توصل فريق من العلماء البريطانيين إلى ابتكار أوّل نموج لجنين بشري يتمتع بدقات قلب وآثار دماء، وذلك باستخدام الخلايا الجذعية، دون الحاجة إلى البويضات والحيوانات المنوية، مما فجر جدلاً واسعاً حول الحدود الأخلاقية والقانونية.
وبحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، يأمل الباحثون أن يساعد الابتكار على كشف المزيد من الأسرار حول تطور الجنين في رحم الأم في الفترة التي تلي 14 يوماً بعد الإخصاب، وهو الحد المتفق عليه للعلماء لنمو الأجنة ودراستها في المختبر.
وتم تكوين الجنين الصناعي في المختبر من خلايا جذعية بشرية، وهي خلايا “فارغة” مأخوذة من جنين بشري التي تظهر عادة في الأسبوع الثالث والرابع من الحمل. وعلقت الصحيفة “على الرغم من وجود ضربات القلب، إلا أن النموذج الاصطناعي للجنين البشري لا يحتوي على الأنسجة التي تتكون لتشكيل المشيمة والكيس الملحي الذي يغلف الجنين البشري”.
الهدف
ورداً على موجة الانتقادات الواسعة التي قوبل بها الابتكار باعتباره يخالف الطبيعة البشرية، اعتبر الدكتور جيتش نيوبان، من معهد جوردون بجامعة كامبريدج، أن “هذه ليست أجنة حقيقية” وقال “لا نحاول صنع أجنة في الواقع، بل ما هي إلا مجرد نماذج يمكن استخدامها للنظر في جوانب محددة لتطور الجنين”.
واعتبر الدكتور نيوبان في تصريح للصحيفة أن “الجنين” الاصطناعي يتميز بكونه الأكثر تقدماً حتى الآن، بما في ذلك خلايا القلب النابض، والتي تظهر عادة في اليوم 23 في الجنين الطبيعي، إضافة إلى آثار الدم الأحمر، والتي تظهر عادة في الأسبوع الرابع من الحمل.
وأكد أنه يمكن لهذه الكيانات المبتكرة في المختبر أن تقدم رؤى مهمة حول فترة “الصندوق الأسود” للتطور المبكر داخل الأرحام للمساعدة في فهم تأثير الاضطرابات الوراثية وأسباب الإجهاض المتكرر، كما يمكن استخدامها لفحص تأثير الأدوية على الأجنة ودراسة الصلة بين سكري الحمل وعيوب القلب عند الأطفال.
منافسة شرسة
وفيما يسلط العمل الضوء على الوتيرة المذهلة للتقدم والمنافسة الشرسة في هذا المجال، فإنّه قبل أيام من كشف الدكتور نيوبان عن ابتكار فريق عمله، كشفت عالمة الأحياء الإنمائية البولندية – البريطانية ماغدالينا زيرنكا غوتيز عن نموذج جنين بشري رائد يعكس، حسب تصريحها، سمات الأيام الـ14 الأولى من حياة الأجنة، وهو الحد القانوني لزراعة الأجنة الطبيعية في المختبر.
وبالتزامن مع إعلان الدكتورة ماغدالينا (أستاذة تنمية الثدييات وبيولوجيا الخلايا الجذعية في قسم الفيزياء والتنمية وعلم الأعصاب في كامبريدج) نشر 3 متنافسين دوليين الأوراق الأولية لدراسات وأبحاث حول نموذج جنيني قيد العمل عليه.
