أخبار

صحف ألمانية: الدول العربية تخلت عن فلسطين منذ زمن بعيد

رأت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" في تعليقها أن العرب تخلوا عن فلسطين منذ زمن بعيد، فكتبت تقول:

"سياسياً لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية لتخاطر بهذا القرار الصادم، لو لم تكن السعودية ومصر على علم بذلك. ورغم أن الملك العجوز سلمان وجه تحذيرات شديدة الممانعة، قاصدا بها الرئيس دونالد ترامب، الذي يكن له تقديرا كبيرا، فيما عدا ذلك، فإنه بالنسبة للحرس الجديد، التابع لابنه وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لم يعد الصراع، على الطراز القديم، في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، هو مركز الاستراتيجية الإقليمية للسعودية، وإنما (المركز هو) المواجهة الشاملة مع العدو الشيعي اللدود، إيران (…)".

وتابعت الصحيفة في تعليقها قائلة: "السعوديون، وكذلك معظم الدول العربية الأخرى تَخَلَّوا منذ زمن بعيد عن القضية الفلسطينية، حتى في ظل تواصل خطب المناسبات بعربية جذلة للإخوة في غزة والضفة الغربية. والخلاف بين حماس وفتح وصل لدرجة ميؤوس منها (…) والآن في هذه اللحظة توحد قضية القدس جميع شعوب وحكام الشرق الأوسط، تلك المنطقة من العالم، المسؤولة، بحسب تقرير التنمية العربية الأخير للأمم المتحدة، عن حوالي نصف عدد الهجمات الإرهابية وكذلك نصف عدد اللاجئين في العالم. والنشوة المريحة للسخط الجماعي سوف تنتهي قريبا جداً. وسيتواصل انتظار كشف حساب ناتج عن نقد ذاتي ليظهر مقدار مسؤولية (العرب) عن فشل الفلسطينيين والمنطقة".

Podcast Chinesisch Presseschau Symbolbild (picture-alliance)

وترى صحيفة "تاغس تسايستونغ" في قرار ترامب فرصة للفلسطينيين أيضاً، حيث كتبت: "في الواقع، القدس الغربية عاصمة إسرائيل منذ فترة طويلة. ففيها مقر الحكومة والرئيس و المحكمة العليا والوزارات، باستثناء وزارة الدفاع ومقرها في تل أبيب، ووزارة العدل، هي الوزارة الوحيدة، التي يجب نقلها في حالة حل الدولتين، لأن وزارة العدل مقرها في القدس الشرقية."

وأضافت تاغس تسايستونغ في تعليقها: "لا يعني إعلان الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً القدس عاصمة لإسرائيل، أنها لا يمكن أن تكون عاصمة فلسطين أيضاً. القرار يعد فرصة. فلسطين عادت مجدداً في العناوين الرئيسية والمجتمع الدولي تحرك لإنقاذ الوضع الراهن وعملية السلام. ونادراً ما كان الوضع مؤاتيا بهذا الشكل للفلسطينيين، الذين سيفعلون خيرا إذا دخلوا في مفاوضات جديدة، من خلال هذه الدفعة".

وتصف صحيفة "تاغس شبيغل" ردود الفعل الفلسطينية بأنه "تهويل ساذج"، لكنها تنتقد الحكومة الإسرائيلية أيضاً وكتبت تقول: "إلى أي مدى ينبغي على نتنياهو أن يشعر بأن حجمه ضئيل، عندما يمتدح روابطه الوثيقة مع ترامب، على أنها أكبر (شيء)؟ وما الذي حدث له ولبلاده؟ إلى أي مدى يبدو الأمر مخجلاً، عندما يتم وضع هذه الصداقة فوق كل شيء آخر؟ إسرائيل دولة ديمقراطية حية. والبلد أقوى من أي وقت مضى، كما أنها تتفوق عسكرياً بمراحل على كل جيرانها. والخطر يأتي من صواريخ حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة، لكن هذا الخطر، على العكس مما كان في السابق، لم يعد يشكل تهديداً وجودياً بالنسبة لدولة إسرائيل. الاقتصاد الإسرائيلي مزدهر، وسوق التكنولوجيا الفائقة بها يعد واحداً من الأسواق الرائدة في العالم. وبالنسبة لقدرات الحرب الإلكترونية الهجومية والدفاعية، تصنف البلاد في أعلى المراتب في العالم. وقياسا على هذه العوامل الموضوعية لقوة متزايدة في التنامي (لإسرائيل)، يُظهر الرضى عن القرار، عديم الأهمية عملياً، غرابة ترامب. فمن ينتشي بعمل رمزي بحت كهذا، على الرغم من قوته، يكون من الواضح أنه يحتاج إلى ذلك".

أما صحفية "زود ثورينغر تسايتونغ" فرأت أن إيران هي المستفيد بالأخص من قرار ترامب وكتبت تقول: "ترامب يركل نفسه من الخلف بنفسه. فبقراره إعلان القدس عاصمة لإسرائيل مهد الطريق أمام طهران لمد نفوذها أكثر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويناقض بنفسه سياسته الصارمة تجاه إيران. وهذه مسألة لم تَعدْ تُعتبر قصرَ نظر وإنما تعد ببساطة غباءً سياسياً".

وتتساءل "زود ثورينغر تسايتونغ" قائلة "لكن ما الذي يمكن أن يتوقعه المرؤ من رئيس يهين علناً وزير خارجيته ويترك عمداً على ما يبدو العشرات من المناصب العليا في وزارة الخارجية شاغرة؛ لتركيز المزيد من السلطة بيد مساعديه الشخصيين في البيت الأبيض".

وتختم الصحيفة تعليقها قائلة: "الآن على الأوروبيين والألمان أيضاً تكثيف المشاركة أكثر من أي وقت مضى في عملية السلام في الشرق الأوسط ومع ضمانات أمنية لإسرائيل. لكن هذا لا يزيد من فرص النجاح دون الولايات المتحدة – ولكن ماذا سيكون البديل؟"

 إ. م

زر الذهاب إلى الأعلى