فيصل عابدون: اقتراع حاسم في السويد
ربما ينجح حزب «ديمقراطيو السويد»، اليميني المتطرف في تعزيز مكاسبه في الانتخابات البرلمانية والمحلية التي تبدأ غداً، ويواصل بالتالي تمدده النيابي الذي بدأ في انتخابات عام 2018، ما يطرح أزمة داخلية كبرى. كما أنه من الممكن أيضاً أن يتحول إلى شبح يعيش على هامش الواقع السياسي على غرار نظيره الفرنسي حزب التجمع الوطني، الذي حقق مكاسب جيدة في الانتخابات، لكنه عجز حتى الآن عن التأثير في سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الداخلية والخارجية.
وحزب «ديمقراطيو السويد» اليميني المتطرف تأسس في عام 1988، وهو وريث مجموعة من النازيين الجدد، ويعادي الأجانب والمهاجرين، ويطالب بطردهم من السويد، وكان معزولاً من قبل، ويكاد يكون منبوذاً وكان ينال 1% من أصوات الناخبين قبل أقل من عشرين عاماً. لكنه تمكن من توسيع نطاق وجوده في أوساط الطبقات العاملة والمتقاعدين عبر التخويف من وجود الأجانب على فرص العمل ومستوى الرفاه الاجتماعي.
ويقول المؤرخ السويدي توني غوستافسون: إن الثلاثين شخصاً الذين أسسوا الحزب، كان من بينهم عشرون شخصاً لهم ماضٍ في الأوساط النازية أو العنصرية أو غير الديمقراطية، مثل مؤسس منظمة الحملة العنصرية «بيفارس فيريس فانسك»، وهي إحدى المنظمات التي وجهت الدعوة إلى الفتيات السويديات بعدم إهانة عرقهم، وعدم الزواج أو إقامة علاقة مع أعراق أخرى خصوصاً السوداء والسمراء.
وفي انتخابات 2018 حصد الحزب الشعبوي 17.6 في المئة من أصوات الناخبين، وهي نتيجة كبيرة مقارنة بنتائجه في الانتخابات السابقة عام 2014 والتي كانت 12.9 في المئة. وأثارت التقارير حول إمكانية قيام تحالف بين اليمين التقليدي واليمين الشعبوي المتطرف لهزيمة تحالف الأحزاب الاشتراكية في انتخابات الأحد قلقاً واسعاً.
غير أن السيناريوهات المتوقعة لمكاسب الأطراف المختلفة، تعتمد بشكل كبير على مدى نجاح قادة الأحزاب الحاكمة والمعارضة في إبراز مقاربة مقبولة للناخب السويدي في خضم التحولات العاصفة في المشهد الدولي، وانعكاساتها على حياة الناس.
وفي مقدمة القضايا التي هيمنت على الحملة الانتخابية، مشاكل المعيشة، وارتفاع فواتير الكهرباء والطاقة، وهي القضايا التي برزت بقوة على ظلال الحرب في أوكرانيا، وترتبط هذه القضية أيضاً وبشكل وثيق مع المساعي الحثيثة لحكومة رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها ماغدالينا اندرسون للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعدما كانت ترفض على الدوام الإقدام على هذه الخطوة.
وتحوز اندرسون شعبية واسعة وثقة كبيرة لدى الناخبين السويديين. وفي المقابل بذل قادة الحزب المتطرف جهوداً كبيرة خلال الحملة الانتخابية، لكسب مواقف الناخبين عبر تسليط الضوء على قضايا داخلية تتعلق خصوصاً بقضاياً اندماج اللاجئين، وارتفاع معدلات الجريمة، واهتزاز الاستقرار الأمني مع تنامي التصفيات الدموية بين قادة العصابات.
وتجري الانتخابات السويدية على ثلاثة مستويات مختلفة؛ هي انتخابات البرلمان الوطني المكون من 349 مقعداً، وانتخابات مجالس المقاطعات العشرين إضافة الى انتخابات المجالس البلدية ال 290؛ حيث لا تشكل هذه المستويات الثلاثة تسلسلاً هرمياً؛ بل لكل منها مسؤوليات في مجالات خاصة.
المصدر: الخليج الإماراتية