صحيفة: زيادة كبيرة في عدد محاولات الانتحار بين اللاجئين
كشفت صحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ" في تقرير لها نشرتها في عدد الصادر اليوم (17 مايو/ أيار) عن زيادة كبيرة في عدد محاولات الانتحار بين اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلي. واستندت الصحيفة في تقريرها إلى إجابة الحكومة الولاية على سؤال لكتلة الحزب الديمقراطي الحر حول محاولات الانتحار من قبل اللاجئين في الولاية.
واشارت وزارة الداخلية في الولاية في إجابتها إلى أنه كانت هناك 50 محاولة انتحار العام الماضي أدت 4 منها إلى الموت، في 13 بلدية فقط من أصل 49 بلدية في الولاية أرسلت تقارير عن الموضوع للوزارة، في حين التزمت باقي البلديات الصمت ولم تنشر إحصائياتها عن ذلك.
علما بأن المحاولات عام 2015 لم تتجاوز الـ 19 حالة، ما يشير إلى ارتفاع كبير في عدد محاولات الانتحار.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد محاولات انتحار اللاجئين لا تقتصر على ولاية ساكسونيا السفلي فقط، إذ أنها تضاعفت ثلاث مرات عام 2016 مقارنة بعام 2015 بوصولها إلى 162 محاولة انتحار.
أما سبب هذه الزيادة الكبيرة فيعود حسب وزارة الداخلية في ساكسونيا السفلي، إلى الوضع النفسي والأزمات النفسية التي يعاني منها هؤلاء اللاجئون وحالات الاكتئاب وتناول حبوب ومخدرات، كما أن اليأس وفقدان الأمل بعد رفض طلب اللجوء كان أيضا من الأسباب التي تدفع اللاجئ إلى الانتحار.
الاكتئاب واليأس ولم الشمل
وفي هذا السياق قال بيردند ميزوفيتش، نائب المدير التنفيذي لمنظمة "برو أزويل" التي تدافع عن اللاجئين، إن الوضع النفسي لللاجئيين يزداد صعوبة، وكثيرون يعانون من صدمات نفسية. وأضاف للصحيفة الألمانية أن ذلك يعود إلى الوضع في ألمانيا الذي يتعبهم "وكل شيء (ما يتعلق بوضع اللاجئ وطلبه) يدوم ويستغرق فترة طويلة، وتوقعات هؤلاء كانت مختلفة تماما". كما أن لم شمل العائلة وإيجاد فرصة العمل من الأمور التي تتعب اللاجئ كثيرا وتزيد معاناته. ويصف ميزفيتش حال طالبي اللجوء هؤلاء بأنهم "يتحطمون وينهارون مع كل آمالهم" ولا يمكن حل هذه المشكلة ببساطة، لكن المؤكد هو أن المشكلة معقدة وأكبر بكثير مما تشير إليه أرقام محاولات الانتحار، علما بأن العدد الحقيقي أكبر مما هو معلن بكثير.
ويؤكد ذلك كاي فيبر، من مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، مشيرا إلى أن موضوع لم الشمل العائلي من المشاكل الكبيرة التي يعاني منها اللاجئ، إذ أنه وبعد تشديد قانون اللجوء عام 2016 قررت الحكومة الاتحادية وقف لم الشمل العائلي لمن يحصلون على الحماية الجزئية حتى مارس/ آذار 2018. حتى في حال السماح للاجئ بلم شمل عائلته، فإنه يصطدم بحائط البيروقراطية والإجراءات المعقدة وهو ما يعقد الوضع النفسي للاجئ "وخاصة الأب الذي يكون قلقا حول وضع عائلته في بلده الاصلي أو بلد آخر، حيث يشعر بالذنب لأنه يعيش بأمان، في حين لا تزال عائلته تعيش في وضع صعب" تنقل صحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ" عن كاي فيبر.
والأسبوع الماضي ذكرت مصادر مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، أن رجلا اريتريا انتحر، لأنه لم يستطع بسبب البيروقراطية وتعقيد الإجراءت شمل عائلتته التي تركها في السودان، ما أصابه باليأس ودفعه للانتحار.
مهاجر نيوز