تداعيات اقتصادية دراماتيكية لسيناريو الحرب ضد حزب الله
قال موقع “آيس” الإسرائيلي، إنه بسبب التطورات المفاجئة التي يشهدها العالم، فإن هناك مخاوف من اندلاع حرب كبرى بين إسرائيل وحزب الله، مستعرضاً ورقة سياسية أصدرها معهد “أهرن” للسياسة الاقتصادية بجامعة رايخمان، تناولت تقديرات اقتصادية دراماتيكية في 2024.
واستعرض المعهد في الورقة الآثار المحتملة للحرب في لبنان، فمع أن التنظيم اللبناني يلحق أضراراً كبيرة بالمستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود، إلا أن تلك الممارسات لا تعكس القدرة الحقيقية للتنظيم الذي يملك مئات آلاف الصواريخ، بعضها قادر على حمل رؤوس ثقيلة يمكنها التسبب في الكثير من الأضرار.
أضرار كبيرة
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن الورقة التي أعدت تحت قيادة البروفيسور تسفي إيكشتاين، بالتعاون مع منظمة “مايند إسرائيل”، وبقيادة الجنرال المتقاعد عاموس يادلين، واللواء المتقاعد غيورا آيلاند، تعرض الخطوات السياسية اللازمة، مع التركيز على سيناريو اشتداد القتال في الشمال وتحوله إلى حرب.
ويقول معهد “أهرن”، إن الآثار الاقتصادية وفق السيناريوهات المطروحة، يمكن أن تكون واسعة النطاق وتشمل أضراراً كبيرة على النشاط المحلي والدولي والصادرات، والاستثمارات الأجنبية، إلى جانب زيادة كبيرة في الإنفاق الحكومي على الاستهلاك الدفاعي، وميزانيات الطوارئ لدعم النازحين، والضحايا، والنشاط الاقتصادي.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تنخفض الإيرادات الحكومية إلى جانب زيادة النفقات، ما سيهدد الاستقرار الاقتصادي، ويحرفه عن مسار النمو المرتفع في السنوات الأخيرة.
مسؤولية صناع السياسات
ووفقاً للتقييمات، وفي ظل الواقع الأمني والاقتصادي الجديد، على صناع السياسات التصرف بسرعة والحسم لضبط الميزانية. وأكدت الورقة المنشورة أن القوة الاقتصادية شرط أساسي للحفاظ على استقلال وأمن إسرائيل.
وتعرض السيناريو الأول في الورقة، إلى استمرار الوضع الحالي القائم منذ أسابيع، حيث القتال في قطاع غزة مع تركيز للنشاط العسكري على الجبهة الشمالية مع لبنان وفي الضفة الغربية.
وأشار المعهد إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2023 كان بمعدل 1.5%، وهو أقل بكثير من التوقعات، وأقل أيضاً من نمو الاقتصاد في 2017-2022 الذي بلغ 4.2%، أما في 2024، فتشير التوقعات إلى أن الاقتصاد سينمو بنحو 0-1% فقط، بحيث سيكون هناك انخفاض بنحو 1-2% في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.أما السيناريو الثاني في الورقة، فتناول تطور الأوضاع إلى حرب حقيقية ضد حزب الله، وهو سيناريو يتسم بمواجهة على الجبهة الشمالية تستمر حوالي شهر. ويقدر الباحثون أنه خلال الربع الأول من 2024، والذي سيشهد هجوماً واسع النطاق من الجيش الإسرائيلي على حزب الله، الذي سيرد بصواريخه على المستوطنات الشمالية في إسرائيل، فسيكون هناك توقف لمعظم النشاط الاقتصادي لمدة شهر من خط حيفا، وعلى طول جهته الشمالية، بما في ذلك موانئ حيفا.
ووفقاً للتقديرات، سيسفر ذلك عن تسريح 70% من العمال في تلك المناطق، وعددهم 1.1 مليون، أي نحو 780 ألف عامل، وهو ربع العاملين في البلاد تقريباً. وقال الباحثون أيضاً إنهم يفترضون أن هذه الحرب ستشمل أضراراً في البنية التحتية الكهربائية، والطرق، والمناطق الصناعية.
وفي هذا السيناريو توقع المعهد أن يكون النمو الاقتصادي لإسرائيل في 2024 سلبياً بنسبة 2%، وحسب التقديرات ستكون هناك خسارة في الناتج المحلي الإجمالي السنوية بـ 20 مليار شيكل.
زيادة النفقات
وذكر المعهد أنه “في سيناريو الحرب، تشير التقديرات إلى زيادة في النفقات حتى نهاية 2024، وتبلغ 111 مليار شيكل، منها 28 مليار شيكل للإنفاق الدفاعي، و37 مليار شيكل كلفة الخطة الاقتصادية، و13 مليار شيكل لإعادة تأهيل وممتلكات المصابين، و3 مليارات شيكل للنفقات المدنية، باستثناء نفقات الصحة، والرعاية الاجتماعية، فضلاً عن خسارة محتملة في الإيرادات بـ 30 مليار شيكل”.
وخلص المعهد إلى أنه من المتوقع في 2024 في ظل ذلك السيناريو، أن يبلغ العجز نحو 6.8%، لتكون نسبة الدين من إجمالي الناتج المحلي نحو 71.6% في نهاية 2024.