أكاديميون عرب يناقشون مستقبل العلاقات العربية الإيرانية
في ظل الظروف المريرة والقاهرة التي تمر فيها المنطقة العربية منذ عقود ، وخاصة بعد الإحتلالين الأميركي -الإيراني للعراق عام 2003 [الذي كان يشكل السياج الآمن للأمة العربية]، وما تبعه من توغل إيراني سافر في سوريا واليمن ولبنان، من خلال ميليشياتها التي عاثت خراباُ ودماراً وقتلاُ .. وقبلها بعقود احتلال الأحواز العربية . هذا التوغل والهيمنة وسلب الحقوق، قلب موازين القوى وانتج علاقات غير متوزانة بين إيران والمنظومة العربية، حيث باتت نقاط الخلاف اكبر بكثير من نقاط الإلتقاء على خلفية سياسة إيران التوسيعة والعدوانية، الضاربة بعرض الحائط كل المواثيق الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول القائمة على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها…
ولمناقشة مستقبل هذه العلاقات وتداعياتها ، أقامت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية ندوة حوارية عربية بريطانية، شارك فيها السيد جراهام وليمسون، عضو مجلس العموم البريطاني السابق، بتاريخ 19 كانون أول/ديسمبر 2021 ، وبالتعاون مع:
المركز الأحوازي لحقوق الانسان
مركز الخليج للدراسات الايرانية
مركز الخليج للدراسات الإيرانية في القاهرة
مركز ديمومة للدراسات والبحوث في المملكة العربية السعودية
مركز حقي لدعم الحقوق والحريات بجنيف
المجلس العربي للأكاديميين والكفاءات
اتحاد الجامعات الأفرو أسيوية،
وإتحاد النخب والاكاديمين العراقين
علاوة على مشاركة جهات إعلامية متمثلة في صحيفة وجهات نظر ، يورو تايمز، الكاردينا، الاندبندت، ، إيران بوست، كما شرّف حضور الندوة مشكوراً عضو مجلس العموم البريطاني السيد غراهام ويليامسون، العضو التنفيذي في الحزب الوطني الليبرالي والدكتور تركي القبلان، نائب رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية في المملكة العربية السعودية . وقد أدار الندوة بنجاح ومن اليمن الاستاذة ليزا البدوي من اليمن، وهي امين عام ركز حقي لدعم الحقوق والحريات بجنيف مع زميلاها الاستاذ رضا أبو صفوان الأحوازي. وشارك في حوار الندوة نخبة من المختصين بالشان العربي الإيراني، للذوات المدرجة أسمائهم ادناه:..
الأستاذة سميرة الحوري
الإعلامية والناشطة الحقوقية اليمنيةتحدثت عن الانتهاكات المرعبة والخطيرة التي ترتبكها ميليشيا الحوثي بحق أبناء اليمن والتي طالتها شخصياً عبر اعتقالها في سجن سري وتعرضها لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، كما روت عن العديد من الفتيات اللاتي انتحرن، او أجهضن جنينها، ومنهن من اغتصبت، ومنهن من أُجبرت على جهاد النكاح.
البروفيسور عبد السلام الطائي
عرض في ورقته الموسومة: “العراق [غنيمة حرب] في عرف إيران “، سلوك إيران العدواني والإجرامي الإنتقامي عبر تصفية الكفاءات العراقية مسلطا الضوء على الإانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان من قِبل إيران في كل من العراق وسوريا واليمن ولبنان والأحواز العربية، ناهيكم عن عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي المذهبي والتهجير القسري، الذي يعد جريمة حرب ضد الإنسانيةوفق نظام روما الأساسي -١٩٩٨، ومازال ذلك دون أي رادع دولي، و تطرق البروفيسور الطائي، الى ارتفاع نسبة البطالة والفقر ، بموجب احصائيات حكومة العراق، لعام 2020 حيث أعلنت ان نسبة البطالة والفقر بالمناطق الشيعية فقط، بلغ من 70% الى 77% .ونتيجة لانتهاك كرامة الانسان والفقر والبطالة، انتفض شباب العراق بالمناطق الشيعية ضد ايران وحكومتها ببغداد عام 2019 والتي سبقتها بالمناطق السنية كالانبار وبغداد والموصل وديالي وصلاح لدين والحويجة بكركوك.
كما حدد الدكتور الطائي الأهداف الجيوسياسية الاقليمية والدولية لإيران عبر خلق جدار ديموغرافي بين طهران، بغداد، دمشق وبيروت وصنعاء ، والتواجد على المدن الحدودية بهدف تهديد دول الجوار كالمملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان . وحسب قراءة الدكتور الطائي لمستقبل العلاقات العربية الإيرانية، فأنه يرى أن هناك تخادم استراتيجي بين إيران، وأميركا وإسرائيل حول تمدير الاقتصاد، الصناعة، النفط، الكهباء التعليم ، القضاء وغيرها، لجعل العراق والاحواز الغنيتان بالنفط والغاز عبارة عن ATM”صراف الي” لتمويل ايران ولافشال العقوبات الاقتصادية عليها. وان نقاط الخلاف بين أمريكا وايران واسرائيل يتحور حول مناطق النفوذ لخارطة الشرق الأوسط الجديد. ودعا الطائي إلى اعتبار الميلشيات الموالية لإيران قوات احتلال، وجعل منافذ النفط والجمارك تحت مراقبة الأمم المتحدة،. كما لخص البروفيسور الطائي، ستراتيجية الخروج من المازق الإيراني باقل الخسائر وبدون إراقة دماء، لا يحتاج الى جيوش بل يحتاج الى عقول المختصين في علوم الاقتصاد والهندسة والسياسة وعلم الاجتماع لاعادة هندسة المجتمع العراقي وغيره ..
السفير العراقي السابق، الدكتور غازي فيصل حسين،
مدير المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية حاليا ، وتحت عنوان العلاقات العربية الإيرانية: “فرص وتحديات الحوار والتعاون والشراكة” تناول موضوع العلاقات العربية – الإيرانية من زاوية تطبيق نظرية ولاية الفقيه في السياسة الخارجية الإيرانية، التي تشكل انتهاكا خطيراً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتبرر التدخل الخطر في الشؤون السيادية لدول االجوار ومختلف دول العالم. كما شرح الأيديولوجية الإسلامية الأممية لإيران القائمة على القدسية . حيث أقامت علاقات اقتصادية وتجارية عالمية مع دول مثل روسيا والصين واليابان، لكي تتحول إلى قوة عسكرية للهيمنة على الخليج العربي والشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وحولت الدعم المفترض للدول النامية إلى إنشاء ميليشيات مسلحة، لتحقيق هيمنتها عبر إثارة أعمال العنف والحروب الأهلية على خلفية دينية ومذهبية، التي تٌعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للدول وتهديد الأمن الاقليمي العالمي.
الوزير السابق المهندس الاستشاري سحبان الفيصل
وزير الكهرباء السابق، تناول في مداخلته العلاقات الاقتصادية الايرانية واعتمد العراق نموذجاً، حيث اعتبر أن إيران اتبعت المركنتيلية (ميول تجارية وربحية دون أي اعتبارات أخرى) في سياساتها الإقتصادية مع العراق لإفقاره إقتصادياً . مشيراً إلى أسباب استهداف قطاع الكهرباء ، بهدف تجفيف السيولة النقدية بالعملة الأجنبية وتخفيض الاحتياطي من العملة الصعبة، وفتح المجال لترويج استيرادات من إيران ذات النوعية الرديئة، عارضاً بالأرقام المبالغ المالية المصروفة لاستيراد الكهرباء. كما أشار كيف جندت إيران الميليشيات لتخريب شبكة الكهرباء العراقية لإبقاء الحاجة لإستيراد الكهرباء حصراً من إيران..
المستشارة الأستاذة نعمت بيان والسيد احمد رسول
عضوا المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الدول الاسكندنافية من القطر البناني، والسيد احمد رسول من القطرالسوري ، عضو المنظمة، تطرقا الى الدور الإيراني في لبنان وسوريا، حيث عرضت تداعيات وومخاطر التدخل الإيراني السافر في الشؤون اللبنانية عبر ميليشيا حزب الله الذي أوصل البلد إلى الإنهيار الشامل عبر تحكمه وقبضه على مجمل مكونات الدولة اللبنانبة. كما تطرقت مع زميلها السوري، إلى الدور الإيراني في سوريا ، تداعياته على المكون العربي السوري. وأكدت الاستاذة نعمت بيان على أن إيران تعتمد على ميليشيا حزب الله الذي يٌعتبر ذراعها الأقوى عسكرياً في المنطقة ، لتغيرات جيوسياسية واستراتيجية في عموم المنطقة العربية.
المستشار صلاح أبو شريف الأحوازي رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية
وأمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية تطرق في مداخلته إلى التناقض بين المشروعين ، العربي والإيراني، حيث يقوم المشروع العربي على البناء وتأمين الاستقرار واالازدهار والسلام والانفتاح على العالم على اسس مبنية على المساواة والاحترام المتبادل، بينما المشروع الإيراني قائم على نشر الرعب والارهاب وحرمان الشعوب غير الفارسية في جغرافية إيران السياسية من أبسط حقوقهم الإنسانية، خاصة في دولة الأحواز العربية المغتصبة من قبل ايران التي تتعرض لأبشع أنواع الظلم والقمع والحرمان وسرقة الثروات، كما تحدث الاستاذ صلاح عن الخطر الإيراني على العمق العربي عبر أذرعه وميليشياته الارهابية ، لذا لا يرى الأستاذ الأحوازي أي مستقبل للعلاقات العربية الإيرانية إذا ما استمرت إيران في اتباع سياسة الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار .
السيد غراهام ويليامسون
عضو مجلس العموم البريطاني والمدير التنفيذي في الحزب الوطني الليبرالي، تناولت النظام الإيراني الثيوقراطي الذي يعمل على تدمير الدول العربية من خلال الميليشيالت التي أنشأها في بعض الدول العربية. كما أشار إلى التخوف الغربي من مشروع إيران النووي. كما تطرق السيد وليامسون إلى الشعوب غير الفارسية التي تتطلع إلى الحرية والاستقلال، وكيف تعمل إبران على إسكاتهم بالقوة، واعتبر إن إبران لا يمكن أن تعلن امبراطورينها لطالما هناك شعوب تناضل لنيل حريتها واستقلالها. وإن الحكومة الدينية الإيرانية لا تعرف حدود لتدخلها في شؤون دول الجوار. وإن أية مفاوضات لن تُوقف مشروع إبران النووي. وحول نظرة الغرب إيران، يقول السيد وليامسون أن الغرب الذي صنف إبران بالدولة الراعية للإرهاب، لا يعارض تغيير النظام، كما دعا السيد وليامسون في مداخلته العرب للتعاون والتكاتف اليوم اكثر من أي وقت آخر نظراً للمخاطر التي تحيط بهم، خاصة إن النظام الإيراني هو نظام أصولي ويعمل على تدمير هذه البلدان على كافة الصعد.
الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور سعد عثمان
تناول في مداخلته حال الإقتصاد العراقي بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وعن ماذا حصل للاقتصاد العراقى بعد الاحتلال من أجل إحلال العدالة والديمقراطية؟
حيث اشار البرفسور سعد الى اعتماد ٣ معايير للحكم على الاداء بعد الاحتلال ونتائجها. وختتم البرفسور سعد، قائلا: أهذه الديمقراطية التى جلبتها لنا أمريكا، 8مليون مهجر، ٤٠ .% بطالة و٤٩%امية ومليون ٣٠٠ قتيل والعراق المرتبة الثانية بالفساد وعدم الامان
شارحاً النتائج الذي المّت بالإقتصاد العراقي، حيث ركز على ثلاثة محاور: النمو الاقتصادي، معدل التضخم والبطالة. شارحا كيف هدرت حكومات الأحزاب السياسية عوائد النفط التي قدرّها بـ 1350 مليار دورلا أميركي على مصالحها الخاصة، كما أشار د عثمان على انهيار القطاع الخاص وتدمير القطاعات الانتاجية لحساب الإنتاج الإيراني،إضافة إلى زيادة معدل التضخم والبطالة، وانهيار القطاع الصحي والتعليمي، الذي أخرج العراق عن التصنيفات الدولية.
السيد الحسيني
الذي قدم كلمة الحراك الوطني العراقي لجبهة روابط ثوار العراق، ا أكد دعم الشعوب غير الفارسية المضطهدة والمحتلة من قِبل إيران بتقرير مصيرها وفقاً للشرعية الدولية . واعتبر السيد الحسيني أن المشكلة الأساسية تكمن في طبيعة السياسة الإيرانية التوسعية التي ينتهجها حكام إيران والذين يوظفون الإسلام السياسي كمنهج عمل عدواني توسعي سواء في العراق أو المنطقة العربية. كما تحدث السيد الحسيني عن انتفاضة اكتوبر 2019 وكيف انقضت عليها الميليشيات مما أسفر عن سقوط اكثر من 1000 شهيد والآلاف من الجرحى والمعاقين. وأهاب السيد الحسيني بكافة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في العالم بالوقوف إلى جانب الشعب العراقي ومع شعوب لبنان وسوريا واليمن للتخلص من الهيمنة الإيرانية.
الدكتورة حنان عبداللطيف
المدير الاقليمي مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الاتسان – اوربا تطرقت لانتهاكات حقوق النسان منذ عام 2003 الخاصة بتجنيد الأطفال في القتال خلافا للاتفاقات الدولية، وعمليات اغتصاب النساء، والمخدرات التي شاعت بين الأطفال، وعن عدد الارامل واليتامى الذي فاق 6 مليون وغيرها من ظاهر لاقانونية، وقد اعتمدت ورقتها من قبل منظمتنا كوثيقة من وثائق الندوة.
المستشار الدكتور شهاب العزعزي
قدم ورقة عمل حول الآثار المترتبة على التدخل الإيراني في اليمن ، والإنقلاب على مخرجات الحوار الوطني المعتمد من الأمم المتحدة والذي أدى إلى تقسيم اليمن إلى ثلاثة أطراف وثلاث حكومات في ثلاث مناطق لليمن. وأن المجتمع الدولي تعامل مع ميليشيا الحوثي برتبة متساوية مع باقي الأطراف اليمنية حسب د. العزعزي مما عزز من نفوذ إبران في اليمن. كما عرض الآثار المترتبة للتدخل الإيراني على دول مجلس التعاون الخليجي والممرات المائية الدولية.
في ختام الندوة أجاب جراهام ويليمسون، عضو مجلس العموم البريطاني السيد رئيس تحرير وجهات نظر، مصطفى كامل، حول عدم التعامل مع الملف المنووي العراقي بالتفاوض مثلما يحصل مع ايران؟. مسوغا السيد وليمسون ذلك، بالتعامل بحذر شديد مع ايران كي لا يتكرر ذات الخطأ الذي حصل مع العراق.
الأستاذ الدكتور
عبدالسلام الطائي
الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الانسان في الدول الاسكندنافية