د. عبدالرزاق محمد الدليمي: أسئلة ماتزال تبحث عن اجابة
الوضع الملتبس في العراق منذ احتلاله يثير كم من الاسئلة التي يلتف حولها الغالبية ممن يدعون انهم فهموا اللعبة وقادرون على فك بعض شفراتها..وللاسف هؤلاء الواهمون يستخفون بأنفسهم وبعقول غيرهم من العراقيين
منذ الاحتلال والكل يناقش ويفلسف وينظر في موضوعات باتت معروفة للجميع مثل اشعة الشمس،ولنأخذ مسرحية ارتفاع الدولار وهي لعبة مخابراتية لالهاء الناس عن اصل واسباب كل معاناتهم منذ نيسان 2003 والتي خطط لها من قبل الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني الفارسي ان تستمر الى يوم الدين. حيث سجلت العملة العراقية أسوأ أداء لها منذ 20 عاماً وتكاد قيمتها تعادل ما كانت عليه قبل رفع الحصار الاقتصادي على العراق عام 2003.
كان العراق قبل احتلاله محاصر وخاضع لمزاجات من يتحكموا بمذكرة التفاهم حينها وهو تحت كل البنود الجائرة لاسوء ما انتجته هيئة الامم غير المتحدة ومجلس اللا أمن سيئا الصيت..وكان كل الابواب موصدة بوجه دخول العملات الصعبة ومنها (الدولار وهو عملة بلا غطاء ذهبي اي انه مجرد ورق مطبوع بشكل انيق) وهذا ما حرم المواطن العراقي من الحصول على ابسط مقوماته الانسانية بسبب العقوبات المجحفه بحقه..وكان طبيعي ان يرتفع سعر الدولار مقابل الدينار العراقي والسؤال هنا؟!!لماذا يرتفع سعر الدولار والعراق منذ احتلاله خاضع للهيمنة المطلقة الامريكية والبريطانية؟لماذا يرتفع الدولار وقد دخل العراق منذ احتلاله اكثر من 2000 مليار دولار؟لماذا يرتفع الدولاروالنظام الذي جاء به الاحتلال لايهش ولا يكش ولاعلاقة له بالتنمية والمشاريع والرفاهية للمواطن العراقي؟لماذا سمحت امريكا وبريطانيا لان يستغل ملالي طهران الوضع المتهرئ بالعراق المحتل ويسرقوا حصتهم من الغنيمة التي اتفقوا عليها قبل واثناء الاحتلال؟
لماذا تصر امريكا وبريطانيا على استمرار الثلل الفاسدة العميلة التي جاؤا بها وسلطوها منذ 2003 على رقاب العراقيين وهم يعلمون علم اليقين ان جميع هؤلاء هم عملاء مزدوجي الولاء لولي الفقية ولامريكا وبريطانيا ولجيوبهم اي ان الامريكين والبريطانيين يقبلون بما يقوم به هؤلاء الفاسدين؟
لماذا لاتحاسب امريكا وبريطانيا ان كانتا نواياهما سليمة وهي ليست كذلك من تلطخت اياديهم بسرقة حصتهم من ثروات العراق وهم يعلمون جيدا اين توجد الاموال المسروقة ؟
وسؤال آخر اذا كانت كل اموال العراق تحجز بالبنك الفدرالي الامريكي ،والبنك الامريكي يعرف اين تذهب هذه الاموال ويصمت صمت القبور،فلماذا نسمع فجأة ارتفاع الاصوات للحديث عن مشاكل تهريب الدولار الى طهران وهي امور
اصبحت روتينية وبديهية يعرفها المواطن العراقي البسيط سيما في طريقة تعامل الامريكان مع العراق ماليا؟
بأختصار اقول ان العراق دخل في صلب اللعبة الدولية للهيمنة الامريكية على العالم والمنطقة وكل ماحدث وسيحدث مرسوم بدقة فالهدف الاساسي من المسرحيات التي تخطط في الاروقة في واشنطن ولندن وتنفذ بغباء من قبل عملائهم في النظام الفاسد العميل الذي فرضوه على العراق وشعبه الهدف هو محو دولة العراق واعادته الى عصر ماقبل الحضارة الحديثة ويجعلوا المواطن عبارة عن جسد بلا عقل ولا روح تحركه الاشاعات والازمات ولا يفكر الا بقوت يومه وامنه وامن عائلته وعدا ذلك متروك للاحتلال وعملائه يسرحون ويمرحون والمواطن يتلظى من قسوة معاناته اليومية..المهم استمرار الاحتلال وديمومة بقاء العملاء واعطاء حقن المقويات الدولارية لنظام الملالي لان الغرب الصهيوني ما زال يستفيد بشكل فريد من نوعه من وجود الملالي..ولولاهم لما تفرد الكيان الصهيوني بالمنطقة ولما انهالت الانظمة الى التطبيع.ولما استطاعوا ان يحتلوا العراق بعد المقاومة الشرسة للعراقيين في الجنوب عندما اتفق توني بلير مع حكومة طهران على دخولهم من اراضي الاحواز التي تحتلها طهران لتكون قوات الغزو خلف قوانتا البطلة…ولولا الملالي وعملائهم في العراق لما استطاعت القوات الغازية من الصمود بوجه ضربات المقاومة العراقية البطلة .ووووو
المهم هنا ان الامريكيين تحديدا لايهمهم اي شيئ في العراق حاليا لا ارتفاع الدولار ولا تهريبه الى طهران ولا سرقات المليارات المنظمة بعلمهم من قبل الفاسدين واحزابهم العميله …المهم عدم التعرض لوجودهم من قبل المليشيات التي هي الاخرى لم تتأسس او تعمل او ان تستمر بكل جرائمها اليومية بما فيها الحشد الشعبي لولا مباركة موافقة امريكا وبريطانيا ومن يقول غير ذلك فهو؟!!! اكرر كل مايحدث في العراق مسؤولة عنه بالكامل امريكا وبريطانيا والبقية بما فيهم ملالي طهران ادوات لتنفيذ ما تريده دولتا الاحتلال.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز