رأس السلطة وهم انفسهم من وقعوا على بياض لبقاء الاحتلال الى يوم يبعثون،وهم انفسهم من يتمتعون بالسلطات المطلقة والجاه والوجاهة والمال السحت الحرام،وجميعها لم تكن تمر حتى بأحلامهم المريضة ،بفضل الاحتلال هم باقون بالسلطة وبدونه الله وحده يعلم بأي قمامة سيرميهم الشعب العراقي هذا من جانب ،لكن من الجانب الاخر يعلم هؤلاء واسيادهم ملالي طهران ان الولايات المتحدة الامريكية خططت لاحتلال العراق منذ عقود من الزمن وقد انتجت هوليود عدد من الافلام في فترات سابقة تتناول اسباب ومبررات وحتمية احتلال العراق وربما كان موضوع النفط (يملك العراق اكثر 15% من خزين النفط في العالم ) والغازوغيرها من الثروات في مقدمة تلك الاسباب ولم يعرف عن امريكا الدولة الامبريالية الشرهه بأنها تنسحب بالطريقة الممسرحة الهزلية التي يحاول جماعات الاطار والمليشيات تمريرها على العراقيين والعالم،الفرصة الوحيدة التي كانت متاحة للعراق هي بوجود المقاومة الوطنية العراقية البطلة التي كبدت الاحتلال ارقام كبيرة من الخسائر البشرية والمادية ومسحت انوف الاحتلال بالتراب ،والتي تم وأدها من نفس الجهات التي تطالب دعائيا بخروج الاحتلال.
في العراق لن يتحررالوطن الا بشنق آخر سياسي فاسد بعمامة رجل دين صامت.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز