د. عبدالرزاق محمد الدليمي: الايرانيون فوق القانون
لفت انتباهنا خلال شهر محرم مجموعة من المظاهر الغريبة عن تقاليدنا واخلاقنا منها مثلا فديو لمعمم ايراني يتحدث فيه كيف ان اجهزة الامن في المطار،سمحوا لامرأة ان تمرر كمية من المخدرات اكراما لها لانها ايرانية،حيث خاطب كبير ضباط الامن رتبة المعمم والمرأة الايرانية،القانون فوق الجميع الا انكم الايرانيين فوق القانون؟؟؟؟!!!!!
ويضاف الى ذلك تزايد بعض الممارسات التي لاتمت للاسلام او القيم بأية صله وهنا ينقلالكاتب العراقي فاروق يوسف وجهة نظره الدقيقة حولها..حيث كتب منتقدا تم تحويل الذكرى الحزينة إلى مناسبة يذل العراقيون فيها أنفسهم. فهناك مَن يمضي إلى العتبة الحسينية زاحفا. وهناك مَن تلقي على رأسها التراب وهناك مَن يغطس في وحل من الطين وهناك مَن يغسل أقدام الزوار الإيرانيين كل هذه المبالغة في الطقوس الحسينية التي تُجرى سنويا في العراق تُخرج الذكرى الحزينة من مناخها التاريخي ومحتواها الديني لتضفي عليها طابعا طائفيا بمرويات صفوية. أربعون يوما من الطوفان الكارثي يمتد من البصرة حتى كربلاء، كما لو أن هناك احتفالا جنائزيا يُقام مرة كل قرن …لم يحدث أن استبد بهؤلاء المحسوبين على العراقيين الهوس لكي يكونوا طائفيين بدلا من أن يتمسكوا بعراقيتهم. لا لشيء إلا لأن الإمام االشهيد كان عراقيا وصاحب قضية مات مظلوما. لم يفقد العراقيون يومها عقولهم ليرفعوا شعارا بمعان مبيتة مثل “يا لثارات الحسين” ولم يصل بهم الجهل إلى درجة تقديم يزيد بن معاوية الذي توفي عام 663 ميلادي إلى المحاكمة. كانت بطولة الحسين قد ترسخت في أعماقهم بمعناها الحقيقي، التمرد على الظلم ومناهضته تكريسا لمبدأ العدالة . ولو لم يكن الأميركان قد هيأوا قاعدة لفساد غير مسبوق من خلال تسليمهم السلطة لأحزاب طائفية متخلفة لما استطاع الإيرانيون أن يصلوا إلى مبتغاهم في تحويل ذكرى استشهاد الحسين إلى استعراضات لعروض أزياء غريبة ومسرحيات يمتزج من خلالها الغناء بالرقص واللطم (وممارسات دخيلة غير اخلاقية) ومسيرات هي عبارة عن حفلات باذخة لتوزيع الأطعمة التي حُرم منها الفقراء العراقيون وهم مادة تلك الممارسات العبثية.إضافة إلى ذلك فقد تم تحويل الذكرى الحزينة إلى مناسبة يذل العراقيون فيها أنفسهم. فهناك مَن يمضي إلى العتبة الحسينية زاحفا. وهناك مَن تلقي على رأسها التراب وهناك مَن يغطس في وحل من الطين وهناك مَن يغسل أقدام الزوار الإيرانيين. أما الأنبياء بدءا من آدم وإبراهيم وانتهاء بعيسى مرورا بشعيب وموسى ويونس ويعقوب ويوسف فإنهم يحضرون ممتطين خيولهم وقد ارتدوا ثيابا تنكرية ليسلموا على الحسين. انها مسرحيات تافهة وسخرية ما كان عراقي ليقدم عليها يوم كان هناك مجتمع عراقي متعلم يحترم ذاته ودينه بطريقة تكشف عن احترامه لعقله ..مَن يتابع هذه العروض الطائفية الجديدة الهابطة والبِدع المستلهمة من التراث الفارسي الصفوي قد هزمت التقاليد العراقية المتوازنة لكي يصل إلى حقيقة أن كل ما يجري إنما هو تمهيد لولادة دين جديد لشعب تخلى جزء منه عن أصول دينه القويم اصبحوا فيه مجرد دمى يحركها ملالي طهران علما أن الاحتفال بالذكرى في إيران يتم في حفلات صامتة، يتناول فيها الحضور أكواب الشاي ويأكلون الفستق. وهو ما يعني أن الإيرانيين يضحكون على العراقيين ويسخروهم لخدمة غايات غير شريفة،”.لقد تبنت الأحزاب الشيعية الطائفية الحاكمة في العراق منذ اليوم الأول للاحتلال مبادئ التشيع الصفوي وحولتها إلى برامج لتثقيف أتباعها من أجل نشر النزعة الطائفية بين صفوف العامة التي سيصعب عليها التخلي عن تلك الأحزاب بالرغم من فسادها وسيكون الاحتلال الإيراني مقبولا لأنه يشكل درعا لحماية المذهب. ارتضى الكثيرون أن يفقدوا كرامتهم الإنسانية الوطنية مقابل أن يُصان المذهب الذي هو في حقيقته لا يعبر عن أصول مذهبهم الشيعي، بل هو نسخة طبق الأصل عن المذهب الذي اخترعه الصفويون في إيران تماشيا مع العقيدة الزرادشتية.
ما يشهده العراقيون من عجائب عبر أربعين يوما من كل سنة من سنوات انهيارهم الحضاري وتخلفهم وتمزق مجتمعهم وغياب إرادتهم الوطنية المستقلة إنما يعبر عن هزيمتهم الحقيقية. وهم في ذلك يتخلون عن الحسين العربي ليحل محله حسين فارسي صفوي سيكون عنوانا لطائفية ستمزقهم بطريقة يكون معها ذيول الاحتلال وعملائه فرقا، يقاتل بعضها البعض الآخر. وهو ما ينسجم مع الرؤية السياسية الفارسية لمستقبل العراق.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز