كاتب إسرائيلي: حماس لا تزال بعيدة عن الانهيار
رأى المحلل العسكري الإسرائيلي تل ليف رام، أنه على الرغم من إنجازات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، إلا أن حركة “حماس” الفلسطينية لا تزال بعيدة عن الانهيار، بسبب المدينة الموجودة تحت الأرض.ووفقاً للتحليل الذي نُشر في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي تمكن خلال الأسبوع الماضي، من التقدم داخل المدينة المكتظة بالسكان والمعقدة للغاية من الناحية القتالية، بشكل يفوق التقديرات الواردة في الخطط العملياتية للفرق والقيادة الجنوبية التي تدير القتال.
وحتى هذه المرحلة، يُظهر الجيش الإسرائيلي قدرات مثيرة للإعجاب، والمقاتلون والقادة في القوات النظامية والاحتياطية متحمسون للغاية للقتال، ولكنه الألوية النظامية والاحتياطية بعيدة كل البعد عن التغلب على حماس وجعلها ترفع الراية البيضاء.
الاجتياح البري
ومع ذلك، قال: “ثبت بما لا يدع مجالاً للشك، وبالتأكيد بعد الإخفاقات الخطيرة والمؤلمة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أن لدى الجيش الإسرائيلي جيشاً برياً كفؤاً وفعالاً، وقادر أيضاً على القيام بمناورات ناجحة في التضاريس المعقدة”، على رغم أن العدو “حماس” وسع إمكانياته إلى الحد الأقصى تقريباً في العقدين الأخيرين.
وعلى مدى سنوات “اضطر الجيش الإسرائيلي إلى الحد من استخدامه للقوة ضد عدو يستخدم السكان كدرع بشري لحماية مسؤوليه ومقره ومستودعات الصواريخ ووسائل الحرب، ويطلق الصواريخ عمداً على التجمعات السكانية، ويستغل بشدة حقيقة أن إسرائيل دولة ديمقراطية غربية تعمل وفق قوانين القانون الدولي”، على حد تعبيره.
الأنفاق “مدينة الرعب”
وحتى الآن، لم يكن ممكناً لأفضل الجيوش الغربية في العالم، أن تنجح في مواجهة الواقع المتمثل في حرب غير متكافئة لجيش حديث ضد جماعة لديها جيش مسلح، بالطريقة التي حققها الجيش الإسرائيلي لناحية معدل التقدم ونطاق الخسائر.
وأشار الكاتب إلى أنه بجانب التهديدات فوق الأرض، فإن هناك مدينة رعب موجودة تحت الأرض تشكل تهديدات عسكرية في قلب واحدة من أكثر المناطق الحضرية كثافة في العالم، مما يجعل الحرب في غزة حرباً لم يسبق لها مثيل على ما يبدو.
وفي الوقت نفسه، لفت إلى أن القوة الجوية في هذه الحرب ليست عاملاً مساعداً على إطلاق النار كما يشاع، بل تشكل في الواقع جزءاً لا يتجزأ من عملية المناورة، وهو الأمر الذي يثير اهتمام العديد من كبار المسؤولين العسكريين في العالم، كجزء من استخلاص الدروس التي يبحثون عنها مما يحدث في الحرب في غزة.
التهديد الرئيسي
وعلى الرغم من كل ذلك، يشير الكاتب إلى مدى التهديد الذي تمثله الأنفاق تحت مدينة غزة والذي فاجأ الجيش الإسرائيلي بعد عملية حارس الأسوار، لافتاً إلى أن استخدام المسلحين للأنفاق، خصوصاً لإطلاق النيران المضادة للدبابات، هو التهديد الرئيسي، وهو ما تواصل حماس البحث عنه حتى الآن.
وتحدث عن مشكلة أخرى تتطور في الميدان وقد تكلف إسرائيل وقتا ثميناً، وهي التي تتعلق بالمستشفيات، حيث يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها أكثر تعقيداً، لافتاً إلى أن على المجتمع الدولي أن يقدم الحلول لإجلاء الجرحى والمرضى الذين تطالب حماس بالاحتفاظ بهم.