يورو تايمز تنفرد بمقابلة حصرية مع زوجة اللاجئ العراقية الذي قتلته الشرطة الالمانية
حوار : د. علي الجابري
أربعة أشهر ونصف قضاها اللاجئ العراقي حسام الصرخي مع زوجته وأطفاله بين البحر والغابات والطرق الموحشة في دول البلقان من أجل الوصول الى ألمانيا، لتحقيق حلمهم بحياة آمنة ومستقرة. لكن الاقدار كانت عكس ما تمنت العائلة، إذ قتل الاب برصاص الشرطة الألمانية، بعد أربعة أشهر من وصول العائلة لبلاد ميركل !! فما الذي جرى ولماذا قتلته الشرطة ؟
“ يورو تايمز “ إنفردت بمقابلة زوجة الشاب العراقي القتيل وإطلعت على التفاصيل الكاملة لرحلة لجوء العائلة من العراق الى ألمانيا، وظروف وفاة الاب، ومصير الزوجة والاطفال بعدها.
تقول السيدة أم مريم انها وزوجها من سكان العاصمة بغداد ، زوجها مواليد 1984، ضابط في الشرطة برتبة نقيب .. بعد تخرجه من كلية الشرطة عمل مدربا في الكلية نفسها ، ثم نقل للعمل في شرطة النجدة في الكرخ والرصافة. بعدها تعرض لتهديدات متواصلة من قبل ميليشيات كانت تطالبه بالعمل معها، لكنه رفض. وبعد أن شعر ان القضاء العراقي غير قادر على حمايته، قرر مغادرة العراق هو وعائلته.
السفر الى تركيا
تكمل السيدة أم مريم قصة العائلة بقولها : “قمنا بتصفية بيتنا بسرعة وسافرنا الى تركيا، ومكثنا فيها مدة سنة ونصف، ثم قررنا التوجه مع موجة اللاجئين الى أوروبا، حيث قضينا أربعة أشهر ونصف في الطريق الى ألمانيا. وخلال هذه الفترة وحينما كنا في مقدونيا قدمنا طلباً للعودة بسبب قساوة الظروف لكن الموافقة تأخرت، ما دفعنا الى الدخول الى ألمانيا عن طريق مهربين أذاقونا العذاب خلال الرحلة بين الغابات والطرق الموحشة والتعامل السئ.
قصة الحادثة
وبالحديث عن قصة مقتل زوجها كشفت السيدة أم مريم وهي من مواليد (1991)، انها كانت تتناول العشاء مع صديقتها في “الكامب” وخرج أولادها للعب، وفي هذه الاثناء جاءتها لاجئة سورية أخبرتها ان لاجئاً باكستانياً اخذ إبنتها لمكان مجهول ، وبعد دقائق جاءوا به ومعه أبنتي، وتذرع إنه أخذها الى (السوبر ماركت) الذي كان مقفلاً في ذلك الوقت .. واكتشفنا انه قام بخلع ملابس إبنتي آسيا الداخلية وكان يحاول إغتصابها لولا تدخل بعض اللاجئين.
تضيف “ في هذه الاثناء إتصلت بزوجي الذي حضر مع اصدقائه وقام بضرب اللاجئ الباكستاني، وكانت الشرطة قد وصلت في الوقت نفسه وقامت بالتحقيق مع الباكستاني لمدة (45) دقيقة ثم أخذوه معهم، مما دفع بزوجي الغاضب الى محاولة مهاجمته بالكلام ولم يكن يحمل سكيناً كما أكد جميع الشهود.. وهنا قام شرطي بإطلاق النار عليه وأوقعه على الارض. وعندما سمعت صوت الرصاص جئت مسرعة ووجدت زوجي ممدداً على الارض ومنعتني الشرطة من الاقتراب منه ونقلوه الى المستشفى.
في الساعة الثانية ليلا طلبوا مني الانتقال الى مكان اخر ونقلوني أنا وأطفالي بسيارتين الى ساحة “تمبلهوف” حيث يوجد مخيم للاجئين هناك.. وفي صباح اليوم التالي ابلغوني بوفاة زوجي ؟! ولم أتمكن من مشاهدته الا بعد اسبوع من وفاته، حيث تم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه في مسجد تركي ؟! رغم وجود مساجد للعراقيين في المدينة .. ولم أشاهد الا وجهه فقط.
وبعدها بإيام نقلوا جثمانه الى العراق، وذهبت انا واطفالي الى المطار لوداعه الاخير.
القاتل طليق
وتقول السيدة أم مريم ان الشرطي القاتل أوقف عن العمل فقط ولم يسجن بإنتظار المحاكمة وانا اخشى ان يتم إغلاق القضية بذريعة ان الشرطي كان يدافع عن نفسه، رغم تأكيد الشهود انه لم يهاجم الشرطة مطلقا. وأضافت انها الان وكلت محامياً حول قضايا القتل واللجوء وتعرض طفلتها للاغتصاب، وكشفت ان السفارة العراقية أوكلت لها محاميا غير مختص بهكذا قضايا ما إضطرها لرفضه. والغريب ان السفارة رفعت يدها عن الموضوع رغم اني طلبت منهم توكيل محام مختص يكون قادر على اخذ حق زوجي وحق أطفالي.
وحول وضع العائلة حاليا، قالت ان اولادها يمرون بظروف نفسية سيئة ولا يتوفر لهم مسكن مناسب رغم طلبي ذلك من السلطات، المختصة، لكنهم بدأوا الدراسة قبل أيام ، وهي الى الان لم تحصل على موعد للمقابلة فيما يتعلق بقضية طلب اللجوء ، كما ان محاكمة القاتل لم تنته بعد. أما عن الجاني الباكستاني فإنه ما زال في السجن ولم يحاكم حتى الان ايضاً
وختاماً ناشدت السيدة ام مريم وسائل الاعلام والسلطات المختصة في ألمانيا عدم التغاضي عن الجريمة التي حصلت لزوجها وابنتها وطالبت بالقصاص العادل من قاتل زوجها ومن اللاجئ الذي حاول إغتصاب إبنتها.
يذكر ان الضحية العراقي حسام له (3) أبناء ، هم مريم مواليد (2008) وآسيا مواليد (2009) وفاضل موالد (2013).