فرنسا: الاحتجاجات على قانون التقاعد تتمدد خارج باريس
يناقش البرلمان الفرنسي، اليوم الاثنين، مذكرتين قدمتهما المعارضة، لحجب الثقة عن الحكومة ،في وقت تواصلت فيه الصدامات بين الشرطة ومحتجين على رفع سن التقاعد في مدن عدة إضافة إلى العاصمة باريس، وأعلن ثلث العاملين في «توتال إنرجيز» الفرنسية عن إضراب عام.
صرحت زعيمة المعارضة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، بأنها ستقدم اقتراحاً بسحب الثقة من الحكومة يعرض على البرلمان اليوم الاثنين. ولا يملك تحالف الرئيس ايمانويل ماكرون الأغلبية داخل البرلمان؛ مما يعزز فرضيات تمكن المعارضة من تطبيق «العزلة السياسية» للرئيس.
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم شركة «توتال إنرجيز» للطاقة: إن 34 في المئة من العمال التشغيليين بالمصافي والمستودعات، أضربوا عن العمل، ويأتي ذلك في ظل استمرار الاحتجاجات التي تعم أنحاء فرنسا، على خطط الحكومة لرفع سن التقاعد لمدة عامين، ليصبح 64 عاماً، وشهدت شوارع فرنسا احتجاجات غاضبة، عطل فيها متظاهرون حركة المرور في باريس ومدن أخرى. واضطر الجيش للنزول إلى شوارع العاصمة الفرنسية، لجمع القمامة التي تركها العمال المضربون، وتهدد بكارثة بيئية.وحذر مراقبون من أن هذه الأزمة قد تعيد سيناريو «السترات الصفراء» إلى البلاد، وهي حركة تأسست في احتجاجات عام 2018 ضد «غلاء المعيشة وزيادة الضرائب».
وردد المتظاهرون هتافات تطالب باستقالة ماكرون. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع واشتبكت مع البعض في الحشد بعد إشعال النار في صناديق للقمامة.
وعرضت قناة بي.إف.إم التلفزيونية أيضاً مشاهد لتظاهرات في مدن مثل كومبيين في الشمال ونانت في الغرب ومرسيليا في الجنوب. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في بوردو بجنوب غرب البلاد بعد أن شرعوا في إشعال حريق.
في الأثناء، أظهر استطلاع للرأي أن شعبية الرئيس ماكرون، تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ أيام احتجاجات «السترات الصفراء» في مطلع عام 2019، في ظل تزايد معارضة جهوده المتعلقة برفع سن التقاعد.الاستطلاع الذي أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام «ايفوب»،أظهر أن 28% يشعرون بالرضا عن أداء ماكرون؛ وذلك بانخفاض قدره أربع نقاط مقارنة مع الشهر الماضي. ولم تتغير نسبة تأييد رئيسة الوزراء، إليزابيث بورن، وهي 29%.