الصين سئمت سلوك كيم الوقح…لهذه الأسباب لن تنقذها
لطالما تبنى مسؤولون أمريكيون ما قاله يوماً ماوتسي تونغ حول العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية، من أن البلدين أشبه "بشفتين وأسنان". فبيونغ يانغ تعتمد بشدة على بكين للحصول على الطاقة والغذاء ومعظم تجارتها الهزيلة مع العالم الخارجي. لهذا السبب، سعت إدارات أمريكية متعاقبة لنيل دعم الصين في محاولاتها لنزع سلاح كوريا الشمالية النووي.
تدهور علاقات
وكتبت ماسترو، في مجلة "فورين أفيرز"، أنه خلال السنوات العشرين الماضية، تدهورت العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية من وراء الكواليس، وذلك لأن الصين سئمت من سلوك كوريا الشمالية الوقح، وأعادت تأكيد مصالحها في شبة القارة الكورية.
وبحسب الكاتبة، لم تعد الصين اليوم حريصة على بقاء النظام الكوري الشمالي. وفي حال نشوب حرب، أو انهيار النظام، فإن القوات الصينية سوف تتدخل بدرجة لم تكن متوقعة سابقاً، أي لا لحماية حليف بكين المفترض، بل لضمان مصالحها.
دوافع
وبرأي ماسترو، إن احتمال حدوث فوضى في شبه الجزيرة الكورية، يعني أن الولايات المتحدة بحاجة لتحديث أفكارها بشأن دوافع بكين. إذ في حال حصل تصعيد، يرجح أن تحاول الصين الاستيلاء على مناطق حيوية، من ضمنها مواقع نووية. كما أن الوجود العسكري الواسع النطاق لكل من القوات الأمريكية والصينية في شبه الجزيرة، يزيد مخاطر وقوع حرب بين الصين وأمريكا، وهو ما لا يريده أي طرف. ولكن بالنظر لمدى تدهور علاقات بكين وبيونغ يانغ، وبالنظر لهواجس الصين حيال برنامج كوريا الشمالية النووي، فقد تجد القوتان، أمريكا والصين، أرضية مشتركة بينهما. وبشيء من التفكير المعمق، تستطيع الولايات المتحدة تخفيف خطر وقوع صراع عرضي، وتعزيز المشاركة الصينية للحد من أثمان وقوع حرب كورية ثانية.
تحديث معلومات
وطبقاً للفكرة السائدة، ليست الصين مستعدة للقبول بنزع سلاح كوريا الشمالية النووي لاعتبارات تتعلق بمخاوفها الأمنية. ولكن هذا الرأي يستند إلى ثلاث فرضيات تقول إن الصين وكوريا الشمالية متحالفتان، وأن الصين تخشى زعزعة استقرار شبه الجزيرة ومواجهة مشكلة لاجئين، وأن بكين بحاجة لبقاء كوريا الشمالية كمنطقة عازلة بين الصين وكوريا الجنوبية، حليف رئيسي للولايات المتحدة.
ولكن، بحسب ماسترو، كانت تلك الفرضيات صحيحة قبل 20 عاماً، ولكن بكين تغيرت بشكل جذري منذ ذلك الحين.
تحول سياسات
ويقول خبراء صينيون إن تحولات سياسية كبيرة شهدتها الصين بالتوازي مع تنامي ثقتها بقدراتها ونفوذها الإقليمي. ولم يعد تهيمن على الصين مخاوف من حالة فوضى كورية تنجم عنها أزمة لاجئين. وعوضاً عنه، أصبحت الصين اليوم قادرة على التصدي لحالة عدم استقرار عند حدودها، فضلاً عن قدرتها على إجراء عمليات عسكرية كبرى فوق شبه الجزيرة.
حماية حدود
وترى الكاتبة أنه في حال سقط نظام كيم، فإن الجيش الصيني، الذي ينشر قرابة 50 ألف جندي عند الأقاليم الواقعة شمال شرق الصين، سيتولى حماية الحدود والتعامل مع تدفق متوقع للاجئين من كوريا الشمالية.
ولكن، بحسب ماسترو، لا بد لواشنطن من إدراك حقيقة أن الصين سوف تتدخل عسكرياً في شبه الجزيرة، في حال أبدت الولايات المتحدة استعداداً لتحريك قواتها شمالاً. وهذا لا يعني أن الصين سوف تقوم بعمل استباقي، ولكن بكين ستواصل محاولاتها لمنع الطرفين من جر آخرين نحو حرب.
ترجيحات
وبحسب الكاتبة، إذا اقتصر الصراع فوق شبه الجزيرة الكورية على تبادل للصواريخ ولتوجيه ضربات جوية، فإن الصين، لن تشارك، على الأرجح، في تلك الحرب، ولن تدعم كوريا الشمالية. ولكن في حال وجدت بكين أن واشنطن عازمة على التقدم شمالاً، فهي ستسارع للاستيلاء على المواقع النووية في كوريا الشمالية، من أجل حماية أمنها ومصالحها القومية، ولخشيتها من وقوع تلك الأسلحة الخطرة في أيدي الكوريين الجنوبيين، حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.