جنوب فرنسا: إغلاق قضية مقتل ثلاثة جزائريين بعد أن صدمهم قطار
أعلن مكتب المدعي العام في بايون، جنوب فرنسا، أمس الخميس، إلغاء التحقيق الذي فتح في قضية “القتل غير العمد”، التي راح ضحيتها ثلاثة مهاجرين جزائريين، بعد تعرضهم للدهس من قبل قطار في سيبور بإقليم الباسك، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. تم تقديم شكوى ضد مجهول وسط شكوك حول تورطه في تعريض الضحايا لمواد سامة.
بعد أشهر من حادثة مقتل ثلاثة مهاجريين جزائريين، في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2021، إثر اصطدام قطار بهم في سيبور، جنوب فرنسا، وبينما كانت عائلاتهم تنتظر أجوبة حول أسباب الوفاة وإذا ما كانوا ضحايا جريمة “قتل غير عمد”، أعلن مكتب المدعي العام في بايون يوم الخميس 21 أبريل/نيسان، لوكالة الأنباء الفرنسية، أن التحقيق الذي فتح بتهمة “القتل غير العمد” قد رفض.
وقعت المأساة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الفرنسية الإسبانية، حيث تبعت مجموعة من أربعة رجال جزائريين خط السكة الحديد سيرا على الأقدام هربا من تفتيش الشرطة المحتمل. كان المهاجرون قد ساروا على السكة قبل محطة “سان جان دي لوز” بقليل، وهناك، صدمهم قطار (TER) فلقي ثلاثة حتفهم وأصيب رابع بجروح خطيرة.
وقدم الناجي، حاله كحال أقارب اثنين من القتلى وثلاث جمعيات وطنية لمساعدة المهاجرين، شكوى ضد مجهول، في كانون الأول/ديسمبر الماضي. حيث اتهموا رجلا خامسا كان حاضرا في ذلك الوقت بوضع “مواد ضارة” في مشروبات الضحايا.
لكن تحليلات السموم التي أجريت على جثث المتوفين والمصاب، لم تثبت ابتلاع منتجات سامة أو ضارة، حسبما قال المدعي العام جيروم بورييه، مؤكداً المعلومات الواردة من قناة “بي أف أم” الإخبارية. وقال “لا يوجد عنصر من عناصر التحقيق الجنائي يشير إلى تسمم”.
الجمعيات المرتبطة بالشكوى
الرجل الخامس، الذي وصفه الناجي بأنه “المهرب”، كان قد فر من مكان الحادث، قبل أن يتم القبض عليه بعد يومين. وقد أوضح للمحققين أنه “استيقظ قبل الآخرين، وذهب بعيداً للقيام بتمارين بدنية للإحماء. وبعد ذلك أصيب بالذعر عندما اصطدم القطار برفاقه”، وذلك وفقا لما نقلته إذاعة “فرانس بلو” حينها. وكان الرجل معروفا بارتكاب عملية سطو حوكم بسببها قبل بضعة أشهر، لكن في نهاية الأمر لم تتم إدانته.
وقد انضمت ثلاث جمعيات لمساعدة المهاجرين إلى الشكوى المقدمة ضد مجهول، على أمل الاعتراف بمسؤولية الدولة في هذه المأساة. قالت لوري بالون، مديرة منظمة “Anafé”، في مقابلة مع مهاجر نيوز في كانون الأول/ديسمبر 2021، إن “سياسات الهجرة لها عواقب وخيمة على حياة الناس. وهذه الحادثة مرتبطة بسياسات الهجرة، لذلك يبدو من المهم لنا أن نذهب إلى أبعد من ذلك لتحديد المسؤولين”.
سلطت مأساة سيبور الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون للوصول إلى فرنسا قادمين من إسبانيا، مرورا بمنطقة الباسك. للهروب من مراقبة الشرطة في المنطقة، يحاول المهاجرون الوصول إلى فرنسا باتباع خط السكة الحديد أو السباحة عبر نهر بيداسوا، بين مدينتي إيرون الإسبانية وبلدة هينداي الفرنسية على سبيل المثال.
لكن ذلك يعرضهم إلى مخاطر مميتة، إذ غرق بالفعل العديد من الأشخاص في بيداسوا وهم يحاولون العبور. وأوضح أنيتزي أغيري، العضو في الجمعية الإسبانية “إيرونجو هاريرا ساريا”، قائلاً “بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين عبروا الصحراء والبحر في ظروف فوضوية، فإن العبور بين ضفتي النهر يبدو أمرا هيناً. ومع ذلك، فإنه لا يقل خطورة عما عاشوه مسبقاً”.
مهاجر نيوز