إسبانيا: “خسائر كبيرة” في المتوسط وحوادث الغرق مستمرة
أظهرت الموجة الأخيرة من الهجرة الجماعية في البحر المتوسط أن حركة الهجرة لا تزال نشطة وتتسبب بوقوع حالات غرق بين صفوف المهاجرين. فقد وصل عدد من فقدوا حياتهم غرقا عند الشواطئ الإسبانية منذ مطلع العام الحالي إلى 176 شخصا، فضلا عن تسجيل 273 شخصا في عداد المفقودين.
كشفت منظمة الأندلس لحقوق الإنسان الإسبانية غير الحكومية، الأسبوع الماضي، أن عشرين طفلا من بلدان جنوب الصحراء الإفريقية كانوا من بين ضحايا قاربين غرقا الأسبوع الماضي في منطقة الاندلس . وأشارت المنظمة إلى وجود طفل رضيع بين الضحايا، قالت إنه توفي عندما وصلت القوات البحرية الإسبانية، الجمعة، لإنقاذ قارب كان يحمل على متنه 55 شخصا، جميعهم من بلدان جنوب الصحراء الأفريقية، وكان متواجدا على مقربة من الساحل المغربي.
الخسائر كبيرة ويمكن تجنبها
وقالت المنظمة الإسبانية إن "هذه الخسائر الكبيرة في الأرواح ظالمة، وكان من الممكن تجنبها"، وأن هناك أكثر من 176 شخصا قد توفوا خلال العام الحالي أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإسبانية، بينما لا يزال 273 شخصا في عداد المفقودين. وأضافت المنظمة أن هذه التقديرات لا تشمل العديد من الأشخاص الذين توفوا أثناء العبور، أو لم يتم انتشال جثثهم عند السواحل الأفريقية.
وفي صباح يوم السبت وحده، أنجدت قوات الإنقاذ البحري الإسبانية أكثر من 450 شخصا كانوا على متن 7 قوارب. ومن ناحيته قام الأسطول الملكي المغربي بإنقاذ أكثر من 500 شخص على متن قوارب محطمة في بحر البوران وعند مضيق جبل طارق وسواحل الأطلسي.
دعوة لفتح طرق آمنة
وبعثت المنظمة الإسبانية بتعازيها إلى أسر الضحايا ودعت السلطات إلى فتح طرق آمنة وشرعية للوصول إلى إسبانيا، وذلك في مسعى إلى إنهاء حالات الوفاة الجماعية في البحر. ودعت المنظمة أيضا إلى انتهاج العدالة بما في ذلك "الاعتراف وإعادة التأهيل". وقالت إنه لا ينبغي تحميل مسؤولية هذه الوفيات إلى العصابات الإجرامية أو إلى الضحايا، كما كان يحدث في الماضي.
وأوضحت المنظمة الحقوقية أنه "لا يوجد من يخاطر بكل شيء ليسافر على متن قارب مطاطي أو خشبي ما لم يكن مجبرا نتيجة الحاجة الشديدة إلى إنقاذ حياته".
مهاجرون يصلون إلى السواحل الإسبانية قادمين من المغرب / رويترز / أرشيف
غرق قارب مطاطي قرب مليلية
وسجلت السبت الماضي حادثة غرق قارب مطاطي هش تعطل بالقرب من سواحل غرب مليلية (الجيب الإسباني في المغرب) وكان يحمل على متنه 24 شابا مغربيا لم ينج منهم سوى أربعة فقط من الغرق، بينما جرف المد جثث المهاجرين الآخرين إلى شاطئ شرانة في مقاطعة الناضور المغربية.
وكانت المنظمة دعت الحكومة الإسبانية قبل فترة "لتوفير طرق آمنة للمهاجرين الذين يصلون إلى المناطق القريبة من جيبي سبتة ومليلة، بعد رحلات أجبرتهم عليها الضرورة". وقالت إن الجيبين الإسبانيين "قد تم تعزيزهما بثلاثة حواجز عدوانية يرتفع كل منها ستة أمتار ومزودة أيضا بالأسلاك الشائكة"، في إشارة إلى الأسيجة الحدودية التي تفصل سبتة ومليلية عن المغرب.
وفد يزور الجيبين الإسبانيين
ومن ناحية أخرى يواصل وفد مكون من ستة أعضاء من لجنة البرلمان الأوربي للحريات المدنية والشؤون الداخلية زيارة لجيبي سبتة ومليلة في المغرب. وتهدف تلك الزيارة التي بدأت الإثنين إلى التحقق من الوضع الذي أثارته أزمة الهجرة على الحدود الجنوبية لأوروبا، وكذلك التأكد من احترام حقوق الإنسان.
وقالت "آنا غوميز" عضوة البرلمان البرتغالي والمتحدثة باسم اللجنة أن اللجنة عقدت اجتماعات مع ممثلين من الحكومة الوطنية والسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية لجمع المعلومات من أجل وضع تقرير عن الوضع الأمني على الحدود، وعن احترام حقوق الإنسان وأنظمة استقبال المهاجرين والتكامل وبشكل خاص بالنسبة للمهاجرين القصر غير المصحوبين بذويهم.
وسوف يتضمن التقرير عددا من التوصيات بشأن الإجراءات التي يتعين تطبيقها لمواجهة أزمة الهجرة.