إغلاق مطار لاس بالماس الإسباني بسبب رماد البركان (صور)
لاس بالماس (إسبانيا): «الشرق الأوسط أونلاين»
أدى تساقط الرماد المنبعث من بركان كومبري فييخا إلى إغلاق مطار جزيرة لاس بالماس الإسبانية مجدداً، اليوم (الخميس)، بينما ما زالت حمم تنبعث بلا توقف في اليوم التاسع عشر من ثورانه.
وقالت ناطقة باسم الشركة المشغلة للمطارات الإسبانية إن «المطار لم يعد يعمل في الوقت الراهن». وأضافت أنه يجب «القيام بتنظيف الرماد» الذي تجمع على المدرجات قبل التمكن من إعادة فتحه. وتابعت أن إغلاق المطار للمرة الثانية منذ أن بدأ ثوران البركان في 19 سبتمبر (أيلول) يفترض أن يستمر «طوال النهار مبدئياً»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وصرّح متحدث باسم المعهد البركاني لجزر الكناري أن البركان ينفث «الكثير من الرماد» الذي يسقط على المطار لأن الرياح «غيّرت اتجاهها».
وحذرت شركة الطيران «بينتر» منذ مساء (الأربعاء) من أنها ستلغي رحلات. وقالت في تغريدة: «غداً السابع من أكتوبر (تشرين الأول) سيتم إلغاء كل رحلاتنا مع لاس بالماس»، موضحة أن «هذا التعليق سيستمر إلى حين تحسن الأحوال وإلى أن نتمكن من الطيران مجدداً بأمان».
وأصدرت منافستها «كناري فلاي» إعلاناً مماثلاً. وكتبت على «تويتر» أيضاً أنها تعلق بشكل مؤقت كل رحلاتها من وإلى لاس بالماس.
بعد أسبوعين ونصف الأسبوع من ثوران البركان في هذه الجزيرة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 85 ألف نسمة في أرخبيل الكناري الواقع غرب الساحل الأفريقي، لم يتوقف تدفق الحمم البركانية ولا مؤشرات إلى نهاية ثورانه الأول منذ خمسين عاماً، حسب العلماء.
وذكر صحافي من وكالة الصحافة الفرنسية في المكان أنه ما زال من الممكن رؤية تدفق الحمم المتوهجة المتدفقة من البركان لأميال طوال ليل الأربعاء – الخميس.
وظهرت في صور نشرها المعهد الإسباني للجيولوجيا والتعدين صباح (الخميس)، سحابة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد من فوهة كومبري فييخا.
ولم يسبب الانفجار البركاني سقوط قتلى أو جرحى، لكن في المجموع أدى إلى إجلاء أكثر من ستة آلاف شخص خسر بعضهم كل شيء تحت الحمم البركانية.
واجتاحت هذه الحمم جزءاً من الجزيرة، ودمرت أكثر من ألف مبنى وباتت تغطي 422 هكتاراً، حسب السلطات.
وقطعت الحمم البركانية التي تجاوزت درجة حرارتها الألف مئوية، أكثر من ستة كيلومترات وجرفت كل شيء في طريقها، قبل أن تصب في المحيط الأطلسي، حيث تجمدت عند ملامستها للماء وأحدثت أرضاً متقدمة مساحتها نحو 39 هكتاراً فوق البحر، كما ورد في أحدث بيانات المعهد نفسه.
وخلال مائة عام، لم تشهد الجزيرة سوى ثوران بركانين هما سان خوان في 1949 وتينيغويا في 1971. وقد قضى فيهما ثلاثة أشخاص، اثنان منهما بسبب استنشاق الغاز، لكنهما تسببا بأضرار أقل لأن عدد سكان الجزيرة كان أقل بكثير حينذاك.
وتعتمد الجزيرة بشكل كبير على زراعة الموز موردها الرئيسي مع السياحة. وهي قلقة جداً بشأن تأثير ثوران هذا البركان على القطاع الزراعي، الذي يشغل 10 في المائة من مساحة 70 ألف هكتار من الجزيرة.