ما هي اسباب إلتحاق الكثير من الشباب والنساء في السويد بالتنظيمات الارهابية
ما هي اسباب إلتحاق الكثير من الشباب والنساء في السويد بالتنظيمات الارهابية ؟
رئيس المخابرات السويدية “سابو” يدق ناقوس الخطر : الفترة الاخيرة شهدت ارتفاعاً في التعاطف مع المنظمات الارهابية في السويد
الغزي : العاطلون عن العمل ومتعاطي المخدرات وضحايا العنف الأسري للمسلمين هم من يتم تجنيدهم للأعمال الارهابية
السماوي : على جميع الدول مواجهة تنظيم داعش وتحطيمه عسكريا وفضح فكره المتخلف والمتطرف
رسول : المتطوعون يتأثرون بأخبار التواصل الأجتماعي التي تظهر قوة داعش المزيفة
العزاوي : المتطرفون يستغلون الجوامع لبث الثقافة “الجهادية”
العقابي : يجب ملاحقة ومحاسبة الجماعات الخارجة على القانون
الخفاجي : يجب مراقبة الاموال المشبوهة التي ترسل الى خارج السويد
يورو تايمز / سمير ناصر ديبس – سمير مزبان
أنتشرت في السويد خلال السنوات الأخيرة ، ظاهرة ألتحاق أعداد كبيرة من الشباب والنساء السويديين المغرر بهم وأنضمامهم للقتال مع تنظيم ( داعش ) الأجرامي ، أذ تشكل هذه الظاهرة خطورة كبيرة لها أبعادها المؤساوية والكارثية على حياة الملايين من الشعبين العراقي والسوري ، حيث ساهم هؤلاء بخسائر كبيرة بالأرواح البشرية وقتل الأبرياء العزل من العوائل والأطفال وكبار السن في كلا من الشعبين العربيين المسلمين في العراق وسوريا .
وقد اكد رئيس جهاز الامن السويدي “سابو” ، مؤخراً التحاق اكثر من ( 300 ) شاب سويدي مع التنظيمات الارهابية المتطرفة وابرزها تنظيم داعش الارهابي، لكنه في الوقت نفسه اشار الى ظاهرة اكثر خطورة بقوله انه رغم تراجع اعداد الملتحقين بداعش مؤخرا الا ان نسبة التعاطف مع التنظيم الارهابي والتنظيمات الاسلامية المتطرفة الاخرى في تصاعد وشهدت ازدياداً ملحوظا خلال الفترة الاخيرة؟ وهذا التصريح ينبئ بمخاطر كبيرة مستقبلية في السويد.
في هذا الأستطلاع الواسع الذي أجرته ( يورو تايمز ) تعرفنا من خلال الاحاديث لبعض الشخصيات التي التقيناها في بعض المدن السويدية ، الى الأسباب التي جعلت من بعض الشباب والنساء السويديين يلتحقون بالمنظمات الأجرامية والقتال ضمن المجموعات الارهابية في المعسكرات والمقرات التي اعدت لهم ، كما سلطنا الضوء من خلال هذه الاحاديث الى المعالجات التي يتطلب اجراؤها للحد من هذه الظاهرة التي تعتبر من الظواهرالخطيرة للغاية والتي تثير القلق لدى الشعبين العراقي والسوري وايضا لدى المجتمع الاسلامي في بلاد المعمورة .
تورط المراهقات من النساء بحجة الجهاد
أول المتحدثين السيد محمد شنان الغزي الذي سلط الضوء على هذا الموضوع بقوله : ان السويد ونظامها الديمقراطي وانتشار الجمعيات الاسلامية والدعم الحكومي ، شجع البعض لفتح هذه التجمعات واستغلالها للارتزاق والبعض الاخر لقضاء أوقاتهم واخرين للتعبد والاستغفار، وحتى هذه الجوامع والجمعيات اختلفت طائفياً ومناطقياً بالرغم من انهم جميعاً مسلمون ، وقال ايضا ليس هنالك صراع بين السنة والشيعة بل بين الاسلام الصحيح والجماعات المتطرفة، فالكثير من السنة والشيعة والصوفية والزيدية ومذاهب الاسلام لم تدعوا للعنف والارهاب والتكفير ولم تنجرف للفتنة التي تأثر فيها الشباب والمصابين بالامراض النفسية ومتعاطي المخدرات.
ان الملتحقين بتلك المنظمات الارهابية اغلبهم من العاطلين عن العمل ومتعاطي الحشيش والمخدرات وضحايا العنف الاسري للمسلمين يتم تجنيدهم في حرفية ذكية. واشار الى ان الحكومةالسويدية عليها ان تعلم ان ليس كل جمعية او رجل دين يدعوا لله والإنسانية، بل هنالك مآرب سياسية لكثير من الدول الغربية والإسلامية للضغط على السويد .
السويد واوروبا تستقبل الكثير من الارهابيين بين المظلومين من ارهابهم والهاربين لطلب الحماية من الاٍرهاب تتفاجأ انهم نشطاء حتى في اوروبا لامتلاكهم المشاريع والمحلات والوظائف حتى في دوائر الدولة السويدية بعد ما نهبوا دولهم وحولوا سرقاتهم للاستثمار لدعم الاٍرهاب.
وقال الغزي ان على الحكومة السويدية التدقيق في عمل الجمعيات وتنظيم زيارات رقابية ووضع قوانين صارمة للتطرف الديني والقومي والعنصري ودعم المسلمين في الاندماج الاجتماعي من خلال العمل والمنظمات الخيرية والإنسانية والسلام السويدي ، ودمج العناصر الأجنبية للجيل الثاني في الدوائر الأمنية لمكافحة العصابات الإرهابية والمحاسبة الشديدة لكل متجاوز على القانون عمداً
قلة الوعي لدى الشباب
من جانبه اكد السيد كريم السماوي ان هاجس الأرهاب يبقى اليوم جاثما ومقلقا للعديد من الدول خاصة تلك التي عانت منه والسويد واحدة من هذه الدول. وهذا يبدو جليا في القلق من عودة هؤلاء ليمارسوا العنف على أرض السويد نفسها.
واضاف إن أهم أسباب التحاق الشباب بهذه التنظيمات الإرهابية يرجع إلى قلة الوعي لديهم ، وإلى ضعف القوانين وعدم تشديد العقوبات التي تحول دون التحاقهم ، فضلا عن أن أي دولة لا يمكنها اليوم العمل بمفردها لمواجهة التنظيمات الإرهابية ، فالسويد جزء من المنظومة الأوربية ، وحدودها مفتوحة على دول الجوار ، وسهولة الانتقال مع عدم وجود رقابة كافية يشجع الإرهابيين القيام بأعمال إرهابية حتى على الأرض السويدية ، فكيف بالهجرة إلى بؤر الإر هاب في العراق وسوريا .
وأوضح السماوي أما المعالجات السليمة للحد من الإرهاب على أرض السويد أو الحيلولة دون سفر مواطنيها إلى بؤر القتال فيكون بالتنسيق مع الدول الأوربية ، وتوحيد القوانين المشددة بحق الإرهابيين ، ومراقبة وسائل التواصل للحيلولة دون التحاق المزيد من الإرهابيين في بؤر الإرهاب ، ودعم الدول التي تعاني مباشرة من الإرهاب كالعراق وسوريا ، والتعاون الأمني معهما خاصة في تحديد مَن هم الذين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية لمتابعتهم ومعاقبهم والحيلولة من استمرارهم بممارسة الإرهاب ، وتنظيم داعش الذي يعيش أيامه الأخيرة في العراق وسوريا يحتاج من جميع الدول التنسيق فيما بينها لمواجهته في خطين متوازيين الأول يتمثل بتحطيمه عسكريا والثاني بفضح فكره المتخلف والمتطرف.
محرقة داعش
اما السيد علي رسول فقد قال بدون أدنى شك أن هناك أطراف عديدة تشترك في عملية تطويع هؤلاء الشباب من السويد من البلدان الأوروبية الى تنظيم (داعش) ، ومن أهم هذه الأطراف قوى دولية وأقليمية معروفة برغبتها بأن يحتدم الصراع في المنطقة ، واشار الى ان أغلب المتطوعين تأثروا بأخبار التواصل الإجتماعي التي تدير بعض مرافقها جهات مشبوهة تقوم بدبلجة واخراج الأفلام التي تُظهِر أن داعش قوة لا تقهر، وأنهم قادرين على تحقيق الأنتصار على الحكم في العراق وسوريا .
والعامل الآخر هو المغريات التي تقدم للبعض في الحصول على أموال طائلة سواء كانت رواتب أو مردود الجزية و"الأتاوات" التي تفرضه عصابات داعش على المناطق التي تحتلها ، سواء في العراق أو الشام ، أو رغبة بعضهم ممن أغراهم أن يلعبوا دور رامبوات العصر الحديث، حيث السلاح المتطور وفرصة ممارسة القتل وإشباع رغبات مريضة لدى بعض من هؤلاء خاصة وأن أعمار من ألتحق من السويد تتراوح أعماره 15 إلى 20 عام . وطالب السيد رسول بمحاسبة أي من يتورط بمثل هكذا نشاطات إجرامية وعنصرية، والتي تحد من حرية الناس وحقهم في الحياة الحرة الكريمة بحجة أنه يمارس حريته الشخصية، وفرض الرقابة على برامج التواصل الإجتماعي التي تدعوا للكراهية والقتل ومعادات الأجناس الأخرى، ورفع وألغاء المداخلات من هذا النوع وخاصة باللغة السويدية. وكذلك وجوب فرض الرقابة على ما يتم تداوله في خطب بعض المراكز الأسلامية والتي يغلب تمويلها من الخارج والتي تقوم بأدلجة هؤلاء الفتيان لارسالهم إلى محرقة داعش.
الحلم الرومانسي والخيالي
وفي حديث اخر للدكتور المهندس مهدي سعيد حيدر العزاوي قال ان هناك اسباب عديدة لالتحاق الشباب بتنظيم داعش منها ضعف العلاقات العائلية بين الاب والام لعدة اسباب منها اقتصادية وبعضها انعدام العلاقات العاطفية بين الوالدين وكثيرا ماتصل علاقاتهم الى الانفصال او العزلة التامة ,ومايسمى بالتفكك العائلي. يدفع الابناء سلبياتها النفسية من القلق وعدم الشعور بالامان. بالاضافة الى التاثير الفعال من الاصدقاء والبيئة المحيطة ان كانت سيئة العادات والسلوك. كما ان تعدد وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للتنظيمات الارهابية والتي كانت وسيلة فعالة للاقناع والترغيب والاغراء للشباب والشابات، يقوم خلالها متخصصون في علم النفس ودراسة الشخصيات ونقاط ضعفها , وردود افعالها. تتبع اساليب قسرية في التوريط والترهيب والتهديد بالقتل ان لم تنصاع للارشادات المطلوبة. ولا ننسى ايضا المساجد في السويد التي تحولت الى أماكن للاجتماع والصلاة واقامة المناسبات الدينية في عدة مناطق سويدية وبعضها بيوت عادية. يستغلها المتطرفون لبث الثقافة المتطرفة والافكار الارهابية. اما عن المعالجات لهذا الموضوع فقد دعا الدكتور العزاوي تتلخص الى مراقبة حواضن واماكن ورصد تحركاتها وخطبها في التجمعات العلنية منها والسرية في بعض بيوت السكن.وهذا يتطلب حرفة مهنية متخصصة في مخابرات وامن البلد. كذلك لابد من ايجاد فرص عمل للشباب والشابات وعدم الاعتماد على الاعانات الاجتماعية . بل اشغالهم بانشطة متنوعة تنمي اهميتهم بالعائلة والمجتمع. لمنع شعورهم بالتهميش واللامبالاة بوجودهم ,واهمية مراقبة لوسائل التواصل التثقيفي المحرضة للعنف والكراهية للاخر.
محاسبة العصابات الخارجة على القانون
من جهته قال السيد عمار العقابي رئيس منتدى الجالية العراقية في السويد انه لابد من رادع حقيقي أمني لعناصر الإرهاب في البلاد. والقضاء والقصاص من الجهات الداعمة والممولة للارهاب ولمثل هكذا نشاطات معادية خارجة عن القانون. وطالب بإسم مجلس هيئة المنتدى العراقي الحكومة السويدية ووزارة الداخلية أن تفعل دورها الامني والاستخباري في رصد ومحاسبة وإقصاء منابع الإرهاب. والجميع يعلم أن السويد دولة تعنى بتطبيق القانون الدولي والقانون السويدي والنظام وتعليماته ويجب أن يأخذ مداه أمنيا من أجل القضاء على الجماعات الخارجة عن القانون. كما ويجب القضاء على أي نشاط وان كان مدنيا متستر تحت غطاء حرية
الفرد في المجتمع والتصرف كيفما يشاء ونرى حالات القتل العمد والترصد والجريمة المنظمة في بعض مدن السويد. وهذه الحالات تستوجب السيطرة عليها ومعرفة الجناة واعتقالهم والقضاء على المسبب الحقيقي والداعم لهم. وهذا سياثر سلبا على الجانب الامني في عموم المدن في مملكة السويد.
منظمات لتجنيد الارهابيين
الصحفي علي حسن الخفاجي من جهته اعتبر ان مشكلة الارهاب في السويد مشكلة معقدة ولم يجد لها الأمن السويدي حلولاً تمنع الكثير من الشباب والفتيات الالتحاق بالجماعات الارهابية في سوريا والعراق بعد إغرائهم بالمال وأمور اخرى تجعلهم يتحمسون للسفر الى المناطق التي يتواجد بها داعش الإرهابي ولا ننسى هناك أفراد ومنظمات اختصاصها تجنيد الشباب والنساء وإرسالهم الى تركيا حسب الاتفاق بين الأشخاص المتطرفين في السويد وكذلك الأشخاص الموجودين في تركيا ومن هناك يتم توزيعهم على سوريا والعراق ولحد الان ولم تتخذ الحكومة السويدية التشديد على من يريد السفر الى تركيا. واضاف، وكما معروف للعالم اكثر العناصر الارهابية والمتطرفين في تركيا/والمشكلة الأكبر عندما يعودون الى السويد وعبر المطارات والمنافذ السويدية تكون الإجراءات بسيطة تجاه هولاء الأشخاص المتورطين بالارهاب ، وهنا لابد من إيجاد قانون جديد يردع كل من يريد زعزعة الأمن والاستقرار في السويد والنظر بالعقوبة المناسبة للذين شاركو بالقتال مع المجاميع الارهابية والتشديد على الأشخاص الذين يسافرون الى تركيا والمعروف الدولة الوحيدة التي حدودها مع العراق وسوريا والتاكد من الإقامة ومدة الإقامة في تركيا وعلى السفارة السويدية مراقبة اوضاع المسافرين في تركيا،كما يجب على الأمن السويدي مراقبة الأماكن التي يتواجد بها المتطرفون ومعرفة مصير الأموال التي ترسل عبر البنوك الى خارج السويد.
الحقوق محفوظة لصحيفة يورو تايمز