من هي عصبة الثائرين التي توعدت القوات الامريكية في العراق ومن يقودها من وراء الستار؟
بشعار لا تخطئ العين تبعيته للحرس الثوري الإيراني، خرجت حركة عراقية جديدة تتوعد الجيش الأميركي في العراق، وذلك بعد أيام من هجوم معسكري التاجي وبسمايه قرب بغداد.
وأعلنت حركة تسمي نفسها "عصبة الثائرين" في مقطع فيديو ثان لها خلال أسبوع، تبنيها هجوما على معسكري التاجي وبسمايه، مهددة في الوقت نفسه باستهداف القوات الأميركية، باستخدام المنصات الصاروخية التي بحوزتها.
وظهر ملثم في الفيديو حاملا بندقية، وهو يطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين عسكريين، مغادرة الأراضي العراقية.
وكانت عصبة الثائرين قد نشرت بيانها الأول، الأحد، وتبنت فيه الهجوم على معسكر التاجي يوم 11 مارس، الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين، ومجندة بريطانية، وإصابة آخرين من قوات التحالف الدولي.
وأوضح البيان أن العملية جاءت ردا على اغتيال قيادات الحشد الشعبي، ومن أبرزهم أبو مهدي المهندس الذي قتل في غارة أميركية رفقة قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني.
حتى الآن، لا توجد معلومات واضحة بخصوص الحركة الجديدة، إلا أن شعارها يشبه شعار الحركات المدعومة من إيران، كحزب الله اللبناني و"فاطميون" الأفغانية، و"زينبيون" الباكستانية، وحركات أخرى في الحشد الشعبي العراقي.
الصحافي المتخصص في الجماعات الشيعية، مهند الغزي، قال لـ"موقع الحرة"، إن هذا الفصيل "لم يعرف في الساحة العراقية من قبل، سواء خلال أيام وجود القوات الأميركية أو بعد انسحابها، ولا أثناء الحرب في سوريا ولا حتى عند ظهور داعش".
ويرى الصحفي العراقي أن "بالإمكان التخمين من شكل الشعار المقتبس من الحرس الثوري الإيراني، أنه فصيل تابع لطهران"، مضيفا أن الحركة الجديدة "وهمية، ويتخفى وراء التسمية أحد الفصائل الرئيسية الموجودة على الساحة العراقية".
ولفت الغزي إلى أن "شكل المنصات المستخدمة في إطلاق الصواريخ، يشبه كثيرا تلك المستخدمة من قبل الفصائل القريبة من إيران".
الخبير الأمني العراقي أحمد الأبيض، قال من جانبه لموقع الحرة "إن عصبة الثائرين ما هم إلا حركة عصائب أهل الحق، وقد أسسها علي شمخاني (الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني) وربطها به شخصيا، كما تموَّل الحركة من إيران من أجل استهداف القوات الأميركية في العراق".
ويرى الأبيض أن جماعة أهل الحق "اضطرت إلى تغيير لونها والعمل تحت اسم وغطاء جديد وهو عصبة الثائرين، بعد اختفاء قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق عن المشهد، عقب الغارة التي استهدفت أبو المهدي المهندس وقاسم سليماني".
وأوضح الأبيض أن "عصائب أهل الحق قد فقدت سيطرتها على بقية ميليشيات الحشد الشعبي، وقد تجلى الخلاف بينهم في حوادث حرق مقرات الميليشيات، التي ادعت أن المتظاهرين هم من أحرقوها، وهذا غير صحيح".
كما يرى الأبيض أن من ضمن أسباب تأسيس هذه الحركة، هو أن إيران تريد قوة عسكرية نخبوية في العراق تكون تابعة للقيادة الإيرانية بشكل مباشر.