فرنسا: إدانة ستة أشخاص ينتمون لشبكة تهريب مهاجرين عبر المجر والنمسا
أدانت فرنسا، يوم الجمعة الماضي، ستة أشخاص بتهم تهريب مهاجرين وحكمت عليهم بالسجن، في أعقاب تحقيق أوروبي مشترك لتفكيك واحدة من أكبر الشبكات التي تنظم عمليات عبور لمهاجرين من المجر إلى النمسا، ومنها إلى باقي دول أوروبا الغربية.
بعد أن ألقت السلطات الفرنسية القبض عليهم منتصف شهر أيار/مايو الماضي، حكم على ستة أشخاص (5 فرنسيين ومغربي) يوم الجمعة 2 حزيران/يونيو، بالسجن مدة تصل إلى عام ونصف العام، بتهمة تهريب المهاجرين بشكل غير قانوني من المجر إلى النمسا عبر طريق البلقان.
وكان هؤلاء الرجال جزءا من شبكة جلبت مهاجرين من أصول سورية وأفغانية وليبية وتونسية وجزائرية إلى دول منطقة شنغن، عبر طريق غرب البلقان الذي يبدأ من تركيا باتجاه بلغاريا أو اليونان، ومنها عبر دول مثل مقدونيا الشمالية وصربيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا والمجر، قبل نقلهم إلى النمسا.
ويسلك المهاجرون طريق البلقان أملا بالوصول إلى دول أوروبا الغربية الأكثر ثراء، مثل ألمانيا وفرنسا.
وتأتي المحاكمة بعد تحقيق مشترك أوسع بالتعاون مع سلطات النمسا والمجر، اللتان أدانتا في وقت سابق من الشهر الماضي خمسة مواطنين فرنسيين ينتمون إلى الشبكة نفسها.
وفتح مكتب مكافحة تهريب المهاجرين (OLTIM) تحقيقا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بتوجيه من مكتب المدعي العام في ضاحية كريتي الباريسية، ووجهت إليهم تهماً بمساعدة أجانب في الدخول غير القانوني أو التنقل أو الإقامة ضمن منطقة شنغن.
لكن ألغت محكمة كريتي الجنائية تهمة “الانتماء إلى جماعة إجرامية” كانت وجهتها إلى خمسة منهم، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن مدة 10 سنوات.
أدوار مختلفة
وشغل الأفراد الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و26 عاما، أدوارا مختلفة في هذه الشبكة بين أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر 2022. إذ نقل بعضهم المهاجرين من نقطة إلى أخرى على متن شاحنات، فيما قاد آخرون سيارات خاصة تسبق الشاحنات لاستطلاع الطريق، وتولى البقية تحويل الأموال لمصاريف السفر (الفنادق واستئجار السيارات) وأجور مهربين آخرين.
وقالت جهة الدفاع إن مهمات موكليها بسيطة، وإن أدوارهم اقتصرت على تنفيذ تعليمات المهربين الذين أغروهم للعمل معهم عبر الشبكات الاجتماعية.
واعتبر أحد محامي المتهمين، حاتم حسيني، أن المتهمين “هواة تماما ولا يعرفون شيئا على الإطلاق، باستثناء مشاهدة فيديوهات تعليمية على يوتيوب أو تبادل الرسائل عبر تطبيق سنابشات”. وأضاف “كدليل على ذلك، هم يستخدمون هواتفهم الشخصية في عمليات تهريب المهاجرين”، مشيرا إلى أن منظمي الشبكة يقيمون في تركيا أو البلقان.
وزعم العديد من المتهمين أن الدافع وراء ذلك هو الرغبة في مساعدة المهاجرين، فيما قال أحدهم إنه يشعر بأنه “منقذ”. وأشارت النيابة العامة إلى أنه “لا يوجد أي أثر على النظام العام في فرنسا نظرا لحدوث كل شيء (في مكان) بعيد”، لكن “سلوك المتهمين” يظهر أيضا أن دوافعهم لم تكن فقط مساعدة الغير، وأنهم ارتكبوا “أمرا غير قانوني ومتكرر للحصول على المال بسهولة”.
اعتقال أكثر من 200 متهم
وتقاضى سائقو الشاحنات مبلغا يقدّر بألف يورو عن كل رحلة، فيما جنى سائقو السيارات التي تستطلع الطريق 700 يورو عن كل رحلة.
وتعد الشبكة واحدة من أكبر الشبكات التي فككتها السلطات في السنوات الأخيرة، وجمعت خلال عملها مبلغا يقدر بنحو 152 مليون يورو. واعتقلت السلطات الأوروبية إجمالي 205 أشخاص في النمسا وجمهورية التشيك والمجر وسلوفاكيا ورومانيا. وكانت ألقت السلطات النمساوية القبض على أربعة سائقين عاملين فيها وحكمت عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 20 و30 شهرا، في نيسان/أبريل الماضي.
المصدر: مهاجر نيوز