د. علي الجابري: هل سمعت صوتهم يا رئيس الوزراء؟
ساحة التحرير ليست ببعيدة عن المنطقة الخضراء التي تتحصن فيها يا رئيس الوزراء .. وربما انك لست بحاجة ان تفتح شاشات التلفاز او مواقع التواصل الاجتماعي لتسمع صوت الشباب المظلوم والمحروم الذي خرج رافضاً لظلمكم وجوركم وبطشكم منذ ان قامت قيامة العراق عام 2003 وحتى الآن؟!
يا رئيس الوزراء .. لا يوجد شعب في العالم تحمل وكابد وعانى وصبر على جرائم احزاب السلطة بقدر ما تحمل شعب العراق، وانت أعلم وأدرى بذلك..
ولذلك خرج جيل التسعينيات والالفينات ليقول لكم كفى .. انتهى زمانكم وعليكم ان تغادرون دون رجعة ؟! فطيلة السنوات الماضية والحكومات المتوالية وانتم وأحزابكم تتقاسمون الغنائم ، وتنهبون ثرواتنا ، وتدينون بالولاء لمن يريد بنا شراً، ولم تراعوا في شعبنا إلا ولا ذمة؟!
يا رئيس الوزراء .. هذا الجيل الجديد الذي كنتم تنظرون اليه نظرة دونية على انه جيل "صورني يا عطواني" وجيل "البوبجي" هو نفسه الذي إنتفض من اجل الارض التي فرط بها نوري المالكي ، وهب للتطوع من أجل تحرير العراق من تنظيم داعش المجرم وخطايا "نوري" وتصرفاته الرعناء التي مزقت البلاد؟!
هذا الجيل نفسه الذي إصطف في طابور الشهادة بالالاف من اجل ان يبقى العراق، وبالتالي بقيتم انتم بكراسيكم وامتيازاتكم؟!
هم انفسهم، وليسوا أبنائكم الذين قابلوا أعداء العراق بصدور عارية ، ثم قابلتموهم بقناصاتكم وبنادقكم وهم بذات الصدور العارية، وكل ذنبهم انهم قالوا لك "إرحل .. ونريد وطن .. وايران برة برة"؟!
هل سمعتهم يا رئيس الوزراء ..؟!
إنهم لم يخرجوا بطراً، ولم يخرجوا من اجل تعيين وزيرة جديدة للتربية تأتي بصفقة مشبوهة؟ ولم يخرجوا من اجل اقالة وزير الاتصالات او وزير العمل او الهجرة من أجل ان تأتي بوجوهٍ قديمة فاسدة وتعيد تدوير "نفايات" المنطقة الخضراء!!
أبداً .. لقد اسمعوك صوتهم .. إرحل انت وحكومتك وكل احزاب السلطة الفاسدة.
إرحل اليوم وليس غداً لانك تعلم جيداً انه مطلب الشعب الحقيقي .. ومهما بلغ جبروت الجار الذي يحاول ان يعطيك جرعة جديدة للبقاء ، فإنك سترحل؟!
بالله عليك .. هل انت راض عن نفسك ؟ وهل كان والدك رحمه الله الذي أوصاك ان تضع إستقالتك في جيبك ليرضى عنك ان تلطخ سمعته وسمعة عائلتك..؟
لا تُـتعب نفسك بسماع من حولك فهؤلاء مخادعون همهم مناصبهم ، وإستمع لصوت هذا الجيل الجديد الذي أذهلنا واذهل العالم.. وكفاك عناداً ، فالحلول الترقيعية تبقيك أياماً ، لكنها تزيد من غضب الشعب والرب ؟!
وأخيرا.. يا عادل .. يا من لم ينل نصيباً من إسمه .. بربك .. ألم يدهشك هذا الجيل الذي واجهكم بصدرٍ عارٍ وعلم.. حتى جعلك تغير ساعات نومك؟