لماذا تعزز السويد قدراتها العسكرية وتعيد الخدمة الإلزامية؟
تعتزم ستوكهولم مضاعفة إنفاقها على التسلح خلال السنوات الـ3 المقبلة بواقع مليار دولار في زيادة غير مسبوقة بعد قرن من نهج عدم الانحياز الذي تبنته السويد شعارا وسبيلا لاستقلالها.
وكالة "رويترز" للأنباء، وأعداد لا تحصى من وسائل الإعلام والمسؤولين السويديين، لم تجد مسوّغا للإنفاق العسكري الضخم بالنسبة لبلد كالسويد، سوى "صد الخطر الروسي الذي يتهددها"، فيما وقفت RT على الأسباب الحقيقية لعسكرة أرض السويد المحايدة.
ففي سياق تعزيز قدراتها العسكرية، سبق للسويد وفرضت على رعاياها سنة 2017 الخدمة الإلزامية في الجيش، وذلك بعد سبع سنوات على إلغاء الخدمة وإعفاء جميع الخاضعين لها من الاستدعاء.
مارينيت راديبو، الناطقة باسم وزارة الدفاع السويدية، أوضحت في تفسير غرض بلادها من تعزيز جيشها أن "النشاط العسكري الروسي تتوسط الأسباب التي تحمل ستوكهولم على تقوية جيشها"، وأضحت أن الخدمة الإلزامية في بلادها سوف تنسحب على الجنسين اعتبارا من مطلع العام المقبل.
اللافت في جيش السويد الذي لا يعدّ أكثر من 20 ألف فرد يتوزعون على القوات البرية والبحرية والجوية والأمن الداخلي، أنه يشغل حسب مؤشر Global Firepower للتصنيف العسكري المركز الأول من حيث القدرات القتالية بين جيوش شمال أوروبا، ويتفوق على جيوش بلدان كفنلندا والدنمارك والنرويج وأوكرانيا، بل وعلى الجيش السعودي بأسره.
الخطر الروسي "آت"
إيفان كونوفالوف، رئيس مركز السياسة الاستراتيجية الروسي، أعاد إلى الأذهان اندلاع الأزمة الأوكرانية سنة 2014 والهلع الذي أثارته تبعات هذه الأزمة في صفوف عسكر السويد، الذين سبق لهم وطالبوا منذ 2013 بضرورة تطوير جيشهم ليقدر على مواكبة التغيّر في العالم، رغم حياد السويد ونأيها بنفسها عن جميع الأحلاف والتكتلات العسكرية طيلة القرن العشرين.
وأضاف كونوفالوف، أن عسكريي السويد سعوا في هذه الأثناء إلى التهويل للخطر الروسي على بلادهم، واغتنام الفرصة لتحقيق هدفهم الرئيس المتمثل في زيادة ميزانية الدفاع، ووقف تقهقر المؤسسة العسكرية في بلادهم الناجم عن تقليص ميزانية الدفاع الذي توالى على السويد مع تنقّل السلطة بين الأحزاب السياسية فيها.
السويد ترى الغواصات الروسية في المنام
نيكيتا دانيوك نائب مدير معهد البحوث الاستراتيجية لدى جامعة "الصداقة" الروسية، أعاد إلى الأذهان ظهور غواصة "دميتري دونسكوي" الروسية الذرية الشهر الماضي في مياه البلطيق، وذكّر بالفزع والضجة التي أثيرت في السويد وبلدان جوارها بهذا الصدد، رغم أن "دميتري دونسكوي" لم تنشد من عبورها البلطيق، سوى المشاركة في مراسم الاحتفال بذكرى تأسيس الأسطول الروسي في بطرسبورغ شمال غرب روسيا.
وأضاف دانيوك، أنه لا غاية لعسكر السويد ومن يدور في فلكهم من وراء هذه الهستيريا، والتخويف من اجتياح روسي مزعوم، سوى استجداء المال العام لتوظيفه في الحفاظ على بقاء مؤسستهم وحمايتها من الاندثار، وحفز قطاع الصناعات العسكرية الذي يؤيد بدوره وزارة الدفاع في بثها الرعب في نفوس السويديين وإفزاعهم من "الاجتياح" الروسي "الداهم".
وختم بالقول: خطوات ستوكهولم على هذا الصعيد، إضافة إلى المسوغات الداخلية لها، تجاري العجلة الغربية التي تحركت ضد موسكو مع عودة القرم إلى قوام روسيا الاتحادية.
أهم ما في الأمر بالنسبة إلى روسيا بالتوازي مع هذه الضجة، "التعاون المستمر على قدم وساق بين السويد والناتو منذ 2016، والاتفاقية التي أبرمها الجانبان وتتيح للأخير نشر قواته وتشييد بناه التحتية على أراضي السويد، إضافة إلى الدعم الأمريكي وترحيب واشنطن منقطع النظير بإعادة السويد نشر قواتها على جزيرة غوتلاند في البلطيق".
المصدر: RT