تحقيقات ومقابلات

تحذير فرنسي: إيران “المارقة” تقترب من القنبلة النووية

في حين وصف جان كريستوف بلوكين رئيس تحرير صحيفة “لا كروا” الفرنسية، إيران بأنّها تتصرف كدولة مارقة لاستخفافها بالمُجتمع الدولي عبر احتجاز رهائن غربيين واستعدادها لفعل أي شيء لتأكيد نفوذها، حذّر الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي ألان فراشون من امتلاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية قنبلة نووية في الأسابيع القادمة حيث سيتوفر لديها حينها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصُنع الكارثة.

الخروج من العزلة
وشدّد في مقال له على أهمية الوصول إلى نتيجة إيجابية في مفاوضات فيينا لمنع طهران من تحقيق أهدافها مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.

واعتبر كاتب العمود في “لو موند” أنّ طهران لم تعد معزولة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث أقامت شراكة استراتيجية مع الصين ووقفت مع حلفائها العرب في سوريا ولبنان واليمن خلف موسكو، مُحذّراً كذلك من أنّ التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران قد يتحول إلى مهمة صعبة بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية.

 ويُحاول الأمريكيون والأوروبيون الضغط على طهران من أجل فرض التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما يجتمع المجلس من الاثنين 6 يونيو إلى الجمعة 10 يونيو (حزيران) في فيينا، في ظل اتهام تقرير لإيران بتطوير أنشطة نووية في مواقع غير مُعلنة.

خطف الرهائن
من جهتها اعتبرت صحيفة “لا كروا” أنّ طهران باتت نموذجاً يُحتذى به في سياسة خطف الرهائن التي طوّرتها لتحقيق مصالحها، حيث العديد من الدول الغربية هي الهدف، ولا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، والسويد التي يتعرّض أحد مواطنيها لخطر الإعدام في أي وقت، بينما لفرنسا اليوم أربعة رعايا محتجزين، آخرهم نقابيان تمّ اعتقالهما في 11 مايو (آيار) الماضي بتهمة دخول إيران بهدف “زعزعة استقرار البلاد”، وذلك في أعقاب التظاهرات وأعمال الشغب التي عمّت الأراضي الإيرانية ضدّ ارتفاع الأسعار والأزمة المعيشية.

وأكدت “لا كروا” أنّ هذه السياسة تستحق أن تُوصف إيران بسببها دولة مارقة، وتدل على الطبيعة المُعقدة للنظام الإيراني. ففي هذا البلد، يشرح أحد الدبلوماسيين في طهران “اليد اليمنى لا تعرف ما تفعله اليد اليسرى”، وأقطاب السلطات – التنفيذية والتشريعية والقضائية – يغلب عليها التسلسل الهرمي السياسي والديني الذي يضمن استمرارية النظام الذي ولد من رحم الثورة الإسلامية التي بدأها الإمام الخميني في عام 1979. كما ضاعفها “الباسداران” الحرس الثوري، وهو القوة العسكرية التي تؤطر المجتمع وأصبحت دولة داخل الدولة، وذلك بينما يستمر اليوم البرنامج النووي الإيراني تحت قيادته بشكل يُزعزع استقرار الشرق الأوسط.

وأشادت الصحيفة الفرنسية بتصنيف الولايات المتحدة، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، “الحرس الثوري الإيراني” منظمة إرهابية، وفرض عقوبات شديدة عليهم. لكنّ هذا القرار أصبح نقطة شائكة اليوم في المفاوضات الهادفة إلى وضع البرنامج النووي الإيراني تحت رقابة دولية، حيث تُطالب طهران واشنطن بإلغاء هذا التصنيف، وفي الوقت نفسه تواصل زيادة كمية ونوعية مخزونها من اليورانيوم المخصب بشكل حاد لتقترب كثيراً، وأكثر من أيّ وقت مضى، من العتبة التي ستتمكن من خلالها من صنع قنبلة نووية وتسليح أحد صواريخها بها.

24

زر الذهاب إلى الأعلى