رحب الاوكرانييـن وجدد رفضه لهجرة العـرب.. زمـور يتهم الجالية المسلمة بإحـداث الفوضـى وإفقـار فـرنسـا
تحدث المرشح اليميني المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية، إيريك زمور، عن تصور جديد بشأن موقفه من الهجرة، عبّر فيه عن موافقته على هجرة انتقائية إلى فرنسا تقوم على أساس العرق والدين، يقصى منها العرب والمسلمين، وبرر هذا التمييز العنصري بالاعتبارات المتعلقة بالهوية والعادات والتقاليد، في أحدث “خرجة” بهلوانية لهذا السياسي الذي ينحدر من أسرة هاجرت من الجزائر وتنكرت لها.
وقال زمور في مقابلة مع قناة “بي آف آم تي في” الفرنسية: “أعتقد أن الهجرة أدت إلى إحداث فوضى في فرنسا وأفقرتها، وبالتالي لا أريد أن أجعل الوضع أسوأ مما هو عليه اليوم”. وأضاف: “أعلم أن الأوكرانيين شعب أوروبي مسيحي، وهم بالتالي أقرب إلينا كثيراً نحن الشعب الفرنسي من موجات الهجرة القادمة من الدول العربية والإسلامية أو الشرق أوسطية”.
وكان زمور يتحدث عن أزمة اللاجئين الأوكرانيين الفارين من القتال، وموقفه من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وقد رافع من أجل مساعدة الفارين من الحرب على الاستقرار في الدولة المجاورة بولونيا، وفرنسا إذا تطلب الأمر، في موقف أبان عن عنصرية حقيرة يصعب تقبلها.
ومعروف عن هذا المرشح اليميني المتطرف، أنه يعادي المهاجرين العرب والمسلمين في فرنسا، وبالخصوص الجزائريين، وقد وقعت له معهم صدامات في باريس قبل أسابيع، بينما كان زمور يحضر لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في أفريل المقبل.
وسُئل زمور الذي يتقاسم مع مرشحة أخرى متطرفة، هي مارين لوبان، موقف معاداة الجزائريين والمهاجرين العرب والمسلمين بصفة عامة، عن خلفية عدم اعتراضه على هجرة المسيحيين والبيض، ورفضه هجرة العرب والمسلمين، فلم يعترض وراح يبرر ذلك بالاعتبارات المتمثلة في الاندماج في المجتمع الفرنسي بالقول: “المعاناة هي نفسها، كلهم بشر، والإنسانية هي نفسها. ما أقوله بعد ذلك هو كيف ندمجهم. الجميع فهم اليوم أن هجرة العرب والمسلمين بعيدة عنا كثيراً، وأصبح من الصعب أكثر فأكثر استيعابهم وإدماجهم”.
ويقوم برنامج زمور الانتخابي في شقه المتعلق بالجانب الاجتماعي، على أحادية العرق والدين في المجتمع الفرنسي، فيما يرفض التنوع الذي يؤكد عليه دستور هذا البلد الذي يتخذ من قيم الحرية والعدالة والمساواة، ثالوثا للجمهورية منذ أزيد من قرنين من الزمان.
ويمضي زمور محاولا تبرير عنصريته: “أعلم جيداً أن هجرة الأوكرانيين لن تطرح مشاكل كثيرة فيما يتعلق بـ”الاستيعاب الثقافي”، وبالتالي الاندماج في المجتمع الفرنسي”، وهو المشجب الذي عادة ما يعلق عليه المرشح اليميني موقفه المعادي للمهاجرين من خلفيات دينية وعرقية غير تلك التي كانت تطبع المجتمع الفرنسي قبل قرون بعيدة.
ويهندس المرشح المتطرف برنامجه الانتخابي على مشاعر معاداة الجالية المسلمة والجزائرية في فرنسا على وجه الخصوص، وتجدر الإشارة هنا إلى مشروعه المثير للجدل، والذي وعد بتجسيده في حال أوصله الفرنسيون إلى قصر الإيليزي، وهو تغيير أسماء المسلمين ومنع أبناء الجالية المسلمة من تسمية أبنائهم بـ”محمد” باعتباره رمزا للدين الإسلامي.