علماء أستراليون يعيدون تركيب فيروس كورونا القاتل في مختبراتهم
نجح فريق من العلماء في أستراليا لأوّل مرة في تنمية فيروس كورونا مخبرياً خارج الصين- في خطوة من شأنها مساعدة الباحثين على دراسة مسبب المرض الفيروسي الذي أدّى إلى وفاة 130 شخصاً على أقلّ تقدير.
وزرع العلماء في معهد بيتر دوهيرتي للعدوى والمناعة في ملبورن فيروس كورونا الذي نشأ في مدينة ووهان باستخدام عيّنة مأخوذة من أحد المصابين بالمرض ووصفوا نجاح هذه العملية بأنّه "نقطة تحوّل".
وسوف يوفّر الفيروس المعزول الذي زرع في منبت للخلايا ، معلومات جوهرية تساعد المختبرات حول العالم على مكافحة انتشار المرض القاتل.
وقال الدكتور جوليان دروس من مستشفى ملبورن الملكي "نشر المسؤولون الصينيون التركيبة الجينية لهذا النوع الجديد من فيروس كورونا وهذا ما يساعد في تشخيص المرض لكن وجود الفيروس الأصلي يعني أننا بتنا نستطيع التأكّد من صحّة كافة طرق الفحص والمقارنة بين درجة حساسيتها وخصائصها- وسوف تشكّل هذه الخطوة نقطة تحوّل في إطار تشخيص المرض".
"سوف يوظّف الفيروس باعتباره مادة للتحكّم الإيجابي داخل شبكة مختبرات الصحة العامة في أستراليا ويشحن كذلك إلى المختبرات المختصّة التي تعمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية في أوروبا".
ومن المتوقّع استخدام الفيروس الذي نمّاه معهد دوهيرتي في إنتاج اختبار للأجسام المضادّة يسمح باكتشاف وجود الفيروس لدى المرضى الذين لم تظهر عليهم أيّ عوارض ولم يعلموا بالتالي أنّهم مصابون بالفيروس.
وقال الدكتور مايك كاتون، نائب مدير معهد دوهيرتي "سوف يسمح لنا اختبار الأجسام المضادة أن نفحص المرضى المشكوك بإصابتهم بالعدوى لاحقاً كي نشكّل صورة أدقّ عن مدى انتشار الفيروس وبالتالي عن معدّل الوفيات الحقيقي، ضمن أمور أخرى".
"وسوف يساعد كذلك في تقييم فعالية اللقاحات التجريبية".
زرع الفيروس باستخدام عيّنة من أحد المرضى حصل عليها المختبر الفيكتوري المرجعي للأمراض المعدية في معهد دوهيرتي التابع لمستشفى ملبورن الملكي يوم الجمعة 24 يناير (كانون الثاني).
وأشار الدكتور كاتون "تجهّزنا لوقوع حادثة كهذه منذ سنوات بعيدة ولذا استطعنا أن نحصل على إجابة بهذه السرعة".
وعزا هذا النجاح أيضاً إلى شبكة المختبرات الأسترالية والسلطات المعنية بالصحّة العامة لعملها بفعالية مع بعضها البعض.
"نحن في غاية السرور إزاء سير هذا العمل ويسعدنا أننا استطعنا الإستجابة بسرعة وهذا ما سنواصل فعله في المستقبل".
في هذه الأثناء، تعمل روسيا والصين على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا وقد أرسلت بكين التركيبة الجينية للفيروس إلى السلطات في موسكو، حسب ما أفادت البعثة الدبلوماسية الروسية في الصين يوم الأربعاء.
وارتفع عدد الوفيات جرّاء الإصابة بفيروس كورونا يوم الأربعاء إلى 132 فيما قارب عدد الإصابات المؤكّدة بالمرض عتبة 6000 إصابة.
وقالت القنصلية الروسية في مدينة غوانغزو في بيانٍ لها "بدأ الخبراء الروس والصينيون بتطوير لقاح".
وأشارت رويترز إلى أنه من غير الواضح إن كان العلماء الروس والصينيون يعملون سوية أو كلّ على حدة.
وبدأت روسيا، حيث لا توجد إصابات مؤكّدة بالفيروس إلى الحين، يوم الثلاثاء بفحص كافة السيّاح الروس العائدين من الصين حسب ما أفاد المرصد الوطني لصحة المستهلك في البلاد يوم الأربعاء.
وأضافت القنصلية في بيانها "سلّم الجانب الصيني التركيبة الجينية للفيروس إلى روسيا مما سمح لعلمائنا بالمسارعة في تطوير فحوصات فورية تسمح بتحديد وجود الفيروس داخل جسم الإنسان بغضون ساعتين".
وأشارت القنصلية إلى استمرار المحادثات بين موسكو وبكين حول إخلاء المواطنين الروس من منطقتي ووهان وهوباي مركز الوباء.
وأصدر رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين أمراً إلى مرصد سلامة المستهلك بوضع خطة وتقديمها إلى الحكومة يوم الأربعاء حول طرق منع انتشار فيروس كورونا.
كما أغلقت السلطات الروسية بعض المعابر البرّية مع الصين في أقصى الشرق الروسي حتّى 7 فبراير (شباط).
( إندبندنت ووكالات)