السفير العراقي : أنا خادم العراقيين وسندهم في السويد بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والدينية والفكرية
يورو تايمز تجري أول حوار صحفي مع السفير العراقي الجديد في السويد
السفير أحمد الكمالي : أنا خادم العراقيين وسندهم في السويد بغض النظر عن توجهاتهم السياسية والدينية والفكرية
السفارة تقوم بإنجاز بعض المعاملات عبر البريد حالياً دون الحاجة للحضور
سنقوم بإجراء زيارات الى مالمو ومدن أخرى للقاء بالجالية وتقديم الخدمات القنصلية لهم
هذه تفاصيل مشكلة المبنى الجديد للسفارة ونأمل ان تحل قريباً
التأخير في إصدار جوازات السفر بسبب عدم وجود طابعة في السفارة
حاوره : د. علي الجابري
يقدم السفير أحمد الكمالي نفسه على إنه عراقي جاء الى السويد للعمل سفيراً للعراق وخادماً للعراقيين في هذا البلد، وسنداً لهم جميعاً من دون تمييز بين توجهاتهم الدينية والفكرية والسياسية ، ويحاول قدر الامكان أن يكون قريبا من الجالية العراقية التي تعد ثاني أكبر جالية أجنبية في هذا البلد الاسكندنافي.
صحيفة “يورو تايمز” زارت السفير العراقي الجديد في ستوكهولم وأجرت معه أول مقابلة صحفية بعد إلتحاقه للعمل في السفارة، للحديث حول العديد من التفاصيل التي تهم الجالية العراقية في البلاد .. وفيما يلي نص الحوار.
يورو تايمز : هل لدى السفير الجديد خطة جديدة للتعامل مع الجالية العراقية، وتقديم المزيد من الخدمات، خاصة وأن هناك العديد من الملاحظات على عمل السفارة سابقاً؟
الكمالي : لا يخفى عليكم ان عمل السفارة يستند الى شقين احدهما سياسي يرتبط بتطوير العلاقات الثنائية بين العراق والسويد، والآخر عمل “قنصلي ” يتعلق بتقديم الخدمات المتعددة الى أبناء الجالية العراقية الكبيرة المتواجدة هنا ، وكلاهما مهم بالنسبة لنا ،حيث تؤكد توجيهات وزارة الخارجية على جميع بعثاتها الدبلوماسية في الخارج ان تعمل علي التوفيق بين الاتجاهين ..
ولا يخفى عليكم أن الجالية العراقية في السويد حسب احصائيات الحكومة السويدية تصل الى (2٪ ) من إجمالي السكان في السويد، وهي ثاني جالية أجنبية بعد الجالية الفنلندية.. ونحن في احصائياتنا تصل الارقام الى أكثر من ذلك ، وربما تكون بحدود (3٪ ) من نسبة سكان السويد، بما يعادل (300 – 350) الف مواطن عراقي.. ونحن نسعى أن نقدم لهم الخدمات على افضل ما يكون .. فعندما يأتي المواطن الى السفارة نحاول ان ننجز معاملته باسرع وقت ممكن.. ولان بعض المواطنين يسكنون بعيداً عن العاصمة ستوكهولم ، هناك إمكانية إنجاز معاملاتهم من خلال البريد دون الحاجة الى الحضور، على شرط إكمال المستلزمات المطلوبة، وهي معروضة على موقع السفارة على شبكة الانترنت، لكن بعض الخدمات مشروطة بحضور الشخص المعني خاصة الوكالات العامة والخاصة وجوازات السفر ، لكنها تنجز في اليوم نفسه دون تأخير.
يورو تايمز : هل يليق بالجالية العراقية التي تقول انها ثاني جالية في السويد ويصل عددهم 300 الف مواطن مبنى بهذا الحجم لا يستوعب اعدادا كافية من المراجعين .. ومتى تنتقل السفارة لمقرها الجديد الذي نسمع عنه منذ مدة طويلة؟
الكمالي : مبنى السفارة الحالي قديم جدا إشترته الدولة العراقية في ثمانينات القرن الماضي، والمبنى الجديد الذي تم شراؤه، فيه بعض الاشكاليات مع البلدية هنا، تتعلق في خدمات الكهرباء والماء، لانها مشتركة مع مبنى آخر بحكم كون المالك واحد، والامر يحتاج حسم من قبل بلدية ستوكهولم .. وصلت السويد الشهر الماضي وانا عازم على متابعة الموضوع وحسمه سريعاً بتوجيه من الوزارة ، لان المبنى الجديد كبير الحجم، يستوعب بحدود (500) شخص يومياً ويليق بالجالية العراقية الكبيرة.
يورو تايمز : من اختار البناية الجديدة .. وإذا كانت هناك إشكالية في خدمات البناية لماذا لم تكتشف او تحل قبل الشراء .. هل يندرج الأمر في إطار الفساد الاداري أيضاً ؟
الكمالي : لا اعتقد ذلك .. ليس دفاعا عن اللجنة الوزارية التي قررت الشراء، لكن البناية راقية ومتكاملة تليق بالعراق والمواطن العراقي، وهي جاهزة تماماً للانتقال حاليا لولا هذه الاشكالية المتعلقة بالخدمات التي لم تكن معروفة عند شراء المبنى.
يورو تايمز : الخدمات القنصلية هي الموضوع الاكثر اشكالية .. صعب على المواطن يحضر ولا تكمل اجراءاته .. كذلك هناك مشكلة في تأخر إصدار الجوازات والوثائق الرسمية ووصولها من بغداد .. ما الحل ؟
الكمالي : التأخير في تنفيذ بعض المعاملات مرتبط بالمواطن نفسه، إذ نتمنى عليه ان يطلع على الشروط والاوراق المطلوبة قبل قدومه الى مبنى السفارة ، وهي متوفرة على موقعنا الالكتروني ، لتجنب عناء المراجعة اكثر من مرة، وعندما تكون كل الاوراق المطلوبة جاهزة تنجز المعاملة في نفس اليوم، وانا اؤكد على طاقم السفارة دوماً ان عملنا يجب ان يكون (24) ساعة في اليوم لانجاز كل ما يحتاجه المواطن العراقي.. وحالياً هناك جهود تبذل في العراق من أجل التقليل من الوثائق المطلوبة عند إنجاز أية معاملة ، وكما تعلم فإن البطاقة الموحدة على سبيل المثال سوف تختصر الكثير من الوثائق التي كانت تطلب سابقاً، وهناك إجراءات تتطلب ان تكون دوائر الدولة العراقية جميعها مرتبطة بنظام ألكتروني موحد
يورو تايمز : هل يوجد لديكم تخطيط لفتح عمل قنصلي في مالمو او المدن التي تضم تجمعات للجالية العراقية ؟
الكمالي : لدينا نية في تنظيم زيارات الى المدن السويدية الرئيسة التي يتواجد فيها أبناء الجالية بشكل مكثف للقاء بهم والتعريف بعمل السفارة وتقديم الخدمات القنصلية لهم ، وسوف يتم تبليغ المواطنين بمواعيد تلك الزيارات قبل مدة كافية.. وفي النية أن تكون الزيارات الى تلك المدن خلال ايام العطلة الاسبوعية لكي نضمن إستمرار تقديم الخدمات القنصلية في مقر السفارة خلال ايام العمل الاعتيادية.
يورو تايمز : ماذا بخصوص مشكلة التأخير في إصدار الجوازات العراقية ووصولها من بغداد؟
الكمالي : تكمن المشكلة في عدم توفر طابعة للجوازات في السفارة لذلك ترسل الى العراق ، وهي تنجز بصورة سريعة من قبل الجهة المختصة ، لكن التأخير عادة يكون في ارسال الجوازات من وزارة الداخلية الى الخارجية ، ثم إرسال موفد بالجوازات الى هنا .. حاليا لدينا تقريباً موفد كل شهر أو شهر ونصف يقوم بجلب السفارات من العراق، ولو كانت هناك إمكانات مادية اكبر لاختصرنا الكثير من الوقت أيضاً ، ونأمل ان تتوفر لدينا طابعة للجوازات في السويد كما هو الحال في لندن وعمان ودبي لتنتهي الازمة بشكل كامل.
يورو تايمز : كيف تقدم نفسك الى الجالية العراقية ؟
الكمالي : أقول لجميع إخوتي واخواتي من العراقيين في السويد .. انا عراقي جئت للعمل من أجل خدمتهم ، ولا فرق لدي بين عراقي وآخر مهما كان توجهه السياسي او الديني أو الفكري.. وعندما ألتقي بأي عراقي في السويد أقوم بتقديم نفسي له وأخبره اني جئت من أجله ، وأحاول ان أتفقد الناس في الاماكن العامة لاخبرهم إنني سندهم ومن أجلهم هنا ، وسفارتنا على إستعداد لتقديم أي خدمة للمواطنين في أي وقت ومكان.
أما عن سيرتي الذاتية، فأنا خريج كلية العلوم عام 1982 ، وسبق ان عملت في وزارة الصناعة وبعض الشركات ، ثم إلتحقت بالعمل في وزارة الخارجية عام 2009 ، وانا مسرور لتقديم خدمة للمواطنين من خلال هذه الوظيفة .. عملت قنصلاً عاماً في اسطنبول (3 )سنوات، ثم سفيراً في الفلبين لمدة (3 ) سنوات، ثم رئيساً للدائرة القنصلية والدائرة المالية وكذلك رئيس دائرة امريكا.
يورو تايمز / الحقوق محفوظة