الخزاف وسام حداد : عدم الاهتمام بفن الخزف أدى لقلة الخزافين
الخزاف وسام حداد
· الإنسان الرافديني فنان بالفطرة
· عدم الاهتمام بفن الخزف أدى إلى قلة الخزافين
· أحب أن أعطي تقنيات الزجاج نكهة القدم وعوامل التعرية
خزاف له لونه الخاص، يخلط خزفياته تارة بالخط العربي، وأخرى بتكاوين تجريدية تمنح أعماله خصوصية عالية الجمالية تجعل من السهل تمييزها، كما لو كانت توقيعه السري، مولع بالخزف، وأعماله تحمل سر هذا الولع، أقام العديد من المعارض، وشدت أعماله الأنظار، حيث كان يحمل دفء بغداد في قلبه، وبرد الشمال الأوروبي بين عينيه، مما أعطاه تفرداً شيد به مشاهدو أعماله، الفنان وسام حداد، كان لنا هذا الحوار معه:
– كيف إكتشفت شرارة الفن في نفسك؟ ومتى؟
يعود ذلك إلى فترة مبكرة من طفولتي حَيْث كنت أسكن مع عائلتي بالقرب من منطقة التل في مدينة المشتل ، فقد توفرت لي فرصة رائعة بأن أرى فريق من الآثاريين يأتي كل يوم ويقوم بإستخراج اللقى الآثارية والدمى الفخارية والكثير من الأواني المنزلية من باطن الأرض ، والكثير من هذه القطع مشغولة بإتقان ومهارة كبيرة تزينها بعض الكتابات المسمارية وكذلك بعض الرسومات الحيوانية منفذة بطريقة غائرة مدهشة وألوان أوكسيد الحديد الأحمر مسيطرة على الجو العام لهذه القطع الجميلة والمكان ( التل ) بأكمله ، حيث كنت أنا وزملائي نتابعهم من خلف الأسوار المشبكة التي كانت تحيط المكان ، وما أن ينتهو من عملهم اليومي ندخل غلستآ لنرى بأم أعيننا ونلامس بأيدينا ماكنا قد شاهدناه من خلف الأسوار ، جمال هذه القطع الفخارية وسحرها الأخاذ كان له الوقع الكبير على نفسي وروحي وذاكرتي لغاية هذه اللحظة ، ففي حينها كنت آتي بالتراب ومن نفس المكان وأخلطه بالماء في محاولة لجعله ( طينآ )، لأقوم بتقليد هذه القطع الرائعة ولكن دون جدوى ، وهذا ماولد في داخل هذا الطفل إحباط كبير من جهة، وتحدٍ أكبر ليجلس في يوم من الأيام خلف دولاب الخزف وينجز ماأنجزه أجداده ! ولله الحمد تحقق حلمي في دخولي إلى معهد الفنون الجميلة ومن بعدها إكمال دراستي في كلية الفنون الجميلة في بغداد ، وتخصصي في دراسة فن الخزف الذي أعشقه حد الجنون ، وهنا لايفوتني ذكر الفضل الكبير لأستاذي وصديقي ووالدي الحبيب المرحوم سعدي الحداد في كل توجهي لدراسة فن الخزف وكذلك إكمال مسيرتي فيما بعد .
2- الخزافون قلة في الوطن العربي ، فلماذا إخترت الخزف دونآ عن الفنون الأخرى التي تدرس في كلية الفنون ؟
نعم الخزافون قلة في الوطن العربي ، وذلك راجع لعدة أسباب أهمها عدم الإهتمام بهذا الفن النبيل أبتدائآ من رياض الأطفال مرورآ بالدراسة الإبتدائية والمتوسطة والثانوية ، ففي بلد مثل النرويج من المستحيل أن تجد مرسة أو رياض أطفال لايحتوي على مشغل متكامل للخزف ، وهنا علينا أن نقف ونتسائل لماذا كل هذا الإهتمام بهذا الفن ؟ ببساطة شديدة فأن هذا الفن ينمي القدرات الذهنية وينمي الذائقة الجمالية ويشجع على الخلق والإبداع ، ويزرع البذرة ويفتح الطريق للكثير من المواهب التي من الممكن أن تصبح مشاريع لفناني المستقبل . أما فيما يخص سبب إختياري لفن الخزف دونآ عن الفنون الأخرى فذلك عائد كما ذكرت لولعي المبكر بهذا الفن العريق ، فهو قريب وملامس ومحاكي لكل ضروب الفن ، فالقطعة الخزفية فيها الشيء الكثير من ( النحت والرسم والكرافيك والتصميم واللون والمسرح والقصة ) كل هذه الفنون وغيرها مجتمعة في هذه القطعة الخزفية ، كذلك على الخزاف أن يكون نجار وحداد ومصمم وكهربائي ليتمكن من إنتاج عمل خزفي متقن ، وحيث أنني كنت قريبآ من الكثير من هذه المهن كان من السهولة لي أن ألج هذا الطريق ، بحكم مرافقتي لوالدي الذي يعد من رموز الصناعة في العراق في ذلك الوقت .
3- كيف تفسر قلة فنانو الخزف نسبة إلى الفنون الأخرى ؟
يعود ذلك للكلفة العالية لمواد فن الخزف، والأفران الخاصة بهذا الفن من جهة ، ووجوب إيجاد ستوديو خاص لمزاولة هذا الفن من جهة أخرى ، عكس الفنون الأخرى التي يمكن مزاولتها في أي مكان مثال ذلك فن الرسم ، كذلك كلفة المواد هذه الفنون لاتقارن بتكاليف فن الخزف ، وللأسف هذه الأسباب وغيرها منعت الكثير من الشباب التي كان يمكن أن تصبح أسماء هامة لمشاريع فنانين على ساحة الفن التشكيلي.
4- هل يمكن أن تشرح لنا بطريقة مبسطة ماهو خزف الراكو؟ وما الذي أضافته لعملك هذه التقنية؟
ببساطة شديدة كلمة الراكو هي كلمة يابانية الأصل ومعناها ( السعادة ) والمتعة ، وخزف الراكو هو أحد أهم أنواع الخزف الأصيلة والمتطورة ، ويختلف خزف الراكو عن الخزف الإعتيادي بكل المراحل إبتداءآ من الطينة الخاصة التي يتوجب عليها القابلية الكبيرة لتحمل الصدمات الحرارية مثال ذلك التبريد السريع والمفاجيء ، كما وأن خزف الراكو يفخر أفران صغيرة تحتوي على غطاء محكم يمكن رفعه بسهولة ويسر وتتراوح درجة حرارة الحرقة الأولى ( البسكت ) 700 – 1000 م ، وبالنسبة لحرقة الزجاج فيجب أن يصل إلى درجة الإحمرار فضلآ على الإعتماد على النظر بحيث يكون الزجاج صقيلآ ولامعآ ، عندها يتم رفع غطاء الفرن ووضع القطع الخزفية في وعاء معدني خاص ومعد لهذه العملية ، على أن يكون هذا الوعاء مليء بمواد قابلة للإشتعال مثال ذلك نشارة الخشب ، ثم تغلق الحاوية المعدنية وتترك لتدخن لبضع دقائق ، ومن خلال هذه العملية ستمر هذه القطع الخزفية في حالات إختزال ثانوية قوية تؤدي الى سحب الأوكسجين من أكاسيد التلوين لتتحول إلى ألوان البريق المعدني ، ولخزف الراكو خصوصية رائعة لألوانه المثيرة التي لايمكن توقعها ، وبالنسبة لي شخصيآ فقد طرقت أبواب هذا الفن الساحر ( خزف الراكو ) في فترات متقطعة من حياتي الفنية خاصة خلال فترة الدراسة في معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة في بغداد ، وكذلك خلال بعض فترات المنافي خارج الوطن ، ولحبي الكبير لهذا الفن يجد المتلقي وللوهلة الأولى في أعمالي التي أنجزتها في العقد الأخير أنها أعمال راكو ، وهي في الحقيقة ليست كذلك وخاصة فيما يخص تقنيات اللون والزجاج الذي أحرص أن أعطيه نكهة القدم وعوامل التعرية ، ومؤاخذتي الوحيدة على خزف الراكو وإبتعادي عنه في هذه الفترات المتقطعة هو صعوبة إنجاز الأعمال الكبيرة الحجم التي أعشق تحدياته.
5- ما الصعوبات التي تتعثر بها خلال عملك كفنان خزف ؟
لا يخفى على الجميع صعوبة مزاولة هذا الفن المعقد والذي يحتاج الكثير من الصبر والخبرة المتراكمة والتجريب ، حيث يمر العمل الفني الخزفي بمراحل كثيرة إلى أن يجد طريقه إلى المتلقي . ولكن ومن خلال مزاولتي لهذا الفن ولأكثر من خمسة وعشرين عامآ لا أجد هناك صعوبات كبيرة في عملية إنتاج العمل الفني ، فأنه بإعتقادي عندما تجتمع الموهبة مع الدراسة الأكاديمية مع الحرفية بقدر كافٍ، يصبح من السهل بمكان إنتاج عمل خزفي مميز ، ومع البحث والتجريب بالتأكيد ستكون هناك شخصية واضحة وإسلوب مميز للخزاف وللعمل الخزفي معآ .
6- هل يلاقي هذا الفن حقه الحقيقي من الإهتمام ، سواء بالعرض ، أو الإقتناء ، أو بالنقد ؟ خلال العقود الأخيرة من الزمن أصبح لفن الخزف مكانة خاصة ومميزة ، إبتداءآ بمراحل التعليم المختلفة ، وصولآ إلى أقسامه الخاصة في الكثير من معاهد وكليات وأكاديميات الفن ، كذلك تخصص الكثير الكالريات والبيناليات والمهرجانات بفن الخزف المعاصر ، حيث أصبح لفن الخزف حظوة كبرى وحضور مميز إسوة بباقي الفنون من رسم إلى نحت إلى كرافيك إلى الفنون المفاهيمية الحديثة وغيرها ، وبالنسبة لموضوع الإقتناء هناك جمهور واسع يواظب على حضور معارض فن الخزف وكذلك إقتناء أعماله ، سيما وأن فن الخزف دخل وبقوة في موضوعة التصميم الداخلي والخارجي للكثير من البيوت والمباني الخاصة والحكومية ، إذ يتمتع فن الخزف بخاصية تميزه عن بقية الفنون وهي عدم التأثر بعوامل الزمن سواءآ تم عرضه داخليآ أوخارجيآ ، أما فيما يخص موضوعة النقد فلا أعتقد بأنه أخذ حقه الكافي ، سيما وأنه كان موضع إهتمام شعوب الأرض كلها خلال الحقبات العديدة التي عاشتها البشرية ، وفي معظم الأحيان كانت بقايا تلك العصور والحقب الخزفية مفتاحآ لمعرفة خفايا وأسرار الحضارات المختلفة .
7- مالذي أضافه لك مخزونك الثقافي كإبن بلاد الرفدين العريقة إلى عملك ؟
عندما يتعلق الأمر بالتأثيرات والمرجعيات التي تخص تجربتي الفنية ، فأنه من البديهي والطبيعي أن أتأثر بكل ما تربت عليه ذاكرتي الذهنية والبصرية في كل مايخص عناصر بناء العمل الفني من الشكل ومايحتويه من رموز وموتيفات ودلالات لونية إلى آخر ذلك ، فعندما نتكلم عن بلد إسمه العراق فإننا نتكلم عن سومر وأكد وآشور وبابل ونينوى وسامراء وبغداد … هذا الإرث العظيم لبلد علم البشرية الكتابة، وإخترع عجلة الخزف، وسنت فيه أولى القوانين التي تنظم حياة البشر، وإمتلأت متاحف العالم الشهيرة بقطعه الآثارية ، هذا كله يجعل الإنسان الرافديني فنان بالفطرة ، كذلك عندما نتكلم عن ألوان الشرق عامة وألوان بغداد خاصة التي تتميز بقباب مساجدها الخضراء والزقاء والشذرية وألوان الذهب التي تتوهج في أشعة شمس بغداد الأبدية . وبالعودة إلى تجربتي الفنية ظلت ألوان ورائحة وعبق بغداد الجميلة حاضرة وبقوة في تناغم حداثوي جميل مع ألوان بحر الشمال الباردة والشفق القطبي الساحر . وكان حضور لون الطين قويآ في معظم الأعمال التي أنتجتها في بداياتي المبكرة ولحد الآن ، ولهذا اللون له دلالات رمزية وقصدية ، إذ أنه يرمز بلدي الحبيب العراق ، والذي كنت غالبآ ما أجسده بلون الحرف العربي والذي كان حاضرآ وبقوة في معظم أعمالي ، وحتى بعد وصولي إلى النرويج كان حرصي الكبير أن يكون هذا اللون متواجدآ وحاضرآ في كل الأعمال .
8- هناك خط عربي في أعمالك الخزفية ؟ هل هي جمالية الخط العربي ؟ أم أنه الإنتماء ؟ وهل يمكن إستعمال لغة أخرى لتنتج نفس المفهوم الجمالي ؟
لقد ظل الخط العربي ملازمآ لتجربتي الفنية منذ بداياتي المبكرة ولحد الآن ، فقد كان معرضي الشخصي الأول تحت عنوان ( البسملة ) الذي كان ضمن فعاليات مهرجان بغداد العالمي الثاني للخط العربي ، حيث إستعرضت في هذا المعرض مراحل تطور الحرف العربي منذ ظهور الإسلام، ولغاية ما وصل اليه مايسمى بالحرف الطباعي، أو نسخ المطابع، في 100 خزفية للبسملة نفذت كألواح وجداريات ، في تجربة كانت الأولى من نوعها ، هذه التجربة ألقت بظلالها ورسخت حبي الكبير لفن الخط العربي ، وجعلتني أبحث وأجرب الكثير من الخطوط التي طورتها، ووظفتها فيما بعد لخدمة تجربتي الفنية ، سواءً كنص مكتوب، أو كحروفية، بإستعمال الحرف العربي كعنصر من عناصر العمل الفني فيما بعد ، ومما لاشك فيه فإن للحرف العربي جمالية وخصوصية وسحر أخاذ، فبالنسبة لي أجد متعة ليس بعدها متعة في توضيفي لجماليات الحرف العربي، وهذا مايظهر جليآ في مجموعتي الأخيرة ( أبجدية طين الذهب ) ، فقد تعاملت مع جميع أنواع الخطوط العربية ، ولكني أرى بأن الخط الكوفي المصحفي، أو مايسمى ب ( كوفي القرن الهجري الأول )، هو أقرب الخطوط إلى قلبي وأكثرها خدمة وطواعية مع مادة الطين ، وبالعودة لموضوع الإنتماء فمن الأجدر بنا أن نستلهم ونعمل على جماليات الشرق، وماأكثرها، وليس آخرها الحرف العربي ، كذلك نرى الكثير من فناني الغرب بدأوا في الفترة الأخيرة بإستلهام الحرف، وتوظيفه في أعمالهم المعاصرة، سواء كحرف لاتيني أوحرف عربي ، وقد كانت لي تجربة مميزة ورائعة من نوع آخر في عام 2007 في معرضي ( جلجامش … أجنحة الطين والنار ) ، حيث وظفت الخط المسماري في 25 عمل جداري مستوحيآ مجموعة من نصوص ملحمة جلجامش ( أول نص أدبي متكامل في تأريخ البشرية ) .
10- كفنان مغترب ، ما الذي أضافته الغربة إلى عملك ؟ وإلى مخزونك الثقافي كفنان ؟ شخصيآ أعتقد بأن الغربة سلاح ذو حدين ، فأما أن تأخذ الفنان وتسلخه من جذوره ، وأما أن يوفق الفنان في المزج بين ثقافتين ، وهذا بالضبط ما حصل معي مستفيدآ من كل المزايا والفرص الثمينة التي وفرها الإغتراب ، وللأمانة فأن وجودي خارج الوطن أتاح لي الكثير ومكنني من تطوير تجربتي الفنية ، مستفيدآ من التقدم والتكنولوجيا التي طالت كل نواحي الحياة ، إن زيارة المتاحف والمهرجانات والبيناليات والجاليريات المتخصصة بالفنون، والإطلاع والإحتكاك بتجارب الفنانين المهمين، والمؤثرين، كان له الأثر الكبير في إنضاج تجربتي الفنية ، كذلك توفر المواد الأولية من أطيان وزجاج وأفران وكل مايحلم به الخزاف، كان له الأثر الإيجابي بهذا الخصوص ، على نقيض ما هو في بلدي الحبيب إذ على الخزاف أن يقوم بكل شيء من تحضير الطين وتحضير الزجاج وبناء الأفران الخ … وهذا بالتأكيد سيأخذ ذلك من وقته وتفكيره وجهده وأعصابه ، لذلك نرى الكثير من المزايا التي أتاحها لنا الإغتراب .
11-النار والماء والتراب والهواء … العناصر الأربعة الأساسية كلها موجودة في فن الخزف ؟ هل يمكن أن يكون للعمل الخزفي بعدآ فلسفيآ أكثر من كونه عملآ فنيآ جميلآ ؟
بالتأكيد هناك أبعاد فلسفية كبيرة لهذه العناصر الأربعة التي يتكون منها فن الخزف ( النار والماء والتراب والهواء ) ، إذ لو تخلف أو سقط واحد من هذه العناصر الأربعة لم يتسنَ لنا من رؤية شيء إسمه ( فن الخزف ) ، وهذا ماينطبق أيصآ على حياتنا كبشر ، إذ بتخلف واحد من هذه العناصر الأربعة ستكون حياتنا أشبه بالمستحيل ، نستنتج من ذلك الأبعاد الفلسفية الكبيرة لهذا الفن الساحر ، الذي دغدغ مشاعر الإنسان منذ أقدم العصور ، وإمتلأت متاحف العالم بكنوز هذا الفن وصولآ إلى يومنا هذا ، فبرغم كل النظريات والفنون الحداثوية المعاصرة ، حافظ هذا الفن الأصيل على وجوده وديمومته ، وإنصهر في مدارس الحداثة والتجديد، إذ يعد فن الخزف من أهم مرتكزات فنون الحداثة وما بعدها، وذلك لتداخل معطياته الشكليةعلى نحوما مع فنون التشكيل الأخرى من نحت، وعمارة، ورسم، وكرافيك .
14- ماهي مشاريعك المستقبلية ؟
بالتأكيد هناك الكثير من الأحلام والمشاريع التي أحرص على إنجازها في هذه الرحلة الحياتية القصيرة ، والتي مرت أسرع من السحاب ، في خضم تنقلاتنا وترحالنا في أرجاء المعمورة بعيدآ عن الوطن ، فقد أنجزت مؤخرآ بحدود 20 ماكيت ( نحت فخاري ) ممكن إنجازها ونصبها في بعض الساحات والأماكن الخاصة هنا في النرويج ، وبأحجام كبيرة سواء كأعمال خزفية كبيرة أو حتى ممكن تنفيذها بمادة البرونز ، وبالفعل فقد فاتحت بعض البلديات التي أبدت إهتمامها الكبير، ونحن ماضون في هذا المشروع وبقوة، خاصة وأن المواضيع التي تحاكيها هذه الأعمال هي مواضيع إنسانية تخاطب الوجدان بحداثوية مثيرة ، وحلمي الأكبر أن تسنح لي الفرصة بعد كل هذا الضجيج أن يكون لي أثر كبير في معشوقتي الأعز والأجمل والأزهى والأبهى ( بغداد ) ، كما وأنني إنتهيت للتو من إنجاز مشروع معرضي الأخير ( أبجدية طين الذهب ) الذي إحتوى على 40 عمل جداري ، مجسدآ بها 40 مرادف لكلمة ( حب ) ، حيث أنني إبتدئت بهذا المشروع مع بداية الإعتراف باللغة العربية كلغة أساسية سادسة معترف بها في مبنى الأمم المتحدة، حيث تم إطلاق هذا المرادافات التي سحرتني وأجبرتني على إنجاز هذه التجربة التي وضعت بها خلاصة تجربتي الفنية والتقنية وخاصة تقنيات اللون وطبقاته، مازجاً ألوان الشرق الحارة الساحرة بألوان بحر الشمال الباردة والمتجمدة، وهناك الكثير الكثير في قادم الأيام ، والذي أتمنى أن تمنحنا هذه الحياة الفسحة لإنجاز البعض من هذه الأحلام المؤجلة .
حاورته / لبنى ياسين
- كاتبة صحفية وتشكيلية.