فيديو السيدة التي اجتاحت الإنترنت: سويدي ولا علاقة لـ”غسان”
انتشر فيديو قصير مصور لأحد مراسلي القنوات التلفزيونية بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تظهر فيه امرأة مسنة قيل إنها تنادي شخصاً يدعى "غسان".
وفيما كان المراسل التلفزيوني ينقل رسالته الإخبارية عبر إحدى القنوات التلفزيونية الأجنبية مباشرة على الهواء، دخلت المرأة إلى كادر الكاميرا ونادت أكثر من مرة شخصاً أشير في البداية إلى أنه "غسان" ما جعل المراسل يضحك متفاجئاً بما حصل.
وفي الأسبوع الماضي، عمد مستخدمو منصات التواصل في العالم العربي لإعادة نشر الفيديو بشكل كبير، خاصة أن خلفية الفيديو هي حائط المبكى في فلسطين المحتلة، وشبه صراخ المرأة باسم "غسان".
وخلال الأيام الأخيرة، أنتج عدد من موزعي الموسيقى أغان ممزوجة بصيحات المرأة، وخرجت بعض الفيديوهات تؤكد لعب تلك الأغاني داخل النوادي الليلة قيل إنها في بيروت، ولكن لم يتم التحقق منها. كما نشر موسيقيون آخرون نسخاً مختلفة للأغاني التي مزجت مع صوت المسنة.
كما نشرت الممثلة اللبنانية ماغي بو غصن فيديو عبر حسابها الرسمي، تقلد فيه مع الممثلة جيسي عبدو المرأة التي تنادي "غسان" من وسط بيروت.
حقيقة الفيديو ومصدره
واستطاع 24 الوصول إلى مصدر الفيديو، حيث تبين بحسب الأدلة التي ظهرت في المشاهد المصوّرة، أن المراسل يدعى ستيفان بورغ ويعمل في القناة الرابعة السويدية.
وعلى حسابه الخاص على فيس بوك، أعاد المراسل نشر بعض مقاطع الفيديو المضحكة حيث تم مزج فيديو "غسان" مع مقاطع أخرى أو تقليد الفيديو الشهير.
ويظهر سرور المراسل الذي بات شهيراً في العالم العربي والأوساط الإسرائيلية، عبر الصورة الأساسية لصفحته على فيس بوك عندما بدّلها بلقطة من الفيديو مع وقوف المسنة أمامه خلال رسالته المباشرة.
ويوم الجمعة الماضي، أكد بورغ في منشور له أن الاسم الذي سمع في الفيديو الذي تم تصويره إلى جانب حائط المبكى، لم يكن "غسان" بل "هرتزل"، الاسم الذي ينتشر لدى أتباع الديانة اليهودية.
وعلى الرغم من عدم انتشار الفيديو في الأوساط السويدية، إلا أن القناة الرابعة السويدية أشارت في تقرير برنامجها الصباحي اليومي، إلى أن بورغ تلقى العديد من العروض للظهور في البرامج الإسرائيلية والنشرات الأخبارية للتعليق على الفيديو الذي بات الأكثر ترفيهاً خلال الأسبوع الماضي.
وفي كلام له إلى القناة التي يعمل بها، أكد بورغ أن الحادثة وقعت منذ أكثر من 4 سنوات، من دون أن يعرف من يقف خلف إعادة انتشاره على الإنترنت.
وتابع قائلاً: " كنت أعمل بشكل طبيعي، على تقرير يتعلق بازدياد عدد اليهود المتشددين الدينياً في إسرائيل، عندما اعترضتني هذه المرأة أمامي بشكل مفاجئ منادية: "هرتزل".
ويشير بورغ إلى أنه بجانب الإعلام الإسرائيلي، فإن الفيديو لاقى تفاعلاً كبيراً لدى المستخدمين العرب والاسبان.
وأعرب مراسل القناة السويدية عن تفاجئه بردود الفعل الواسعة التي أبداها المستخدمون على الإنترنت "شعور سريالي"، من دون أن يتمكن من معرفة سبب هذا الانتشار.
مناشدات بوقف تداول الفيديو رغم فرحها
واستطاع الإعلام الإسرائيلي الوصول إلى السيدة التي ظهرت في الفيديو، حيث أكدت أكثر من وسيلة إعلامية أن السيدة التي عرف أنه تدعى "سارة" مسرورة جداً بانتشار فيديو ومؤكدة فرحها بإضحاك العالم ولو عبر حركة بسيطة غير مقصودة.
إلا أن أصوات مستخدمي منصات التواصل علت في اليومين الماضيين، مطالبين بوقف تداول الفيديو لما قد يسبب بالضرر النفسي للمرأة على المدى الطويل، إلا أن آخرين لفتوا إلى أن الموقف كان طريفاً ولم يكن هناك من استهداف شخصي للمرأة.
وفي محاولة للبحث عن "هيرتزل"، تداول المستخدمون صورة غير مؤكدة لامرأة ورجل قيل إنها لسارة وزوجها هيرتزل.
وأكد موقع "يافنت" الإلكتروني الإسرائيلي، أن سارة لا تمانع في انتشار الفيديو، إلا أنها ترفض في الوقت الحالي الظهور أمام الإعلام للتحدث عن هذه الحادثة، وتفضل البقاء بعيداً عن عدسات الكاميرات. وأكدت في تصريح لها أنها تلقت المئات من المكالمات الهاتفية من الأصدقاء والمعارف بالإضافة إلى وسائل الإعلام، ولكن كل ما تريده اليوم هو عودة المياه إلى مجراها الطبيعي واحترام خصوصيتها.