تحقيقات ومقابلات

ما الأسباب الحقيقة لإلغاء ترامب زيارته للندن؟

قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، بوقت طويل، كان دونالد ترامب في عالم العقارات. ولذا ربما تطابق إلغاؤه زيارة مقررة إلى المملكة المتحدة، مع رؤيته كرجل أعمال، فهو غير راضٍ عن الموقع الجديد لسفارة أمريكا في لندن.

ولكن ياسمين سرحان، محررة مساعدة لدى مجلة "أتلانتيك"، تشير لسبب آخر حقيقي هو الذي دفع ترامب لاتخاذ قراره. فقد خاض الرئيس الأمريكي في سجالات، عبر تويتر، مع عمدة لندن، صادق خان. كما توقع مراقبون أن يواجه ترامب احتجاجات شعبية ضد زيارته، علاوة على توتر العلاقات البريطانية – الأمريكية، في الوقت الحالي.

صفقة 
وتلفت سرحان لتحديد مسبق لموعد أول زيارة رسمية للرئيس الأمريكي إلى لندن في بداية 2018، من أجل افتتاح السفارة الجديدة، والتي تم نقلها من ساحة غروسفينور في حي ماي فير في لندن إلى ناين إيلمز، جنوب نهر التيمز. وكتب ترامب على تويتر: "لست راضياً عن بيع إدارة أوباما أفضل موقع للسفارة بسعر بخس، من أجل بناء آخر بعيد يكلف 1,2 مليار دولار. إنها صفقة سيئة. لن أشارك في قص الشريط". ولكن الحقيقة تشير إلى أن ذلك القرار اتخذ في 2008، في عهد الرئيس الأسبق بوش، وذلك لدواع أمنية ومالية". 

إحراج
وبحسب المحررة، أحرجت تلك التغريدة السفير الأمريكي في لندن، بسبب دفاعه عن الموقع الجديد للسفارة. فقد اضطر وودي جونسون، صديق ترامب، وهو الذي عينه سفيراً في لندن للكتابة في صحيفة إيفنينغ ستار "أتفق مع الرئيس بأن السفارة القديمة كان موقعها مثالياً في قلب لندن، ولكن لاعتبارات أمنية تم نقل السفارة، التي تقع حالياً ضمن أكثر المباني أماناً وتطوراً".

احتجاجات
وتلفت سرحان لمناقشات حادة جرت في بريطانيا، منذ وجهت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، الدعوة لترامب لزيارة بلدها، بعد تنصيبه في العام الماضي. فقد عبر عدد من البريطانيين عن خيبة أملهم، وتعهدوا تنظيم احتجاجات. كما أعلن نواب بريطانيون عن عزمهم على عدم السماح لترامب بمخاطبة مجلس العموم البريطاني، كما فعل رؤساء آخرون، من بينهم باراك أوباما وبيل كلينتون ورونالد ريغان.

وصرح صادق خان، عمدة لندن: "يبدو أن الرئيس ترامب تلقى الرسالة من عدد من اللندنيين المحبين لأمريكا والمعجبين بها وبشعبها، لكنهم وجدوا بأن سياساته وأفعاله تتناقض مع قيم المدينة بتنوعها وتسامحها. ولا شك في أن زيارته كانت ستقابل باحتجاجات سلمية كبرى". 

حالة غير استثنائية
لكن، بحسب المحررة، لم يكن الاحتجاج على زيارة ترامب للمملكة المتحدة مقصوراً على لندن، فقد واجه زعماء حول العالم، منهم في ألمانيا وفرنسا وإسرائيل، احتجاجات بشأن زيارات قاموا بها لعدة دول. وما يجعل من الزيارة إلى المملكة المتحدة أمراً مختلفاً بالنسبة لترامب، لا يأتي بسبب الاحتجاجات أو بشأن نقل السفارة، بل جراء توتر العلاقة مع دولة لطالما عدت من أقدم وأقوى حلفاء أمريكا.

 فقد انتقد ترامب، في أكثر من مناسبة، المملكة المتحدة، من أجل الترويج لقراره بحظر السفر. كما دعم حركة سياسية بريطانية قومية يمينية، عبر إعادة نشر أشرطتها المصورة، ما أثار غضب نواب بريطانيين من كامل الطيف السياسي. ولم يتردد ترامب في انتقاد زعماء بريطانيا، بمن فيهم رئيسة الوزراء. 

وفيما يبدو أن زيارة ترامب إلى المملكة المتحدة قد ألغيت إلى حين، يبدو أنه سيكون هناك بطيفه. إذ بعد وقت قصير من الإعلان عن إلغاء الزيارة، عرض متحف الشمع في لندن نسخته من الرئيس، والتي أخذت مكانها بين معروضات المتحف. 

 
موقع 24
 
زر الذهاب إلى الأعلى