د. عبدالرزاق محمد الدليمي: دولة كل شي ماكو
تألمت كثيرا وانا اشاهد احد الاشقاء العرب يتحدث امام اخرين بحرقة والم وهو يستعرض ما تصلهم من اخبار من العراق المحتل وتوقفت عند ذكره انهم كانوا يعرفون العراق ببلد العلم والعلماء والرجال الشجعان الاذكياء وبالشعب الذي فرض احترامة على الجميع،ثم انتقل بحسرة الى التساؤل هل مانشاهده الان يمثل العراق من انتشار للمثيليين (والطنطات) والمخدرات،والفساد والرذيلة،وكل ماهو بعيد عن جوهر العراقيين؟؟!!أين ذهب العراق الذي كانوا يعرفونه واين ذهب الشجعان والعلماء والعباقرة الذين كانوا يغطون وجه الشمس …انها مآساة للامة العربية والاسلامية والانسانية..
اقول لهذا الشقيق ولملايين من الذين يحبون ويحترمون العراق شعبا وتاريخا وحضارة..نعم هذا هو مايحصل في العراق بعد احتلاله،وهذه هي الاهداف المطلوب تحقيقها من الاحتلال،والقادم اسوء فالعراق تحول بفضل الاحتلال وعملائه من السياسين ، من بلد العلماء الى بلد (الطنطات) المثليين والمخدرات،والفساد والرشوه والقتل والنهب والسلب وووو.
نظام وحكومة فاشلة و دوله من ورق
لايختلف اثنان من ان للدول الفاعلة مصالح هنا وهناك لابد وان يحرصوا عليها سواء كان هذا الامر مقبولا او غير مقبول من قبل الاخرين وهذا ينطبق على امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ونظام الملالي في طهران وغيرهم من دول العالم ،والعيب ليس فيما تقوم بها تلك الدول حفاظا على مصالحها المزعزمة ،بل العيب كله على الدول التي تسمح لغيرها بألتجاوز عليها،وهذا ما يحصل في الدوله الكارتونية التي انشئتها دول الاحتلال،منذ 9 نيسان 2003.
في ظل شلل الحكومة التي حولوها الى حكومة تصريف الاعمال وعدم قدرتها على وقف القتال بين المليشيات المسلحة أو تقديم الخدمات للمواطنين، تزداد حدة الاضطرابات في العراق وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.وقالت الصحيفة في تقرير نشر، الخميس التاسع من هذا الشهر، إن الجماعات المسلحة الشيعية الخارجة عن سيطرة الدولة تتصارع فيما بينها في تهديد خطير لاستقرار البلاد الهش أصلا.وتضيف الصحيفة ان العراق داخليا وخارجيا وعلى المستويين السياسي والأمني فإن العراق حاليا دولة فاشلة،لا يمكن للدولة العراقية الفاشلة أن تبسط سلطتها على أراضيها أو على شعبها ،ووفقا للصحيفة فقد ظهرت نقاط الضعف في العراق مرة أخرى بشكل حاد الأسبوع الماضي عندما تحول الانسداد السياسي المتعلق بتشكيل الحكومة من الجمود إلى أعمال عنف ضربت قلب العاصمة،ومرشح الوضع للانفجار بشكل لن يبقي ولن يذر.
شهدت المنطقة الخضراء ببغداد اشتباكات مسلحة بين عناصر من ميليشيا سرايا السلام بزعامة مقتدى الصدر من جهة وعناصر من فصائل مسلحة موالية لطهران منضوية تحت مظلة الحشد الشعبي من جهة ثانية.إن الاشتباكات اندلعت بعد أن أطلق عناصر الفصائل الموالية لطهران النار على متظاهرين من أنصار الصدر، ليرد أعضاء مسلحون من جماعة الزعيم الشيعي على النار بالمثل وتندلع الموجهات، وأن القوات الحكومية كانت مهمشة تماما فيما تتقاتل الميليشيات فيما بينها، بعد أن أمر رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بعدم إطلاق النار على المتظاهرين،وتقول ماريا فانتابي من مركز الحوار الإنساني، وهي منظمة لإدارة النزاعات مقرها سويسرا: “إذا نظرنا لعراق ما بعد عام 2003، فعلينا أن نقول إنه لم يكن في الواقع دولة فاعلة”.وأضافت: “لم يكن لدينا رئيس وزراء له سيطرة كاملة على قوات الأمن أو على الحدود”.ويعود الفضل في عدم انهيار العراق بشكل كبير إلى الثروة النفطية الهائلة التي تمتلكها البلاد، لكن معظم المواطنين لا يرون أبدا فائدة في تلك الثروة ويعانون من انقطاع يومي للكهرباء ومدارس متهالكة ونقص في الرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب.في الشهر الماضي، استقال وزير المالية علي علاوي، وحذر في حينها من أن المستويات المذهلة للفساد تستنزف موارد الدولة وتشكل تهديدا وجوديا للعراق. تشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة ابتعدت بشكل متزايد عن العالم العربي وركزت بشكل أساسي على احتواء إيران وتعزيز التطبيع مع (إسرائيل).وتضيف الصحيفة أن العراق يبدو اليوم بلدا يفقد أهميته في المنطقة والعالم حيث تقاتل الميليشيات الشيعية من أجل السيطرة.ويحتل العراق رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، حيث غذت عائدات النفط الفساد بشكل واسع.ووفقا لمسؤولين حكوميين ومحليين فإن الميليشيات والجماعات القبلية تستحوذ على عائدات الكمارك من ميناء أم قصر العراقي على الخليج العربي، بحسب الصحيفة.أما المعابر على طول الحدود مع إيران فهي مصدر آخر للدخل غير المشروع، وكذلك تسيطر الميليشيات المدعومة من إيران في العراق على قطاعات مثل الخردة المعدنية، وتبتز الشركات مقابل توفير الحماية.وتضيف الصحيفة أن العقود الحكومية تشكل أيضا مصدر رئيسيا آخر للفساد.
وضربت الصحيفة مثلا بوزارة الصحة العراقية، التي قالت إن مسؤولين موالين للصدر هم من يديرونها عادة، حيث تعتبر المستورد الوحيد لما يقرب من نصف الأدوية الداخلة للعراق وتعتبر من أكثر الوزارات فسادا، وفقا للمؤرخ إسكندر إن عدم الاستقرار في العراق يعود مسؤولين عراقيين وخبراء مستقلين. إلى الاحتلال، عندما فقد السيطرة على نسبة كبيرة من حدوده وأراضيه في الحرب العراقية الإيرانية. لكنه قال إنه لا يزال يمتلك بعض الأمل في أن البلاد ستنجو وأضاف إسكندر إن “تغيير قادة البلاد وحصول تغيير في الأجيال هو السبيل الوحيد” للنجاة من الوضع المزري في العراق المحتل.
لن يحل مجلس النواب
لم يكن مفاجئا رفض المحكمة طلب جماعة مقتدى حل مجلس النواب، وبهذا القرار تم رفض إجراء انتخابات نيابية جديدة غير مضمونة النتائج لجماعات طهران ، اضافة الى تمسكهم بمرشحهم محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة، وإعطاء الأولوية لتشكيل الحكومة، مما قد يزيد من نفوذهم السياسي ليكونوا شركاء في صنع القرار البرلماني والحكومي مع كتلتي السنة والكرد ، وهذا ما يتعارض مع رغبة ومواقف وتطلعات التيار الصدري.نعم الصدر تعرض لضغوط من المرجعية الدينية أجبرته على التراجع عن خطوات التصعيد وعن اندفاعه ضد الأحزاب المؤيدة لطهران ، واستغلت أدوات إيران هذه النتيجة المفتوحة على الاحتمالات المتعددة منها وصول جماعة الإطار بعد أن غدت كتلة برلمانية وازنة، إلى تفاهم مع الكتلة السنية والكتلة الكردية ويشكلون حكومة ائتلافية، ليس للصدر فيها التأثير أو القبول، وهي التي تقرر الخطوات السياسية التنظيمية اللاحقة في الانتخابات، وفي الأولويات السياسية، وتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية وهذا بحد ذاته سيكون مبررا اساسيا لانفجار الوضع الشعبي احتجاجاً على فشل الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال عام 2003، إلى الآن في حل مشاكل العراق المعيشية والاقتصادية وسياسات المحاصصة التمزيقية ،كما ستسمح هذه المعطيات لمزيد من التدخل الإيراني الذي لن يقبل التنازل عما وفره الاحتلال الريطاني الأميركي لنظام الملالي من صيد ثمين الذي أدى إلى ابتلاع العراق، أو أن تكون طهران شريكة من خلال نفوذها وأدواتها، في صياغة جغرافية العراق السياسية وماهيته ومستقبله ،اذن نحن على اعتاب موجة عارمة من الصراعات بين الارادات الصفوية الساسانية،وبين ارادات عراقية مزيجة من طموحات الغالبية العظمى من الشعب ،مع استغلال من قبل التيار الصدري ،لهذه الظروف لمواجهة خصومه من مايسمى بالاطار ،علما ان مقتدى الصدر اخيرا اتيحت له فرصة ذهبية من التخلص من عباءة المرجعية الفارسية التي فرضها عليه ابوه محمد الصدر،واصبح الان حرا ،وكما قلنا في مقال سابق سيطرح الصدر نفسه قائدا سياسيا لا دينيا طائفيا،وهذا ما سيوسع امكانية زيادة عدد من يؤيده في مواجهة جبهة عملاء طهران.
لاتثقوا برجال الدين ودعاته
يقول ميغيل دي ثيربانتس “لاتثق بالحصان اذا كنت خلفه ولا بالثور اذا كنت امامه،ولا برجل الذين اينما كنت”…. انقل عن مظفر العميد( أن عرفوا أن زيارة الأربعين لا أصل لها).بعد أن عرفوا أن #زيارةالأربعين لا أصل متشرعي لها وأن السجاد والسبايا (ع) لم يثبت رجوعهم في العشرين من صفر إلى كربلاء.. وأن الأحداث من حركة السبايا من كربلاء إلى الكوفة وإلى ذهاب رسول ابن زياد إلى الشام وعودته بكتاب يزيد يأمره بحمل السبايا إليه ثم حمل السبايا إلى الشام وكل ذلك يقتضي أن تمر أكثر من أربعين يوم وهم (ع) في الشام .. بعد أن عرفوا ذلك ولم تستطع مرجعياتهم وروزخونياتهم الرد.قالوا لهم : إذا لم تكن زيارة الأربعين حقيقة وأنها ليس لها أصل فزيارة الحسين مستحبة ونحن نذهب للزيارة على هذا الاستحباب ولو لم تكن الاربعين موجودة أصلا.أقول عجيب. الذي أستخف بعقلك مرة كيف تسمح له أن يستخف به مرة أخرى.أولا: بعد أن عرفت أن عودة السبايا أكذوبة. عليك أن تسأل ما هي الغاية التي من أجلها أوجدوا هذه الطقوس ولماذا يضع شعائرنا كاذب؟ ثانيا: من كذب عليك في هذا الزيارة ليس بمستبعد أن يكذب عليك في بقية الطقوس فلماذا تتبع الكاذب وتتنكر لمن يصدقك الحديث؟وعليه: بعد أن عرفت أنها ليس لها أصل… فمن أين يأتي استحباب المسير الجماعي الذي تعطل فيه الحياة. ومن أين يأتي استحباب أنفاق مثلا أربعة آلاف طن من السمك في موكب.. واحد حيث إذا حسبناها تقديرا قد تصل إلى ثلاثين مليون دينار فقط في السمك .. وهذا موكب واحد من مئات المواكب .. فمن الذي شرع أن تكون هذه الصدقات لقاصد طريق ليس بحاجة لها؟ وهل يستحب لأناس أن يجعلوا أنفسهم من أبناء السبيل الفقراء ليتصدق عليهم الآخرون!؟.. وهناك من هو بحاجة فعلية وشرعية لهذا الأموال؟ من الذي شرع الاستحباب في الإفراط المهلك في الإنفاق على هؤلاء الذين لا يستحقون الصدقات وترك تقسيم الأموال حسب ما فرض الله تعالى في كتابه إذ يقول {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [ #التوبة : 60] …..فريضة من الله .. قانون من الله .. توجيه من الله.. والله عليم حكيم .. فمن الذي أمر أن تنفق المليارات بخلاف علم الله وحكمته وأرادته جل شأنه .. إذن من أين يأتي ،الاستحباب ونتائج المسير تترتب عليها مفاسد!!!؟ فالمسير الجماعي تزهق فيه الأرواح بسبب الحوادث وتذهب فيه الأموال هدرا ولا تصل حيث أمر الله بها مستحقيها وتعطل فيه الحياة ويستغل فيه اسم #أهلالبيت وشعار الولاء لهم سياسيا واستئكاليا لقيام الجور والفساد في البلاد وصناعة الطائفية والعداء ،فأي استحباب هذا!!!؟
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل يورو تايمز