حرب الغاز.. أوروبا “تسابق البرق” لشتاء دافئ
منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، تواصل أوروبا البحث عن بدائل لإمدادات الغاز الروسي، مع تقليل الكميات التي تضخها شركة “غازبروم” المملوكة لموسكو، وسط اتهامات بوجود دوافع سياسية وراء هذه القرارات.
وفي ظل هذه الاتهامات، استبعد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس انقطاعاً “قاسياً” للإمدادات، لكنه اعتبر أنه في حال أرادت روسيا “قطع الغاز” عن الاتحاد الأوروبي، فـ”لن تنتظر الخريف أو الشتاء”.
وأشار بوريل الذي كان يتحدث لقناة إسبانية إلى وجود مساع لتوفير مخزونات من الغاز في فصل الشتاء، موضحاً أنّ روسيا تريد بيع غازها وتبحث عن “عملاء بدلاً” من الاتحاد الأوروبي، حيث ستقوم ببناء خطوط أنابيب غاز أخرى على عجل، “تربطها بزبائن آخرين”، لكن تشغيل هذه الأنابيب “سيستغرق وقتاً”.
نفي روسي
وتنفي روسيا أن تكون هذه الإجراءات رداً على العقوبات الغربية بسبب غزوها لأوكرانيا، إذ أعلن الكرملين الخميس، عن أمله في أن يعود التوربين الذي تم إصلاحه لنورد ستريم 1، أكبر خط أنابيب غاز روسي إلى أوروبا للخدمة سريعاً.
كان التوربين هو المحرك الرئيسي في ملحمة استمرت عدة أسابيع بشأن تراجع عمليات تدفق الغاز الطبيعي، في الخطوة التي قال مسؤولون بارزون في ألمانيا والاتحاد الأوروبي إن هناك دوافع سياسية وراء التراجع من جانب موسكو لتأجيج أزمة الطاقة في أوروبا.
أزمة في ألمانيا
وتعد ألمانيا إحدى أكثر الدول الأوروبية اعتماداً على الغاز الروسي، وهو أمر وعد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك اليوم الخميس بالتخلص منه سريعاً.
وقال بعد أن وصف الأزمة الحالية بأنها “أكبر أزمة طاقة” في ألمانيا، قال: “سنحرر أنفسنا من هذه التبعية بسرعة البرق”.
ودفعت هذه الأزمة مدينة برلين إلى وقف إنارة عدد من المعالم والمباني التاريخية، بهدف الانضمام إلى الجهد الوطني لتوفير الطاقة في مواجهة مخاطر النقص.
كذلك، أراد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن يكون مثالاً يحتذى، هذا الأسبوع، عبر إعلانه أنّ مقرّ إقامته الرسمي في برلين، قصر بلفيو، لن يُضاء ليلاً، إلّا في المناسبات الخاصّة مثل الزيارات الرسمية.
وكانت حكومة المستشار أولاف شولتس قد دعت قبل عدّة أسابيع إلى التعبئة الوطنية من أجل توفير الطاقة التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وبينما من الممكن أن تنخفض الإمدادات.