عبدالله سلمان: للإنتصار وثبة فرح
(الفرح ، في الاغلب ، مفاجيء ، كثيف ، وغزير ، يهزنا ويحملنا ويستولي على جسدنا ويتحكم
فيه ، نرفع ايدينا الى السماء ، نرقص ، نقفز ونغني )*
عندما نسمع صوت الانتصار في سماء الوطن، يتجلى بريق الفرحة في عيون الناس، لتعكس روح الصمود والثبات في وجه الغزاة. فالفرحة التي تسكن قلوب المنتصرين ليست مجرد احتفال بانتصار العسكري، بل هي تجسيد لروح الوحدة والتلاحم الوطني مع الارض، رغم شدة التدمير والجراح الناجمة عن همجية المحتل النازي وداعميه المهوسيين بالقتل والعدوان .
ان تحقيق الانتصارحتى لو في جزئية وعقدة قتالية يدعوا الى ان تعلو الأعلام وترتفع الهتافات، ولكن في طيات هذه اللحظات الشامخة يكمن معنى أعمق ينبع من الصمود والإصرار على الدفاع عن الوطن ضد المحتل . إنها فرحة تحمل في طياتها تحدٍّ وتضحية، فقد يكون الانتصار مصحوبًا بتدمير جسيم وجراح عميقة، ولكنه في الوقت نفسه يشكل بداية اعلان النصر في هذه المعركة وبيان الأمل.
تظهر فرحة كهذه في ملامح وجه المقاتل الاسد الواثب كانه يعانق عنان السماء ويصرخ
( ولعــت)، أكثر عمقًا وتأثيرًا عندما يكون الشعب قد تحمل عبء الحرب والمعاناة والتدمير الهمجي النازي ، وعندما يشعر بأنه حقق نصرًا يمثل استعادة للكرامة والحرية المستباحة.
رغم أن الغزاة قد دمروا وخربوا البنية التحتية ودموا البيوت والمدارس والجوامع والكنائس والاف القتلى والجرحى، إلا أن فرحة المقاتل تعبير عن إرادة الشعب في النهوض والاصرار على الانتصار . فإنها تعكس قدرة الإنسان على التكيف والتعافي والصمود، وتذكير بأن الحياة تنتصر رغم الصعاب. الفرحة تمثل فرصة لتعزيز الثقة بالنفس ، لتخطي الصعوبات وتحقيق الانتصار والامل بالمستقبل ..
في وثوب يافع من غزة بعد ان اثخن عدوه، يكون معنى الفرحة انتصارًا ضد الغزاة هو تجسيد للإرادة الوطنية القوية وحركة تحرر مؤمنة بقضيتها ، وهو إشعار بأن الأمة قادرة على بناء مستقبل أفضل رغم التحديات،
نصر أو استشهاد.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز