طبيب يثير الجدل واستياء لاجئين سوريين لانتقادهم في مقال نشرته صحيفة ألمانية
أثار مقال نشره طبيب سوري في صحيفة ألمانية الجدل بين اللاجئين السوريين لا سيما بعدما عبر عن خجله من جحود كثير من اللاجئين إزاء ما يلاقونه من ميزات في ألمانيا. كما انتقد في مقاله عدم تعلم لاجئين للغة والاندماج في المجتمع. موقع مهاجر نيوز أجرى معه حوارا حول الموضوع ودواقعه لنشر هذا المقال.
نشر الطبيب السوري مجد عبود مقالا في صحيفة زاربروكر تسايتونغ الالمانيه انتقد فيه تصرفات بعض اللاجئين السوريين و"نكرانهم للجميل" وعبر عن خجله وشعوره بالاحراج بسبب ذلك واضطراره للاعتذار عن أفعالهم أمام الآخرين، بحسب ما جاء في مقاله الذي قال إنه يعبر عن رأيه الشخصي. وقال عبود في المقال "على الرغم من كل الجهود المبذولة، فإن العديد من اللاجئين لم يرتقوا إلى مستوى التوقعات خاصة في مسألة اللغة والاندماج". المقال أثار الجدل بين اللاجئين واستياء بعضهم من موقفه المنتقد لتلك التصرفات التي يراها "مخجلة". موقع مهاجر نيوز أجرى حوارا معه حول أسباب ودوافع كتابته لهذا المقال.
ما هي الأسباب التي دعتك لكتابة هذا الموضوع وما سر توقيته حاليا؟
قد يكون الجواب هو التساؤل، لماذا لا أكتب مثل هذا المقال، والتوقيت هو أن لغتي الألمانية باتت أفضل وأستطيع الآن التعبير بشكل أفضل عن مشاهداتي بهذا الخصوص. هذه الأفكار نتيجة تجارب شخصية في مجال الاندماج تبلورت تدريجيا بناءً على مشاهداتي الشخصية وتجربتي في رحلة اللجوء ومكوثي في نزل اللاجئين ومشاركتي في دورات اللغة والاندماج.
وماذا شاهدت بالتحديد ولماذا اتهمت الكثير من اللاجئين السوريين بالجحود إزاء ما يتلقونه من امتيازات اللجوء؟
كان هناك العديد من المشاهدات التي لم تعجبني، مثلا عدم أخذ بعض اللاجئين السوريين مسألة الاندماج واللغة بشكل جدي، مثلا في دورات الاندماج التي شاركت فيها، لم ينجح إلا ثلاثة أشخاص من أصل عشرين. كذلك كان الأمر في مسألة اللغة، عديدون كانوا يتحججون بأن اللغة صعبة. شاهدت بأم عيني كيف كان بعض اللاجئين يحتجون ويصفون الألمان بالعنصرية والتعصب، إن شرحت لنا المعلمة في "الكورس" بعض الجزئيات المتمثلة بالحياة في ألمانيا. هذه بعض الأسباب التي أثارت حنقي ودفعتني لكتابة هذا المقال.
موضوعك أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض اتهمك بأنك تتجنى على اللاجئين السوريين في ألمانيا؟
أحب أن أوضح هنا بأنني لم أتجنى على السوريين بل العكس هو الصحيح، لقد قلت في مقالي "العديد من السوريين" ولم أقل جميع السوريين، أنا هنا لم أعمم. أنا مقتنع بوجود نجاحات عديدة للاجئين سوريين، وأحببت أن أظهر للألمان أنه ليس جميع السوريين يتصرفون بنفس الطريقة، وأن هناك ناجحين ومجموعة لا بأس بها تقبل الانتقاد، وتريد أن تندمج بشكل أفضل في المجتمع الألماني.
نسخة عن صحيفة زابروكر
كيف كانت ردود الفعل بعد أن نشرت مقالك؟
في الحقيقة وصلتني العديد من الانتقادات، والبعض اتهمني أنني أعمم، إلا أن المثير في الموضوع أن بعض من هاجمني واتهمني بأنني أشوه صورة اللاجئين السوريين كانوا يضعون أعلام تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة بـ "داعش" على صفحاتهم الشخصية، ألا يشوه هذا الأمر صورة اللاجئ السوري؟ أعتقد أن ما قمت به يندرج تحت إطار الحرية الشخصية ويجب أن نكون أكثر تقبلا للنقد.
هناك بعض الانتقادات على الفيسبوك والتي اتهمتك بأنك كطبيب ترفض معالجة اللاجئين؟
هذا الكلام غير صحيح، فأنا أولا، لا أمارس مهنتي كطبيب في ألمانيا بعد، لأنني ما زلت في مرحلة تعلم اللغة. أيضا عندما كنت في نزل اللاجئين حاولت جهدي خدمة العرب والسوريين في الترجمة وذلك لإجادتي اللغة الإنجليزية.
أنت طالبت في مقالك الدولة في ألمانيا باتخاذ مواقف أكثر حزما في تصنيف الراديكاليين والمتعصبين من بين اللاجئين ماذا تقصد بذلك؟
هنالك العديد من الهجمات أو الأحداث المسيئة التي حدثت في ألمانيا، المتسبب بها كانوا عربا أيضا وليس فقط سوريين، أعتقد أن هذه الأمور تسيئ للاجئين بشكل عام. أعتقد أن على ألمانيا ألا تبدي تسامحا بهذا الشأن، كما أعتقد أن على السوريين هنا اتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الأحداث المسيئة، بعض اللاجئين هنا يرفض ذلك، ويقول أنا لست مطالبا بذلك، إلا أنه بالرغم من ذلك فهم مدانون أمام العامة، والاتهامات تطالهم أيضا.
هل هناك رسالة توجهها للسوريين في ألمانيا؟
سأكون سعيدا لو أصبحنا نتقبل الانتقاد الذاتي بشكل أفضل. هذه الانتقادات المراد لها أن نرى عيوبنا كي نتمكن من تخطيها، أيضا أريد أن أؤكد على أهمية الاندماج في المجتمع، والذي يعني فهم أكثر للغة وللنظام الموجود في الدولة واحترامه وعدم الالتفاف حوله مثلما يفعل البعض عندما يعملون بشكل سري مخالفين القانون أو غيره.