متى يتحرك حزب الله ضد إسرائيل؟
رأت صحيفة “معاريف” العبرية أنه بينما يستعد الجيش الإسرائيلي للدخول برياً إلى قطاع غزة، لا تزال الحدود الشمالية نقطة ساخنة، وأشارت إلى أن نقطة البداية لإسرائيل لابد أن تكون كما لو أن الحرب أصبحت الآن على جبهتين، ورجحت أن حزب الله سيتحرك عندما تبدأ العمليات البرية.
التصعيد في القطاع الشمالي
وقالت الصحيفة، إن تسلسل الأحداث خلال نهاية الأسبوع على الحدود الشمالية، والتي شملت محاولة للتسلل من قبل جماعة فلسطينية مسلحة يديرها حزب الله وتم إحباطها، وإطلاق صاروخ أرض جو على طائرة إسرائيلية بدون طيار، وإطلاق صواريخ وأحداث أخرى، كل ذلك يعبر بوضوح عن الاتجاه من التصعيد في هذا القطاع أيضاً.
وأضافت أنه على الرغم من أن كل ذلك كان تدريجياً، لكن من الواضح أن “حزب الله” يتم توجيهه بيد متعمدة لتلك الأحداث، مشيرة إلى أن ذلك ليس مجرد رد فعل على العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في لبنان، وعلقت: “حزب الله يبادر إلى إجراءات إضافية ليست في إطار رد الفعل فحسب، بل تتزايد مع تحرك ساعة المناورة في قطاع غزة نحو العمل”.
متى يتدخل “حزب الله”؟
ورأت الصحيفة أنه على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً لعدة أيام معركة أكثر أهمية في الأيام المقبلة، عندما يدفعه تبادل الضربات ضد حزب الله إلى حافة الحرب على جبهة إضافية، مستطردة: “في الجنوب الحرب ضد حماس عليها علامة تعجب، وفي الشمال مع حزب الله لا تزال هناك علامات استفهام، لكن نقطة البداية بالنسبة لإسرائيل يجب أن تكون كما لو أن الحرب أصبحت الآن على جبهتين، أي أنه عندما تبدأ المناورة في غزة، ستكون هذه هي النقطة التي سيقرر عندها حزب الله الدخول رسمياً في المعركة”.
فجوة استخباراتية في الشمال
وقالت معاريف، إن الأحداث في الساحة الشمالية هي بالفعل جزء من الحملة الشاملة، مشيرة إلى أنه حتى بعد بدء الحرب في الجنوب، لم يكن لدى إسرائيل أي معلومات عن التنسيق بين حماس وحزب الله وإيران بشأن حملة مشتركة متعددة الساحات بين الثلاثة، ولكن “في ظل الفشل الذريع لتوقع خطط حماس في الجنوب، حتى لو لم تتوفر حاليا معلومات تشير إلى وجود علاقة بين التنظيمات المسلحة في الجنوب والشمال، فإن نقطة البداية يجب أن تشير حاليا إلى أن إسرائيل لا تزال لديها فجوة استخباراتية في الشمال أيضاً.
وعلقت معاريف: “هذا يدل على أن الافتراض الصارم لجهاز الأمن ووزراء الحكومة يجب أن يُبنى على أنه بالتزامن مع بداية المناورة في قطاع غزة، من المتوقع أن تبدأ الحرب في الساحة الشمالية أيضاً”.
ماذاسيحدث الأيام المقبلة؟
ووفقاً للصحيفة، ستتميز الأيام المقبلة في القطاع الجنوبي باستمرار الهجوم الجوي والتحضير للنشاط البري، الذي بدونه لا يمكن تحقيق هدف هزيمة حماس وتحقيق النصر في ساحة المعركة، دون العمل على الأرض.
ولفتت إلى أن الهدف من الغارات الجوية كانت بمثابة تمهيد الطريق للعملية البرية، مشيرة إلى أنه من وجهة نظر عملياتية، لا يزال لدى إسرائيل ما يجب تحقيقه حتى قبل المناورة، عندما يكون نطاق نيران حماس في هذه المرحلة منخفضاً نسبياً.
وأشارت إلى أنه من المرجح أن حماس تدرك أن الحملة الحالية ستستمر لفترة طويلة، وتسعى إلى توفير الذخيرة لمراحل قتالية أكثر تقدماً، أو لمرحلة ينضم فيها “حزب الله” إلى الصراع.
وأوضحت معاريف أن حجم نيران حماس لا يشكل في هذه المرحلة ضغطا لبدء الحملة البرية، وبالتالي فإن توقيت قرار تفعيل القوات يرتبط بجاهزية وتدريب القوات التي ستدخل والموافقة على الخطط، مشيرة إلى أن توقيت إطلاق العملية، مع تحقيق مبدأ المفاجأة هو أحد العوامل المهمة، لكن في الوقت نفسه، فإن النظر إلى الساحة الشمالية مهم أيضاً في اتخاذ القرار الإسرائيلي.
وقالت إن “تجنيد الاحتياط على نطاق واسع يتيح للجيش الإسرائيلي مرونة في شن حملة في عدة ساحات”، مؤكدة أن التهديد والساحة الرئيسية للحرب هي في الشمال ضد “حزب الله”، فإذا قامت إسرائيل بمحاولتين في الوقت نفسه، فإن الجهد الرئيسي سيكون في لبنان حتى لو اضطررنا إلى انتظار حماس لتقرر نهاية الحرب.
ترجمة / ٢٤