أخبار

80 لقاحاً قيد التطوير على مستوى العالم

أفاد خبراء «إقليم شرق المتوسط» بمنظمة «الصحة العالمية» دولَ الإقليمِ (21 دولة) بأن هناك أكثر من 80 لقاحاً قيد التطوير على مستوى العالم، بما في ذلك 6 لقاحات قيد التقييم السريري، محذرين من تخفيف القيود التي تم فرضها لاحتواء جائحة فيروس «كوفيد – 19»، المتمثلة في بعض الإجراءات مثل حظر التجول وإغلاق المطارات، دون أن تكون لديها دراسة متأنية.

وخلال مؤتمر صحافي، عقد ظهر أمس، بمقر إدارة الإقليم في القاهرة، وتلقت خلاله المنظمة أسئلة الصحافيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، قالت د. داليا سمهوري، مديرة برنامج التأهب واللوائح الصحية الدولية: «قبل اتخاذ هذا القرار الصعب، يجب أن تكون الدولة على يقين من قدرة نظامها الصحي على استيعاب حالات الإصابة المتوقعة عند تخفيف القيود، كما يجب أن يكون هناك تحديد للمجموعات الأكثر عرضة للخطر، وتكثيف التوعية بين هذه المجموعات للالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي».

وشدد د. ريشتارد برينان، مدير الطوارئ الإقليمي بالمنظمة، على أن المنظمة «تدرك حاجة الدول إلى التقليل من التبعات الاقتصادية للجائحة عبر تخفيف القيود»، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى «ضرورة أن يكون هذا التخفيف تدريجياً، وأن يكون مصحوباً بمراقبة مستمرة للأوضاع، قد تدفع الدول إذا استشعرت الخطورة إلى العودة مجدداً إلى التشدد في فرض القيود».

وفي إشارة إلى القرار الأميركي بتعليق التمويل للمنظمة، قال د. أحمد المنظري، المدير الإقليمي للمنظمة في كلمته الافتتاحية خلال المؤتمر، إن «الوقت الحالي ليس وقت السياسة والاتهامات وعدم الثقة»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن النجاح في مواجهة الجائحة إلا بالعمل معاً، بلداناً ومنظمات إنسانية ومجتمعات وأفراداً».

وتلقى المنظري أكثر من سؤال حول مبررات القرار الأميركي ومدى تأثيره على أعمالهم، وقال إن «المنظمة لم تقصر في عملها، وتعاملت مع مشكلة الفيروس منذ اليوم الأول لظهوره، ووجّهت النصح لجميع الدول».

ومع اعترافه بأهمية التمويل الأميركي، الذي وصفه بـ«الداعم الأكبر» للمنظمة، إلا أنه شدد على أن التعامل مع مشكلة تعليقه يتم عبر مسارين، الأول هو التواصل مع الداعمين الآخرين لضمان عدم تأثر أعمال المنظمة بهذا القرار، والثاني هو التواصل مع الإدارة الأميركية من أجل اتخاذ قرار جديد بهذا الصدد.

وبشأن العقار الذي بات يوصف بـ«دواء ترمب»، تلقى خبراء المنظمة أكثر من سؤال حول دواء الملاريا الذي روج له الرئيس الأميركي كعلاج للفيروس، وقال مدير الطوارئ الصحية بالمنظمة: «ليس لدينا أي دليل علمي مؤكد على فاعلية أدوية الملاريا (الكلوركوين)، و(هيدروكسي كلوروكوين)»، وقال: «نحن ندير شبكة عالمية لاختبارات الأدوية الخاصة بالفيروس، ولدينا الآن 4 عقاقير قيد الاختبار، وسوف تظهر نتائج هذه الاختبارات في غضون أسابيع».

 

وحول ما يروج أيضاً لفاعلية بعض اللقاحات القديمة في التحصين ضد الفيروس، ومنها لقاح السل، قال برينان: «لا توجد أدلة علمية نستند إليها للقول إنه فعال في التحصين ضد الفيروس»، مشيراً إلى وجود «أكثر من 80 لقاحاً قيد التطوير على مستوى العالم، بما في ذلك 6 لقاحات قيد التقييم السريري».

وحول الوضع في الدول التي تشهد صراعات في المنطقة، قال المدير الإقليمي للمنظمة إن عقوداً وسنوات من النزاع خلَّفت نُظُماً صحية ضعيفة في تلك البلدان، ونقصاً في عدد العاملين الصحيين، ومحدودية الحصول على خدمات الرعاية الطبية الأساسية.

وأشار برينان إلى أن الانقسام السياسي بهذه الدول أدى إلى محدودية وصول الخدمات الإنسانية إلى السكان في بعض المناطق، وظهور تحديات أمام تبادل المعلومات بين الأطراف المسيطرة ومنظمة الصحة العالمية في الوقت المناسب وعلى نحو يتسم بالشفافية.

وتحدث عن حالة كل دولة بمزيد من التفصيل، قائلاً إن الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الحرب والعقوبات المفروضة على سوريا، أدت إلى «بطء في مستويات الاختبار، ما يؤدي إلى التأخير في الكشف عن حالات الإصابة وعزلها وتتبُّع مُخالِطيها». وأضاف: «هذا يعني أنه من المرجح أن يزداد عدد الحالات في الأسابيع المقبلة».

وبشأن ليبيا، قال برينان إن «المنظمة تواجه معوقات للقيام بعملها لحماية الأبرياء من مرض (كوفيد – 19) والمخاطر الصحية الأخرى، بسبب استمرار القتال في مدينة ترهونة، جنوب طرابلس، وتواصل القصف بالقرب من مطار معيتيقة في طرابلس».

ووصف الوضع في اليمن بـ«الكارثي»، وقال إن اليمن به «أسوأ كارثة إنسانية في العالم؛ حيث يعتمد أكثر من 13 مليون شخص شهرياً على المساعدات الغذائية، ويحتاج 2.5 مليون طفل دون الخامسة إلى الدعم الغذائي، ويحتاج 8.8 مليون شخص إلى الرعاية الصحية، ما يجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المُعدية، مثل مرض (كوفيد – 19)، بسبب ضعف جهاز المناعة».

وفي السياق ذاته، قال برينان رداً على سؤال حول الانخفاض الشديد في عدد الحالات في إيران، بعد أن كانت عدد الإصابات كثيرة: «توجد أكثر من 90 ألف حالة إصابة معلنة في إيران حتى الآن، وتراجع حالات الإصابة في الفترة الأخيرة يحتاج إلى تفسير، ونحن على اتصال دائم مع السلطات هناك للحصول منهم على تفسير لذلك».

aawsat
زر الذهاب إلى الأعلى