بطرسبرغ تغرق في عالم من الزهور
غرقت الساحات التاريخية الجميلة في مدينة بطرسبرغ بالزهور، ضمن فعاليات «عرض الزهور» الذي استمر 3 أيام، آخرها كان يوم 12 يونيو (حزيران) الذي يصادف احتفال روسيا بعيد «اليوم الوطني». وتميز «عرض الزهور» هذا العام بمستويات عالية من الذوق في تصميم اللوحات والمشاهد الفنية من مختلف أنواع الزهور والورود. ويدرك المشاركون أنه لن يكون من السهل على أي فنان أو مصمم أن يُظهر جمال ما يبدعه من لوحات، إذا قرر عرضها في واحدة من أجمل مدن العالم، مثل مدينة بطرسبرغ، عاصمة روسيا في عهد القياصرة، حيث لا يقتصر الأمر على جمال وعظمة اللوحات الفنية المعروضة في متاحفها التاريخية العالمية، بل ويشمل كذلك تصاميم مبانيها التاريخية، وأزقتها القديمة، وشوارعها الحديثة.
ومع أن «عرض الزهور» أصبح فعالية تقليدية تشهدها سنوياً ساحات وشوارع مدينة بطرسبرغ، فإن لوحات الزهور التي صممها فنانون من مختلف دول العالم، تميزت هذا العام بجمال خاص، وقد يعود السبب في ذلك إلى المزاجية الإيجابية المنتشرة في الأجواء، لا سيما أن أياماً قليلة فقط تفصل المدينة عن استضافة منافسات مونديال «روسيا 2018» لكرة القدم. لذلك كان العيد الكروي العالمي لوحة رئيسية من لوحات العروض هذا العام، إذ قام فنانون بتصميم كرة قدم من الزهور، أطلقوا عليها «كرة المستقبل»، في إشارة إلى المعاني الإنسانية الجميلة والأخلاق والقيم التي تقوم عليها المنافسات الرياضية. وقال فنان شارك في تصميم تلك الكرة، إن العمل انطلق من خلال تقييم تصاميم الكرات التي تم استخدامها في بطولات العالم السابقة، وعلى هذا الأساس «قمنا بتصميم كرة المستقبل كما نتصورها».
وكان القط الشهير «أخيل» مشاركاً رئيسياً في العرض. و«أخيل» هو قط يعيش في متحف الإرميتاج، ضمن تقليد متعارف عليه ومعتمد في ذلك القصر منذ عهد الإمبراطور بطرس الأول، ويعتمد عليه في طرد القوارض لحماية اللوحات الفنية والمخطوطات والوثائق منها. وكان «أخيل» يتربع على واحدة من المنصات المغطاة بالزهور، التي تسير ضمن العرض. ولفتت مشاركته انتباه آلاف المواطنين الذين احتشدوا على جانبي الطريق، وفي الساحة الرئيسية للعرض. ويعود الاهتمام المتزايد بشخصية هذا القط، كونه مرشحاً لتوقع نتائج المنافسات في كرة القدم خلال المونديال، وسيقوم في 13 يونيو بتوقع نتائج المباراة الافتتاحية للمونديال، بين المنتخبين الروسي والسعودي.
وإلى جانب العرس الكروي، قدم الفنانون لوحات أخرى تبدو أقرب إلى تحضيرات لحفل زفاف ملكي. وشارك نحو 150 فناناً من روسيا ومولدافيا وإستونيا وبولندا وليتوانيا ولاتفيا وبيلاروس وهولندا، في تصميم لوحات من الزهور، بعضها على ألواح خاصة، والبعض الآخر على شكل منصات احتفالية، تجوب شوارع المدينة، وإلى جانب كل واحدة من تلك اللوحات انتشرت جميلات من روسيا، ترتدين فساتين تغطيها الزهور بأسلوب فني رائع، ومعهن أصبح مشهد العرض أقرب إلى «كرنفال» في قصر ملكي عشية حفل زفاف. وكان واضحاً أن الفنانين وإن اعتمدوا في تصميم تلك الفساتين على الزهور بصورة خاصة، فإنهم كانوا حريصين على مراعاة التقاليد المتعارف عليها في تصميم أزياء الحفلات الراقصة التي عرفتها قصور بطرسبرغ في عهد القياصرة.