ثقافة

دار النشر بونييرش السويدية تبدأ في إصدار أدب وقصص أطفال باللغة العربية

رغم انتشار اللغة العربية وتبوؤها مؤخرا المرتبة الثانية كلغة أم في السويد إلاّ أن حركة الترجمة وطباعة إصدارات بالعربية قليلة وتكاد تكون شبه منعدمة. وبما أن أدب الأطفال يحظى باهتمام خاص في السويد بادرت دار النشر بونييرش، وهي من أعرق دور النشر السويدية، بتأسيس شركة تختص في أدب الأطفال باللغة العربية.

فلورا مجدلاوي، مستشارة بفينيكس وهو الاسم الذي تحمله دار النشر حديثة المولد، تقول إن المشروع جاء تلبية لمعطيات جديدة لا يمكن إغفالها في المجتمع السويدي:

 نتيجة لحركة الهجرة التي حدثت في السنوات الأخيرة وصل عدد الأطفال العرب الذين يرتادون المدارس السويدية إلى حد لا يستهان به، لهذا أرادت دار بونييرش للنشر القيام بلفتة ترحيبية وجميلة جدا تجاه هؤلاء الأطفال الذين تعد العربية لغتهم الأم لتقول لهم أن لغتكم مرحب بها بيننا في السويد، تقول فلورا مجدلاوي من دار النشر فينيكس.

كما أن هذه الخطوة نابعة أيضا من الإيمان بضرورة أن يكون لكل طفل كتاب قريب منه، وكون الكتاب سيكون باللغة الأم فهو ما سيقرّب الكتاب من الطفل القارئ العربي، تضيف مجدلاوي.
 
وإذا كانت إحصائيات غير مؤكدة تشير إلى أن العربية هي اللغة الأم لحوالي ثلاث مئة ألف شخص في السويد، فإن المؤكد بحسب مصلحة المدارس هو أن عدد تلاميذ المرحلة الأساسية الذين تعتبر اللغة العربية لغتهم الأم يزيد عن سبعين ألف طفل. هذه الشريحة بالذات هي من تطمح دار النشر الجديدة إلى الوصول إليها عن طريق تقديم إصدارات باللغة العربية تعزّز الإحساس بالانتماء للثقافة واللغة الأم، كما أنها تطمح أيضا إلى جعل الكتاب أداة للاندماج في المجتمع السويدي، كما توضّح فلورا مجدلاوي مستشارة بدار فينيكس للنشر:

الهدف هو تحسيس الأطفال العرب بأن اللغة التي يتحدثون بها في منازلهم لغة مرحب بها في الصف، في المدرسة وفي المجتمع السويدي، تقول فلورا مجدلاوي 

خطوة ترجمة وإصدار كتب أطفال باللغة العربية لها مدلولات كثيرة من بينها تشارك الطفل الذي تعد السويدية لغته الأم والطفل الذي تعد العربية لغته الأم في قراءة ذات القصة كل بلغته الأم، مما سيعزّز ويقوّي العلاقة بين هذين الطفلين المتجاورين في مقاعد الدراسة إذ سيتشاركان في نفس التجربة القرائية، الأدبية والجمالية مّما يخلق فرصا للتقارب والتواصل، كما تضيف مجدلاوي. 
 
"قصص من هنا وهناك" شعار دار النشر الجديدة تعمل فينيكس على تجسيده من خلال حركة ترجمة في الاتجاه الآخر، إذ تطمح الشركة في خطوة لاحقة إلى ترجمة قصص أطفال من اللغة العربية إلى اللغة السويدية بهدف تعريف الأطفال السويديين بالثقافة العربية. وفي انتظار ذلك ستكون أولى المطبوعات باللغة العربية جاهزة عن قريب إذ ستصدر خمسة كتب في شهر أغسطس القادم، تليها ثمانية كتب مع بداية فصل الخريف.

 

 

 

 

 

 

راديو السويد

زر الذهاب إلى الأعلى