رغم «اتفاق» الناتو… قضاء السويد يرفض تسليم تركيا مطلوباً
رفضت المحكمة العليا في السويد طلباً تقدمت به تركيا لتسليمها مديراً سابقاً لمدارس «حركة الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، التي نسبت إليها السلطات التركية محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016، وصنفتها «منظمة إرهابية». بينما أعلنت وزارة الدفاع التركية أنه تم فصل 24 ألف عسكري من صفوف الجيش منذ ذلك الحين.
وذكرت تقارير صحافية سويدية أن المحكمة العليا رفضت تسليم يلماظ آيتان (48 عاماً)، الذي كان يدير مدارس «حركة الخدمة» في أفغانستان، إلى تركيا رغم توقيع ستوكهولم اتفاقاً مع أنقرة يسمح للسويد بالانضمام إلى حلف الناتو طالما أنها تتخذ خطوات لمعالجة مخاوف تركيا بشأن الإرهاب. وحصل آيتان، الذي وصفته وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية بأنه «قيادي كبير في تنظيم فتح الله غولن الإرهابي» على تصريح إقامة وعمل في السويد عام 2018 على خلفية تقديمه طلباً للجوء.
ورأت المحكمة العليا في السويد أن «تهمة الإرهاب التي وجهتها الحكومة التركية للشخص المطلوب تسليمه، تستند إلى استخدام تطبيق الهاتف الجوال (بايلوك)، الذي تقول أنقرة إنه كان وسيلة الاتصال بين عناصر حركة غولن قبل وأثناء محاولة الانقلاب الفاشلة. والتعاطف مع حركة غولن، لا يشكل جريمة في السويد، لذلك تم رفض طلب تسليمه إلى تركيا». وأضافت المحكمة في حيثيات قرارها أن «الشخص المعني، إذا جرى تسليمه قد يواجه خطر التعرض للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية أو المهينة».
واستندت المحكمة في رفضها الطلب التركي إلى أن «الأدلة التي قدمتها أنقرة، لا تتوافق مع أدلة الجرائم في السويد، وأن هناك عقبات أمام تسليم المجرمين بموجب المادتين 4 و7 من قانون الأجانب، اللتين تؤكدان أن التسليم لا يمكن طالما هناك خطر تعرض المطلوبين للاضطهاد السياسي». كانت وزارة العدل التركية قدمت طلباً إلى السويد لتسليم آيتان بتهمة «تشكيل وقيادة منظمة إرهابية مسلحة».
ووقعت تركيا والسويد وفنلندا في 28 يونيو (حزيران) الماضي، على هامش قمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) مذكرة تفاهم ثلاثية «للتعاون في مكافحة المنظمات الإرهابية التي تعمل ضد تركيا على أراضي البلدين»، وذلك في مقابل الموافقة على طلبها الانضمام إلى الحلف. علماً بأن أنقرة طالبت بتسليم 33 عضواً في حركة غولن و«حزب العمال الكردستاني»، اللذين تعتبرهما تركيا منظمتين إرهابيتين.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية فصل أكثر من 24 ألف عسكري من القوات المسلحة منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد عام 2016. وقالت، في بيان على ««تويتر»، إنه تم فصل 24 ألفاً و395 عسكرياً خلال 6 سنوات لصلتهم بحركة غولن، وحزب العمال الكردستاني، وتنظيم «داعش»، وجميعها مدرجة على لائحة الإرهاب في تركيا، وتمت كذلك إعادة الرتب العسكرية لألفين و567 عسكرياً بعد تقديمهم التماسات.
واعتقلت السلطات التركية، أو فصلت من العمل، منذ محاولة الانقلاب مئات الآلاف في مختلف المؤسسات كما أغلقت مئات المدارس والجامعات التابعة لحركة غولن، في حملة لا تزال مستمرة حتى الآن، وتواجه انتقادات من المعارضة التركية والغرب.
الشرق الاوسط