الواشنطن بوست: التوك توك المتواضع ذو العجلات الثلاث يصبح رمزاً للانتفاضة العراقية
يورو تايمز / خاص
نشرت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية تقريراً عن الدور الكبير الذي لعبه أصحاب "التوك توك" في انتفاضة الشعب العراقي التي اندلعت في الاول من أكتوبر الماضي.
وذكر التقرير ان العراقيين كانوا الى وقت قريب ينظرون الى العربة المتواضعة "التوك توك" على انها تستخدم من قبل الفئات الفقيرة في المجتمع، وليست بمستوى سيارات الاجرة الصفراء الاكثر إحتراماً واعلى تكلفة.
تم ترحيل التوك توك الى افقر مناطق العاصمة بغداد ، بينما كان أفراد الطبقة السياسية الاثرياء يملأون الشوارع بسياراتهم الفارهة من نوع "لاندكروزر".
وفجأة، تحول سائقو التوك توك الى رجال بواسل يخاطرون بحياتهم بسبب الغازات المسيلة للدموع والرصاص الحي ، من اجل انقاذ المتظاهرين المصابين الى المستشفيات مجاناً ، خاصة مع صعوبة دخول سيارات الاسعاف بين الحشود في ساحة التحرير.
لقي اكثر من 200 عراقي حتفهم وأصيب الالاف في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بسبب الفقر والفساد المتفشي والبطالة والخدمات العامة المتهالكة.
وكان السائقون العراقيون الذين كانوا مهمشين في يوم من الايام رمزاً لمدى صعوبة الحياة بالنسبة للعراقيين العاديين. وهو ما دفع الكثير من العراقيين الى الكتابة بفخر عن هؤلاء الابطال ، حتى أطلق بعضهم على الانتفاضة العراقية تسمية "ثورة التوك توك"، كما قام الفنان العراقي الشهير حسام الرسام بتسجيل أغنية وطنية تدعم الاحتجاجات وتشيد بسائقي التوك توك.
وركزت الصحيفة على مقطع فيديو تظهر فيه مجموعة من طالبات المدارس، يهتفن لسائق التوك توك الشاب، الذي لم يستطع ان يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء.
وفي ميدان التحرير ببغداد، يقدم المتطوعون الطعام والشراب والمشروبات وبنوك الطاقة لشحن الهواتف وأقنعة الغاز ، ويتم إعطاء الاولوية لسائقي التوك توك ، الذين كانوا يكافحون من أجل الحصول على مبلغ لا يتجاوز ال(20) دولاراً في اليوم لتأمين قوتهم اليومي.
بدأ إستخدام التوك توك في العراق خلال السنوات الماضية كرد فعل على الازدحام المتزايد ، وكبديل أرخص لسيارات الاجرة، خاصة في مدينة الصدر التي تعد واحدة من أفقر أحياء بغداد.
يقول كرار حسين ، وهو سائق توك توك يبلغ من العمر 17 عاماً ، وهو من مدينة الصدر ، ويرتدي ملابس متسخة، انه موجود منذ اليوم الاول للتظاهرات ولا يهتم بالمخاطر. وأضاف إنه "يقوم بدوره في هذه الثورة"، وانه سعيد للغاية لحصول على سائقي التوك توك على الاحترام خلال هذه الثورة، لاننا جميعاً بشر في النهاية.
وأشار بالقول "لم تكن تعجبني الطريقة التي ينظر بها الناس إلينا في السابق ، ولكن هذا تغير الان بعد الثورة، وأنا أعتبر ان هذه الثورة لتغيير كل شئ خاطئ في المجتمع ، بما في ذلك نظرة المجتمع السابقة الى سائقي التوك توك".
كان حسين على ، وهو سائق توك توك يبلغ من العمر 19 عاماً ، وهو أيضاً من مدينة الصدر، يرتدي ملابساً رثة وقناعاً للغاز ، بينما كان يتحدث بفخر عن دوره في نقل المتظاهرين السلميين، واشار ان "هؤلاء الناس يطالبون بحقوقي من أجل الحصول على حياة كريمة، وهذا أقل ما يمكنني ان أقدمه لهم".
وأضاف "لا يهمني أن أكون وسط الموت ، كل ما يهمني هو عدم ترك هؤلاء الناس الذين هم بحاجة الينا الان ، وأشعر بالسعادة حقاً عندما أقود "التوك توك" من اجل إنقاذ مصاب وسط الخطر لانني أشعر أنني أقوم بعمل كبير.
وتعترف سما رزاق ، وهي طالبة في كلية الطب تبلغ من العمر 22 عاماً ، وتقدم الاسعافات الاولية في ميدان التحرير ببغداد بإنها كرهت في البداية رؤية التوك توك في العاصمة، لانها كانت تظن انها تشوه المدينة، ولكن الان لا ، هؤلاء الشباب هم ورود مدينتنا ، وقد أثبتوا مدى خطأنا وضحالتنا، إنهم الابطال الحقيقيون وقد إعتذرت لهم ، ويشرفني الركوب معهم وأشعر كأني ملكة عندما اكون في "التوك توك".
مبعوثة الامين العام للامم المتحدة تتنقل بالتوك توك في ساحة التحرير
ترجمة "يورو تايمز