ما علاقة الوسم النازي بموت طفل لاجئ سوري؟
هي قصة صبي من سوريا في التاسعة من عمره اسمه مازن، نقلتها صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، ودارت أحداثها في بلد يحاول بشتى الطرق التخلص من بقايا ماض غير مشرف من التطهير العرقي والعنصرية، ابيد خلاله الملايين على يد النازية .
انتقل مازن وعائلته إلى ألمانيا في العام 2015، فارين من وابل القذائف في مدينة إدلب، وعاش في شونبرغ، وهي بلدة صغير في الشمال الألماني يسكنها حوالي 4000 نسمة، حتى صدمه جرار زراعي على طريق البلدة في حادثة نقل على إثرها إلى مستشفى قريب ومات بعدها بثلاثة أيام.
الحادثة حصلت في العشرين من شهر يونيو-حزيران، وبعدها بحوالي اسبوعين شوهد صليب النازية منقوشا في المكان الذي صدم فيه مازن، وقامت السلطات على الفور بإزالة الوسم ليظهر بعدها مجدداً بعشرين يوم، ولكن مرفقا هذه المرة برقم 1.0، وهو ما جعل السلطات تعتقد بوجود صلة بين قضية مقتل مازن ووسوم النازية مكان الحادثة.
يقول وزير الداخلية لورنتس كافيير: "لا توجد حاليا معلومات موثوقة عمّن هم وراء تلك الرسوم على الجدران"، ويضيف كافيير، وهو ينتمي للحزب الديمقراطي المسيحي: "لا يوجد مركز لليمين المتطرف في البلدة. لكننا نحاول في الوقت الحالي معرفة إلى أي مدى يوجد متطرفون يمينيون في المنطقة ".
وعلى بعد أربعين كيلومتر من شونبرغ تتواجد بلدة صغيرة أخرى اسمها "يامل" ويُطلق عليها لقب "القرية النازية" أو "قرية المصائب" وذلك لما يُظهره الأغلبية من سكانها من شعور بالحنين إلى حقبة هتلرية لم يعف عليها الزمن.
فلا يخفى على من يجوب شوارع "يامل" وجود شعارات النازية على جدرانها ورايات الرايخ الثالث في معظم زواياها. حتى أن البعض من سكانها اضطروا لترك البلدة بسبب عدم إظهارهم ميولا نازية ملائمة، وفي عدة حالات أخرى تم احراق بيوتهم.
شعارات النازية وخاصة منها الصليب المعقوف الشهير هي شعارات يحظر القانون استخدامها في ألمانيا كما في بلدان عديدة في أوروبا واستراليا، استخدمه هتلر شعارا لحزبه النازي كدليل على اعتقاده بسمو العرق الآري على بقية الأعراق الأخرى. ويترافق وجوده الحالي مع ظهور موجات النازيين الجدد في أماكن مختلفة حول العالم، وغالباً ما يرفعه البعض من مؤيدي الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا والولايات المتحدة .
وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن وزارة الداخلية، ارتفع عدد النازيين الجدد في ألمانيا بشكل طفيف في العام 2017. ليصبح 6000 شخص، ووفقا لنفس المصدر فإن العنف الصادر عن اليمين المتطرف قد شهد تراجعا طفيفا، ولكن يضيف التقرير أن هناك عدد أقل من المساكن المخصصة لطالبي اللجوء من ذي قبل في تلك المناطق. وبالرغم من ذلك فقد ظلت تلك المساكن هدفا رئيسيا للمجرمين من أقصى اليمين.
في مكان الحادثة في بلدة شونبرغ قام أطفال بتغطية صليب النازية المعقوف بالزهور والشموع ورسموا قلوباً، ليبق السؤال هل سيشهد أولئك الأطفال يوما تختفي فيه النازية بكل ما تحمله من كراهية وعنصرية مقيتة أم أنها ستعود لتستعر من جمر لم تخمد نيرانه بعد؟
يورو نيوز