رفع الحصانة عن اليميني الإيطالي المتطرف سالفيني لمحاكمته بسبب مهاجرين
صوت مجلس الشيوخ الإيطالي الخميس، على رفع الحصانة البرلمانية عن ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، ما يفتح الباب لإحالته على القضاء لمحاكمته في قضية مهاجرين منعوا من دخول البلاد أثناء وجوده في الحكومة.
ويأتي التصويت وسط تزايد أعداد المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط.
وينزل المئات منهم كل يوم على سواحل جزر لامبيدوزا وصقلية، من قوارب صغيرة، أو تنقذهم السفن الإنسانية، وخفر السواحل في البحر.
واتهمت محكمة باليرمو في صقلية سالفيني باحتجاز أشخاص في أغسطس (آب) 2019 عندما كان وزيراً للداخلية، لأنه رفض الإذن بإنزال أكثر من 80 مهاجراً على متن السفينة الإنسانية "أوبن آرمز" تقطعت بهم السبل في صقلية.
ومع رفع الحصانة، يواجه ماتيو سالفيني عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً.
واعتبر سالفيني الأربعاء أن "حماية إيطاليا ليست جريمة. أنا فخور بما فعلته، وسأفعل الأمر نفسه مجدداً".
وقال في وقت سابق أمام المجلس: "إن ظن أحدهم أنه سيخيفني بمحاكمة سياسية، فهو واهم".
وعارضت لجنة في مجلس الشيوخ في مايو(أيار) الماضي، رفع الحصانة عن سالفيني.
لكن مجلس الشيوخ وفي جلسة بكامل أعضائه قرر رفع الحصانة في قضية أخرى سيُحاكم عليها في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وفي هذه القضية، يُتهم سالفيني بتوقيف 116 مهاجراً في يوليو(تموز) 2019 لأيام على متن سفينة خفر السواحل "غريغوريتي".
وفي القضيتين، حاول حزبه التأكيد أن عرقلة السفن كان قراراً جماعياً للحكومة، وبالتالي مسؤولية رئيس الوزراء جوزيبي كونتي أيضاً.
قال الباحث السياسي فرانكو بافونتشيلو، إن "الضوء الأخضر من مجلس الشيوخ لرفع الحصانة ستكون له بالتأكيد عواقب على سالفيني" الذي تراجعت شعبيته منذ تفشي الوباء الذي أصبح الشاغل الرئيسي للإيطاليين، قبل الهجرة موضوعه المفضل.
وأظهر استطلاع لمعهد "ديموبوليس" هذا الأسبوع أن حزب الرابطة حصل على 25.4% من نوايا التصويت، بانخفاض 11 نقطة في عام واحد، بينما ترتفع نسبة التأييد لحزب "أخوة إيطاليا" القومي المحافظ.
ومع ذلك، يظل حزب الرابطة المكون السياسي الرئيسي في إيطاليا.
وأوضح بافونتشيلو أن "سالفيني يثير اهتماماً قليلاً من جانب وسائل الإعلام في الوقت الحالي وقرار حرمانه من الحصانة سيعيد فتح القضية، وقد يعيد اهتمام وسائل الإعلام به".
وأضاف "لكن المحاكمة قد تكون مكلفة له على المدى الطويل، لأن التهم خطيرة".
وبدأت نكسات ماتيو سالفيني في أغسطس (آب) 2019.
فعندما كان وزير داخلية ونائب رئيس الوزراء، ارتكب خطأ استراتيجياً متسبباً في أزمة حكومية.
وسالفيني الملقب بـ"الكابتن" خسر حساباته، إذ دمر التحالف غير الاعتيادي الذي شكله حزبه "الرابطة" منذ يونيو(حزيران) 2018 مع حركة "خمس نجوم"، وتمكن حليفه السابق من تشكيل حكومة جديدة مع الحزب الديموقراطي من يسار الوسط.
وانتقل سالفيني إلى المعارضة، دون التخلي عن طموحه في أن يصبح يوماً رئيساً للوزراء.
24 – أ ف ب