فاينانشال تايمز البريطانية : قطر تدفع ثمن رهانها على جماعة الإخوان
قال الكاتب البريطاني ديفيد جاردنر إن قطر تدفع ثمن رهانها على جماعة الإخوان الإرهابية، بعد قطع 5 دول عربية -الإمارات والسعودية والبحرين ومصر واليمن- العلاقات الدبلوماسية معها.
وعاد جاردنر في مقال بصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، إلى تصريحات الأمير تميم بن حمد آل ثاني الشهر الماضي التي أشعلت الأزمة، حينما أشار إلى أن إيران هي قوة استقرار في المنطقة، ودافع عن حركة حماس، ولمح إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يستمر في الرئاسة للأبد.
وأضاف جاردنر –محرر الشؤون الخارجية في الصحيفة- أن بعد ذلك اتهمت السعودية وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني بعقد اجتماع سري في بغداد مع قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وقال جاردنر إن السعودية وحلفاءها غضبوا أيضا -كما كشفت صحيفة فاينانشال تايمز- من الدفعات المالية الضخمة التي دفعت كفدية لإطلاق سراح رهائن في سوريا، والتي انتهى بها الأمر في خزائن تنظيم جبهة النصرة التابع للقاعدة، وكذلك الحرس الثوري الإيراني.
وأشار جاردنر إلى أن ذلك دفع الإمارات والسعودية والبحرين ومصر واليمن إلى قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر، وليس ذلك فحسب حيث يتجهون أيضا إلى قطع الروابط المادية بينهم برا وجوا، ورغم أن ذلك لا يحدث لأول مرة، لكن هذه المرة استثنائية.
وأوضح جاردنر أن السعودية والإمارات والقبحرين سحبوا سفرائهم من قطر في 2014 لمدة 9 شهور، في محاولة دون جدوى لدفع قطر لتغيير سياساتها واختبار الأمير الجديد تميم بن حمد الذي لم يكن اكتمل على تنصيبه عامين بعدما تنازل والده عن العرش في 2013، لكن ما المختلف حاليا؟
قال جاردنر إن السعودية تعارض منذ مدة طويلة سياسات قطر العالقة بين الرياض وطهران، القوتين الإقليميتين المتنافستين، موضحا أن الدوحة قامت بالمناورة لتنويع المخاطر والتبعية.
وذكر جاردنر على سبيل المثال أن الدوحة في 2008 أعطت الرئيس السوري بشار الأسد طائرة إيرباص من أجل حل أزمة لبنان، لكن بداية من 2011 قامت بدعم جماعات في سوريا تهدف إلى الإطاحة بالأسد.
وأكد جاردنر أن جريمة قطر الحقيقية بالنسبة لدول الخليج ومصر، هو رهانهم على جماعة الإخوان أثناء اشتعال موجة التمرد في العالم العربي عام 2011، حيث استطاع الإخوان لمدة قصيرة أن يكونوا في السلطة بمصر بعد رحيل حسني مبارك.