العثور على جثة مهاجر قضى شنقا معلقة في مقطورة شاحنة شمال فرنسا
عثرت السلطات الفرنسية في مدينة با دو كاليه على جثة مهاجر (في العقد الثاني من عمره) معلقة في مقطورة شاحنة مركونة في مرآب للسيارات. السلطات أوردت أن فرضية انتحار المهاجر هي الأوفر حظا حتى اللحظة. منظمات إنسانية حذرت من خطورة تلك الحادثة، داعية إلى توفير ظروف استقبال أفضل للمهاجرين في فرنسا.
اكتشفت السلطات الفرنسية أمس الأربعاء 11 أيار/مايو جثة مهاجر قضى شنقا في مقطورة فارغة متوقفة في مرآب للسيارات في مدينة با دو كاليه.
ورجّح المدعي العام في بولوني سور مير غيريك لو آرم أن تعود الجثة لمهاجر من أصول إريترية “تراوح عمره بين 20 و25 عاما”، دون أن يضيف المزيد من التفاصيل.
وأورد لو آرم “تم العثور عليه معلقا في مقطورة شاحنة لم تكن موصولة بأي شاحنة” أو عربة سحب.
“فرضية الانتحار هي الأكثر ترجيحا”
وتابع المدعي العام الذي فتح تحقيقا بأسباب الوفاة، “إن فرضية الانتحار مطروحة”.
وقال “لا يوجد شهود على المأساة” باستثناء “الأشخاص الذين اكتشفوا الجثة في المقطورة، وهم من قاموا بإبلاغ جهاز الشرطة“. وبحسب العناصر الأولية المتوافرة، “توفي المهاجر قبل ساعات قليلة من اكتشاف جثته”. أحد رجال الإطفاء المتواجدين في الموقع قال لفرانس برس إن خدمات الطوارئ، التي تم استدعاؤها حوالي الساعة الرابعة مساء، اكتشفت الضحية مشنوقة بواسطة حزام شاحنة.
مراسل فرانس برس أورد أن المقطورة كانت مركونة في ساحة مخصصة لشركة النقل الخاصة “سكانيا”، وهي منطقة مسيجة وخاضعة للمراقبة تقع بالقرب من الطريق الدائري للميناء والطريق A16.
شهود عيان من المهاجرين في المنطقة قالوا إنهم هم من اكتشفوا الجثة وأبلغوا خدمات الطوارئ.
وفيات عدّة خلال الأشهر الماضية
وشهدت تلك المنطقة، المستهدفة من قبل الراغبين في التسلل إلى الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا، عددا من الوفيات في صفوف المهاجرين خلال الأشهر الأخيرة. ففي آذار/مارس الماضي، صدم قطار مهاجرا سودانيا يبلغ من العمر 25 عاما أثناء سيره على طول خط السكة الحديدية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، وقع حادث مماثل تمثّل بدهس قطار لمجموعة من أربعة مهاجرين، مما تسبب في مقتل أحدهم وإصابة آخر بجراح خطيرة واثنين بجروح طفيفة.
وفي كانون الثاني/يناير، قُتل سوداني آخر يبلغ من العمر 18 عاما في تلك المنطقة بعد أن سقط تحت عجلات شاحنة كان يحاول الصعود على متنها. وقبل تلك الحادثة بشهر، توفي مراهق سوداني يبلغ من العمر 16 عاما في المنطقة نفسها وفي ظروف مشابهة.
“أفضل الموت على البقاء هنا”
مارغريت كومبس ، منسقة الفرع المحلي لجمعية يوتوبيا 56، قالت لفرانس برس إن “الانتحار المحتمل” لهذا المهاجر “هو الأول من نوعه… مأساة كان من الممكن بالتأكيد تجنبها لو تم تطبيق سياسة ترحيب غير مشروطة وجديرة في فرنسا”.
وتابعت قائلة “الحدث يكشف مدى يأس المهاجرين”، في إشارة إلى “العديد من الأشخاص” المتواجدين في المخيمات والذين يعانون من “مشاكل نفسية أو صحية أو إدمان”.
وذكّرت أيضا بـ”المجازفة الخطيرة” التي يقوم بها المهاجرون الذين يحاولون العبور إلى الضفة البريطانية عبر المانش. “يقول البعض إنهم سيحاولون (الوصول لبريطانيا) بغض النظر عن الطريقة. يتحدثون عن الظروف المعيشية الصعبة هنا. بعضهم يقول ‘أفضل الموت على البقاء هنا‘”، معربة عن أسفها لتلك الأوضاع وانتقادها للسلطات التي “لا تفعل شيئا”.
أما بيير روك، المنسق المحلي لمنظمة “أويسرج دو ميغران” فقال “إنه أمر محزن للغاية. حدث ذلك بالقرب من مخيم حيث لا يملك الناس خيارات حقيقية، وما زالوا يحاولون العبور إلى إنكلترا بمفردهم على متن شاحنات”.
مهاجر نيوز