“تبعية أوروبا لواشنطن” تعرّض ماكرون لهجوم ألماني
شن مسؤولون ألمان، أمس الخميس، هجمات حادة على الرئيس الفرنسي، بعد تصريحاته حول تبعية أوروبا للولايات المتحدة، وأكدت برلين أن الأوروبيين موحدون في سياستهم تجاه الصين، فيما قال أحد نواب «البوندستاج» إن الرئيس الفرنسي سيدفع ثمناً باهظاً بسبب تصريحاته الأخيرة.وانتقد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الرئيس الفرنسي، معتبراً أن الاتحاد الأوروبي لم يكن يوماً معرضاً لخطر التبعية للولايات المتحدة. وجاء تعليق وزير الدفاع الألماني رداً على ما قاله الرئيس الفرنسي، الأحد الماضي، خلال مقابلة مع صحيفة، بأن أوروبا يجب ألاّ تتورط في صراعات الآخرين، ويجب ألاّ تكون طرفاً في الخلافات بين الولايات المتحدة والصين حول وضع تايوان. ودعا ماكرون دول الاتحاد الأوروبي إلى «تحديد موقعها الاستراتيجي وإلا فستصبح تابعة».
وخلال مقابلة مع قناة «زي دي إف» التلفزيونية بثتها، أمس الخميس، علق بيستوريوس: «أعتقد بأن تصريح (ماكرون) غير موفق. نحن لم نكن يوماً عرضة للتبعية للولايات المتحدة، ونحن لا نواجه هذا الخطر الآن».
وأضاف الوزير الألماني: «أوروبا لن تكسب شيئاً إذا بدأت باللعب على التناقضات بين الشركاء، لأن الرابح الوحيد حينها ستكون الصين».
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن أوروبا متحدة في سياستها تجاه بكين بعد التصريحات التي أدلى بها ماكرون، وأثارت غضب بعض الحلفاء الأوروبيين.
وقالت بيربوك للصحفيين في مدينة تيانجين الصينية: «ليس لدينا فقط موقف مشترك فيما يتعلق بالموقف الأوروبي، ولكن إذا كانت لدينا سوق داخلية مشتركة، فلن تكون لدينا مواقف مختلفة في أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي».
من جهته، قال مايكل روث رئيس لجنة مجلس النواب الألماني «بوندستاج»، أمس الخميس، إن الرئيس الفرنسي سيدفع ثمناً باهظاً بشأن تصريحاته الأخيرة حول رغبته في فصل الولايات المتحدة الأمريكية عن أوروبا.
وأضاف مايكل روث، أن الرئيس الفرنسي، يهدد بتقسيم أوروبا بسبب تصريحاته الأخيرة، لكن هذا الأمر يحتاج إلى تماسك وروح الفريق، مشيراً إلى أن هذه التصريحات الفرنسية «تزعج» وسط وشرق أوروبا.
في تطور لتصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون خلال زيارته للصين، قال دبلوماسي فرنسي كبير للصحفيين، أمس الأول الأربعاء: «إن الرئيس الفرنسي لن يعتذر عن التعليقات التي أدلى بها في مقابلة أجراها في الصين». وأضاف الدبلوماسي، أن جوهر ما قاله ماكرون، والذي ركز على مشروعه المفضّل للحكم الذاتي الاستراتيجي الأوروبي، كان واضحاً، ولم يتغير موقفه من تايوان والصين.
(وكالات)