أردوغان يحذر من هزيمته.. ستدفعون ثمناً باهضاً
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، لمؤيديه إنهم قد يدفعون “ثمناً باهظاً” إذا فاز منافسه في الانتخابات في نهاية الأسبوع.وتظهر استطلاعات الرأي أن منافسه العلماني كمال كيليتشدار أوغلو، يتقدم عليه بفارق طفيف وأنه على وشك تجاوز عتبة 50% من الأصوات اللازمة لتجنب دورة ثانية في 28 مايو (أيار).
وتعززت مواقع المعارضة بعد انسحاب المرشح محرم إنجه، الذي يمثل حزباً ثالثاً، الخميس، لأنه كان يضعف فرص كليتشدار أوغلو في إلحاق أول هزيمة انتخابية بالرئيس التركي.
وتجنب أردوغان على غير عادته توقع نتيجة الانتخابات الأشد تنافسية في تركيا في العصر الحديث، حين رد على سؤال صحافي على التلفزيون عن الفوز في الانتخابات بالقول: “صناديق الاقتراع ستقرر الأحد”.
كما أقر أردوغان بصعوبة استمالة القاعدة الناخبة من الشباب الذين لا يتذكرون الفساد، والفوضى الاقتصادية، التي كانت سائدة في ظل الحكومات العلمانية في تركيا في التسعينيات.
وقال في ظهور إعلامي آخر هذا الأسبوع: “هناك جيل في بلادنا لم يعايش أياً من المشاكل التي عايشناها”.
وقال، الجمعة، في تجمع في أسطنبول لأنصاره الذين لوحوا بالأعلام: “لا تنسوا.. قد تدفعون ثمناً باهظاً إذا خسرنا”.
واعتبر أن الحكومات الغربية تستخدم المعارضة لفرض رؤيتها على المجتمع التركي، مضيفاً “أيها الغرب، أمتي هي التي تقرر”.
وبدا أن رسالته تلقى صدى لدى الناخبين المتدينين مثل سنور حنك، المحجبة ااتي قالت: “أردوغان قائدنا ونحن جنوده”.
لكن تعليقات أردوغان الصريحة تشير إلى إدراكه المتزايد باحتمال عجزه عن استخدام أوراقه الرابحة، إذ خسر الرئيس التركي تدريجياً دعم شرائح رئيسية من الشعب التفت حوله خلال العقد أكثر ازدهاراً الذي أعقب وصوله إلى السلطة في 2003.
وتظهر بعض استطلاعات الرأي أن الشباب الذين لم يعرفوا رئيساً غيره في حياتهم، يؤيدون منافسه الرئيسي.
والأكراد الذين كانوا يثقون في جهوده لإنهاء اضطهادهم الثقافي، يدعمون الآن حملة كيليتشدار أوغلو.
كما أن الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تركيا منذ ربع قرن والتي ينسب معظمها إلى أردوغان، دفعت مجموعات أخرى إلى فقدان الثقة بحكومته.
واضطر الرئيس لحشد مؤيديه القوميين والدينيين المتشددين للمشاركة والتصويت بأعداد كبيرة. فناشد أنصاره “سحق صناديق الاقتراع” متهماً الغرب بتمويل منافسيه لتقويض سيادة تركيا.
وقال أردوغان: “نجد صعوبة في شرح قيمنا لهذا الجيل الجديد. يقارن شبابنا ليس مع تركيا القديمة لكن مع دول تتمتع بظروف أفضل بكثير مما هي عليه هنا”.
في هذا الصدد، قال المحلل في شركة “فيريسك مابل كروفت” للاستشارات حميش كينير، إن “الخطاب التحريضي مصمم لحشد قاعدة أردوغان للخروج والتصويت، لكن أيضاً للتشكيك في النتائج الرسمية إذا لم تسر الأمور في طريق الرئيس”.
يبدو أن كيليتشدار أوغلو يستشعر بوادر السخط السائد في المجتمع التركي، إذ حاول هذا الموظف الحكومي السابق أن يخوض حملة شاملة تتجاهل الهجمات الشخصية التي شنها أردوغان وتركز على التعهد بإعادة تقوية النظام الاقتصادي، والحريات المدنية.
كما أحاط نفسه بخبراء اقتصاديين يثق فيهم المستثمرون الغربيون وبعض حلفاء أردوغان السابقين الذين يمكن أن يساعدوا في جذب أصوات الناخبين القوميين.
وتترافق الانتخابات بين زعيمين لهما رؤى متناقضة مع مخاوف أمنية متزايدة.
وقال حزب كليتشدار أوغلو، إنه ارتدى سترة واقية من الرصاص في تجمعين، الجمعة، بسبب تهديد حقيقي لحياته.
وألقى المرشح خطاباً مقتضباً بشكل غير معهود خلال توقفه مساء في أنقرة حيث انتظره الآلاف تحت المطر الغزير.
وقال: “هل أنتم مستعدون لإحلال الديموقراطية في هذا البلد؟ لتحقيق السلام في هذا البلد؟ أعدكم، أنا مستعد أيضاً”.
ويؤكد كيليتشدار أوغلو أن هدفه بعد الانتخابات سيكون إطلاق عملية لتجريد منصب الرئيس من السلطات التي ركزّها أردوغان بين يديه بعد الانقلاب الفاشل في 2016، الذي كان لحظة فاصلة في تاريخ تركيا، رد عليها أردوغان بحملة أدت إلى سجن آلاف العسكريين مدى الحياة، وتجريد عشرات الآلاف من وظائفهم الحكومية.
يريد كيليتشدار أوغلو إعادة السلطة إلى البرلمان بعد أن استحوذ عليها أردوغان عبر استفتاء دستوري مثير للجدل.
وسيتطلب ذلك فوز المعارضة في الانتخابات التشريعية التي تجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، الأحد.
لكن، استطلاعات الرأي أظهرت أن تحالف أردوغان اليميني يتقدم على تكتل المعارضة في الانتخابات التشريعية.
لكن المعارضة قد تفوز بغالبية إذا حصلت على دعم تحالف يساري جديد يمثل أصوات الأكراد.
أ.ف.ب