فنلندا على أبواب الناتو.. تعرف على مزايا انضمام أي دولة للحلف العسكري؟
تقترب فنلندا أكثر وأكثر من أن تصبح الدولة الـ31 التي تنال عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك بعد موافقة البرلمان التركي، الخميس، على انضمامها.
ولا يزال يفترض أن يصادق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على موافقة البرلمان، لكن كل شيء جاهز في مقر الحلف لرفع علم فنلندا إلى جانب أعلام باقي الأعضاء، وفقا للأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
وكتب ستولتنبرغ في تغريدة الجمعة: “أتطلع إلى رفع علم فنلندا في مقر الحلف الأطلسي خلال الأيام المقبلة”، وذلك قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف في الرابع والخامس من أبريل في بروكسل.
وأضاف ستولتنبرغ أن “فنلندا ستنضم رسميا إلى حلفنا في الأيام المقبلة. انضمامها سيجعل فنلندا أكثر أمانا والحلف الأطلسي أقوى”.
ماذا يعني انضمام دولة للناتو؟
يعتبر الناتو التحالف العسكري الأكثر نجاحا في العالم، ولعب دورا محوريا في نجاح الغرب في الحرب الباردة وتأمين النظام الأوروبي الذي أعقب ذلك. وقد توسع بشكل كبير على مدى العقود، حيث زاد أعضاؤه من 12 دولة في عام 1949 إلى 30 اليوم.
عامل الجذب الأساسي للانضمام للحلف هو المادة الخامسة من معاهدة واشنطن، الوثيقة التأسيسية لحلف الناتو، التي توضح شروط الدفاع المتبادل.
تنص المادة أن أعضاء الحلف يتفقون على أن أي هجوم مسلح ضد واحدة أو أكثر من دولهم في أوروبا أو أميركا الشمالية يعتبر هجوما ضد الجميع.
يستفيد أعضاء الناتو بالحماية العسكرية في حال تم الهجوم على أي عضو، ويعتبر هذا الوعد غالبا بمثابة ضمانة للدفاع عسكريا عن دول الحلف.
ويتمثل هدف الناتو في ضمان حرية أعضائه وأمنهم من خلال الوسائل السياسية والعسكرية، كما جاء على موقع الناتو الرسمي.
“وبشكل أساسي، لا يساعد الناتو فقط في الدفاع عن أراضي أعضائه، ولكنه يشارك أيضا حيثما كان ذلك ممكنا وعند الضرورة لإبراز قيمه في مناطق أبعد ومنع الأزمات وإدارتها وتحقيق الاستقرار في حالات ما بعد الصراع، ودعم إعادة الإعمار” وفقا للموقع.
أهمية انضمام فنلندا للناتو
تمتلك فنلندا حدودا طويلة مع روسيا وإضافتها لعضوية حلف الأطلسي سيوسع الحدود المشتركة بين الناتو وروسيا من حوالي 700 إلى أكثر من 1900 كيلومتر.
خلال السنوات الماضية تمكنت فنلندا من المساهمة في الأمن في أوروبا من خلال حماية حدودها مع روسيا، وباعتبارها عضوا في الناتو، فإنها ستضع هذه القدرات العسكرية الضخمة تحت تصرف الحلف.
على المستوى التعبوي، لدى فنلندا نحو 12 ألف جنديا وهو عدد ليس كبيرا، لكنها تمتلك عناصر مدربين من حرس الحدود القادرين على مواجهة أي تهديدات.
كذلك لديها قوة احتياطية قائمة على أساس التجنيد الإجباري يبلغ مجموعها 90 ألف عنصر مع إمكانية تعزيزها لتصبح 280 ألفا في زمن الحرب.
وعلى المستوى التسليحي تعد فنلندا إضافة مهمة لقدرات الناتو الدفاعية، حيث تعتبر القوات المدفعية الفنلندية الأكبر والأفضل تجهيزا في أوروبا الغربية وستكون أحد الأصول الاستراتيجية الرئيسية للحلف.
مع حوالي 1500 قطعة مدفعية، بما في ذلك 700 مدفع هاوتزر و700 مدفع هاون ثقيل و 100 نظام قاذفة صواريخ، تمتلك المدفعية الفنلندية قوة نيران أكثر مما تستطيع جيوش بولندا وألمانيا والنرويج والسويد مجتمعة حشدها حاليا، وفقا لمركز “ويلسون” للأبحاث ومقره واشنطن.
وكدولة متقدمة تقنيا، تستضيف فنلندا العديد من الشركات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات الصناعية، بما في ذلك خدمات اتصالات 5G والأمن السيبراني.
وبالتالي سيتاح للحلف الاستفادة من إمكانات شركة “نوكيا” الفنلندية أحد أهم المزودين للبنية التحتية لاتصالات الجيل الخامس في العالم.
الحرة