كي تستكمل نيجيريا سلسلة انتصاراتها ضد جيوب تنظيم داعش على أراضيها، عمد الجيش النيجيري إلى استخدام كرة قدم في أحدث تكتيكاته لتكبيد المزيد من الخسائر لدى الدواعش وضمان عدم اكتسابهم زخماً مرة أخرى.
وعلى مدى السنتين الأخيرتين، استطاع الجيش النيجيري تحقيق عدد من الإنجازات تجاه تنظيم بوكو حرام الذي بايع تنظيم داعش في السابق، مع تطهير العديد من المناطق بخاصة في غابة سامبيسا شمال البلاد، إلا أن أفكار التنظيم الإرهابية تبقى العامل الأساسي الذي قد يعيد إحياء التنظيم مرة أخرى.
ولكن مع القضاء على المجموعة الأكبر من المسلحين وعودة الحياة إلى الأحياء السكنية، وضعت قيادة الجيش خطة من أجل محاربة الأفكار المتطرفة التي زرعها الدواعش على مدى الفترة الأخيرة، الأمر الذي من شأنه قطع استمرار تدفق المقاتلين إلى صفوفه، وكانت كرة القدم هي أحد تلك الحلول.
وبحسب تقرير نشره موقع "كوارتز" الإلكتروني اليوم الثلاثاء، فإن كرة القدم هي واحدة من أكثر الألعاب الرياضية الجماعية المحببة في نيجيريا، وبحسب ما أوضحته صحيفة "بانش" المحلية، فإن الجيش النيجيري دخل بقوة في المناطق التي كانت شاهدة على المعارك ضد الدواعش مستعيناً بهذه اللعبة.
وينقل التقرير عن نائب مدير العلاقات العامة في الجيش، تيموثي أنتيغا، قوله إن الفكرة تتمحور على مبدأ "جعل الشباب ضعفاء النفوس غير متاحين للانضام إلى بوكو حرام أو جاهزين للاستسلام للأفكار المتطرفة".
وأطلقت قيادة الجيش دورة كرة قدم الشهر الماضي، ومن المقرر أن تستمر حتى نهاية العام الجاري، وهدفها، بحسب المتحدث العسكري، "التفاعل" و"كسب عاطفة الشباب" بالإضافة إلى "تعزيز التعاون المدني – العسكري".
ويرى التقرير بأن عملية كسب ود السكان عملية أساسية في إعادة الثقة بين الناس والجهاز العسكري، لاسيما أن العلاقة تضعضعت خلال الأعوام السابقة مع حملات الاعتقالات في صفوف الشباب والأطفال على خلفية محاربة بوكو حرام، الأمر الذي استدركته القيادة العسكرية في نيجيريا بأن ردود الفعل كانت تساعد على إثراء التنظيم الإرهابي وانضمام المزيد من العناصر إلى صفوفه.
ويختم تقرير موقع "كوارتز" بأن اللجوء إلى لعبة كرة القدم هو عامل ذكي جداً، كون أن أيديولوجية بوكو حرام كانت تحرّم كل ما له طابع غربي، بما فيها كرة القدم نفسها، إذ كان التنظيم شن العديد من الهجمات على المقاهي التي كانت تعرض مباريات الدوري الأوروبي في وقت سابق.
24
