عاصفة في البرلمان الفرنسي بسبب كلام عنصري لنائب من حزب التجمع الوطني
باريس: ميشال أبو نجم
اسمه غريغوار دو فورنانس، وهو نائب ينتمي إلى «التجمع الوطني» اليميني المتطرف الذي ترأسه مارين لوبن، والذي يتمتع بـ89 نائباً في الجمعية الوطنية بفضل التقدم الاستثنائي الذي أحرزه في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في شهر يونيو (حزيران) الماضي. ومنذ بعد ظهر الخميس، اسم هذا النائب على كل يتير الجدل. والسبب جملة تفوه بها عندما كان زميل له اسمه كارلوس مارتينس بيلونغو، أسود البشرة، لدى طرحه سؤالاً للحكومة باسم حزب «فرنسا المتمردة» اليساري المتشدد حول «مأساة الهجرة غير الشرعية» عبر المتوسط، وإذا بالنائب اليميني المتطرف يصرخ: «فليعد إلى أفريقيا». وعندها حصل هرج ومرج داخل قاعة المجلس، وقررت رئيسته وضع حد للجلسة بعد أن تجمع عشرات النواب قرب منصته، داعين لمعاقبة وطرد غريغوار دو فورناس. أما زملاء الأخير من حزبه فقد تضامنوا معه، وأكدوا أنه لم يكن يعني زميله أسود البشرة، بل المركب المسمى «أوشيون فايكينغ» الذي يعمل في مياه المتوسط على إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين وإيصالهم إلى مرفأ آمن.
واليوم صباحاً تجمع أمام مدخل البرلمان، بمبادرة من «فرنسا المتمردة»، مئات الأشخاص بحضور نواب الحزب للتنديد بالكلام العنصري الصادر عن النائب المذكور. وفي كلمة مختصرة، قال كارلوس مارتينس بيلونغو: «ليس شخصي الذي كان مقصوداً بل ملايين الفرنسيين الذين يشبهونني (بلون البشرة)، وليس ممكناً أن نتسامح بسماع هذا النوع من الكلام في عام 2022». وكان رئيس الحزب واقفاً إلى جانبه.
ومنذ الحادثة، تعالت الأصوات التي تطالب بمعاقبة النائب المخطئ. وفي بادرة استثنائية توافق نواب حزب «فرنسا المتمردة» مع نواب حزب «النهضة»، حزب الرئيس ماكرون؛ لمعاقبة غريغوار دو فورناس، بل إن وزير الداخلية اعتبر أنه يتعين النظر في استقالته من البرلمان.
وظهر اليوم، اجتمع مكتب البرلمان للنظر في العقوبة، وخلص إلى المطالبة بفرض «أقصى عقوبة ممكنة» في مثل هذه الحالة، وتنص على إقصائه 15 يوماً عن المجلس، ومنعه من الدخول إليه، وحرمانه من نصف مرتبه لمدة شهرين.
وتحل هذه الحادثة في أسوأ توقيت بالنسبة لحزب «التجمع الوطني» الذي عمل في السنوات الأخيرة، بدفع من رئيسته، على دفن صيته السابق كحزب يميني متطرف عنصري ومعادٍ للسامية، وهي المآخذ التي كانت لاصقة به يوم كان يرأسه جان ماري لوبن، أحد مؤسسيه ووالد مارين لوبن التي أورثها الرئاسة. لذا، فإن عبارة غريغوار دو فورناس تعيد عقارب الساعة إلى الوراء. ثم إن الحزب المذكور سيعمد غداً إلى انتخاب رئيس جديد، والمرشح الأكثر حظاً هو جوردان بارديلا، البالغ من العمر 27 عاماً، والذي يناضل هو الآخر لتغيير صورة الحزب السابقة وتأهيله ليكون قادراً على الفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتجدر الإشارة إلى أن مارين لوبن تأهلت مرتين للجولة الانتخابية الحاسمة، ما يبين أن فرنسا تميل يميناً، بل إلى اليمين المتطرف، وأن طروحات اليمين تتوسع وتنتشر في أوساط الفرنسيين.
ومن المنتظر أن يصوت النواب، عصر الغد، على العقوبة التي اقترحها مكتب المجلس.
المصدر: aawsat