الخلايا والأجسام المضادة.. ما الحقيقة بشأن “مناعة كورونا”؟
كشفت دراسة حديثة عن أن مستويات الأجسام المضادة لدى المتعافين من فيروس كورونا المستجد انخفضت بحدة، بعد عدة أسابيع من شفائهم، الأمر الذي يثير الشكوك بشأن فترة المناعة من المرض الناتج عن الإصابة بالفيروس.
وأفادت الدراسة، التي أجراها باحثون من كلية طب جامعة تشونغتشينغ في الصين، ونشرت في دورية "نيتشر ميدسن"، أن الجهاز المناعي للمصابين يخلّق أجساماً مضادة بسرعة كبيرة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لكنها تنخفض مع مرور الوقت، سواء مع الأشخاص الذين تظهر عليه أعراض الإصابة، أو ممن لم تظهر عليهم الأعراض.
ووجدت الدراسة، التي شملت 37 مريضا، ظهرت عليهم أعراض المرض و37 مريضا من دون أعراض، أن مستويات الأجسام المضادة انخفضت بشدة خلال شهرين إلى 3 أشهر لدى أكثر من 90 بالمئة ممن جاءت نتائج تحاليلهم إيجابية لنوع أساسي من الأجسام المضادة يفرزه الجسم بعد الإصابة ويعرف باسم (آي.جي.جي).
وبلغ متوسط نسبة الانخفاض أكثر من 70 بالمئة للمرضى سواء بأعراض أو من دون.
وقال جين دونغ-يان، أستاذ علوم الفيروسات بجامعة هونغ كونغ إن هذه الدراسة لا تنفي احتمال أن توفر أجزاء أخرى من جهاز المناعة الحماية.
وأضاف أن بعض الخلايا تحفظ كيفية التعامل مع الفيروس عندما يصيبها أول مرة، ويمكنها شحذ أساليب حماية فعالة إذا ما تعرضت لإصابة ثانية. وما زال العلماء يحققون فيما إذا كانت هذه الآلية تعمل مع فيروس كورونا المستجد.
ويسلط البحث الضوء على مخاطر استخدام ما يطلق عليه اسم "جوازات المناعة" من كوفيد-19، ويدعم اتباع توصيات الصحة العامة مثل التباعد الاجتماعي وعزل الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وتبحث سلطات الصحة في بعض الدول مثل ألمانيا البعد الأخلاقي لمن تأتي نتائج فحوص الأجسام المضادة لديهم إيجابية والسماح لهم بالتحرك بحرية أكبر من غيرهم كالعودة إلى العمل والسفر، على افتراض أنهم اكتسبوا مناعة ضد الفيروس.
Sky news