روبيرت ملحم: هيمنة إيران في ظل انقسامات العرب
وصل خميني إيران وحاشيته على متن طائرة خاصة قادمة من فرنسا معلنا عن قيام الثورة الاسلامية واسقاط حكم الشاه ومتوعدا بحياة كريمة للشعب الإيراني في ظل حكم إسلامي عادل يحترم حقوق الإنسان تطبيقا للشريعة الاسلامية.
عام واحد من الاستقرار النسبي وبدعم فرنسي واوروبي كبير استطاع خميني ان يشكل حكومة لتيسير شؤون الدولة والحفاظ على الأمن داخليا، بينما شكل لدولة عميقة توازي الدولة نفسها وبجيش يحكم بقبضة من الحديد تحت مسمى ( الحرس الثوري الإيراني ).
ومن أبرز قادة الحرس الثوري الرئيس الإيراني الحالي ( إبراهيم رئيسي ) كان قائدة لفرقة الموت حينها، حيث ارتكب عدد من الجرائم القتل والاعدامات بحق سياسيين معارضين دون تقديمهم للمحاكم.
خاضت إيران حرب لثماني سنوات متتالية مع العراق بدعم دول غربية وإسرائيل، راح ضحيتها ما يقارب 2.5 مليون من الطرفين ما بين قتلة، جرحة ومفقودين وعدد كبير من الأسرى لكلا البلدين واختلفت الاعداد فيما بينهم.
إيران الخميني استخدمت سلاح المذهب والطائفية ( الشيعة ) في بدء مشروع توسع منهاج الثورة الاسلامية وتصديرها للعالم العربي واستطاعت بشكل كبير وسريع من استقطاب قادة العرب الشيعة ومن ظمنها المراجع الدينية ذات التاثير الكبير في الحياة الاجتماعية والسياسية، وهكذا استطاعت إيران من استقطاب اغلب شيعة المنطقة في كل من العراق، البحرين، سوريا، لبنان واليمن.
في حينها كانت الدول الغربية منشغلة في انقساماتها الداخلية على خلفية الموارد الطبيعية والتجارة الحرة وعدم استقرار الداخلي لبعض الدول من جهة، وبين الولايات المتحدة وروسيا والصين من جهة اخرى، هذه الانقسامات جعلت من العالم اكثر انشغالا وفرض قوته وهيمنته للاطراف المتصارعة فيما بينها وغض النظر عن إيران بشكل شبه تام مما استغل الخميني هذا كله معلنا عن توسيع منهاج الثورة وبشكل سريع لخلق حالة من عدم الاستقرار في العالم العربي.
العالم العربي وصراعاته المذهبية الإقليمية وفرض سيطرة حكمه على شعوب المنطقة من جهة والصراعات التجارية النفطية من جهة اخرى لجر العالم الغربي إلى جانبه لضمان تصدير للثروة النفطية والحصول على عملاء دائميين وتجارة مربحة اللامتناهية خلق فجوة وانقسامات كبيرة فيما بينهم مما اوصل دول المنطقة بالوقوف إلى جانب دول ضد اخرى والإعلان عن العداء فيما بينهم وتأييد جهة على حساب اخرى وآخرها اجتياح الكويت من قبل النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين.
جميع المقالات تعبر عن رأي كتابها ولا تمثل بالضرورة يورو تايمز